الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انظمة خائفة وشعوب مخوفة

ميس اومازيغ

2013 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي تجاوز فيه الفكر البشري في شخص الأنسان الغربي هم تصريف الحياة اليومية باعتماده عيش اليوم ليومه وانتقاله الى التفكير في حياة غـــده, تفكيراا ضطر معه اعتماد التخطيط العقلاني بما من شانه تلبية رغبته في حياة هذا الغد المنتظــــر, اضحى يومه مرآة تعكسه و بالشكل الذي يمكن التحكم فيه بتغييره عندالأقتظاء بعد ان ارسى يومه هذا على اسس ومرتكزات خلاصة لدراسات وابحاث تولى امرها مختصون كل في ميدانه بالشكل الذي اصبح فيه شبيها بجسم سليم من امراض فتاكة ,وملقح مما قد يتعرض له منها مستقبلا ,يلاحظ ان اقطارشمال افريقيا والشرق الوسط لم تدرك بعد اطرافها ولم يعي فيها المواطن الفرد مبتغاه من الوجود ,لما تعرض ويتعرض له من محاولات اجتثاثه من جذوره واعادة صياغة انيته وفرضها قسراعلى المقاس نتيجة تهافت القائمين على تدبير شؤونه , هؤلاء الذين كانوا في معظمهم خدامالمستعمر الأمس والذين لم يكن لهم من امكانية لبلوغ كراسي المسؤولية الا بتزكية منه.
............
وحيث ان تزكيته لم تأتي حبا في اعينهم وانما لما ينتظر منهم من خدمة مصاله وحمايتها هو المطلع على خبايا هذه الشعوب ,فانه لم يخترالا شبيها له في السلوك الذي اعتاده هو خلال فترة الأستعمار,والمتمثل في استغلالها والعمل على تطويعها, لدرجة جعل القبول بهم كمسؤولين من قبلها مقصورا على مجرداختلافهم عن هذا المستعمربانتسابهم للشعب والوطن .حتى ساد التعبير عن صخط المواطنين بعد ما تبين لهم ان لا جديد يخص الحياة المرغوب فيها تحقق بعد الأستقلال, بالقول بان مستعمرا رحل وحل محله آخر من بني الجلدة .وتتوالى عليه انظمة ان لم تكن صورة طبق الأصل لسابقتها ارثا فانها تكون اشد واقسى ان تولى زمام الأمورفيها من اغتصبها عن طريق الأنقلاب ,باعتماد العنف في سائر مناحي حياة الشعب لما حققه من نجاح في انتزاع السلطة من الغير.
.........
هذا الوظع المدركة شوائبه من قبل المسؤول نفسه كان وراء عدم الأهتمام بالغد وايلاء الأعتبارلمجرد محا ولة تمضية حياة الشعب ليومه بما من شانــه تفاد ي شروره التي قد تهدد السلطة السياسية القائمة في وجودها .وهو ما قد يستخلص من سلوك بعض المواطنين انفسهم ومن كل الشرائح ايا ما كان مركزهم الأجتماعي ,الأقتصادي او السياسـي من الدعاء لأنفسهم بان يمضي عليهم يومهم بلا شرور, فيغادرون ا بواب مساكنهم صباحا مبسملين متكلين على قوة غيبية ليلجوا السوق او المكتب بنفس البسملة والأتكال. ويتطيرون من كل ما يعتقد انه نذيرشؤم حتى وان كان من اقربائهم او مواطنا افتتح صباحا او مساءا مكتب الموظف لحمله على قضائه له حاجة ادارية ما. ليحتد امرالتعبيرعن الأحساس الداخلي بالخـوف بما يلاحظ من الصاق لآيات قرآنية بجدران المكاتب والأدارات من قبل الموظفين ,بل واشعال اعواد البخوربها. انه الخوف الذي يفترس احشاء المسؤول لأدراكـــه الشخصي بعدم اهليته لتولي مركزه ,فقام بفرضه على مصدر خوفه الذي هو المواطن .هذا الخوف نفسه هو سبب عدم ايلاء الأهتمام بالغد .خوف تخلص منه العالم الغربي لأهتدائه وبعد صراع مرير معه الى الديموقراطية كأداة لأ ختيارالمسؤول السوي والمناسب في المكان المناسب.
............
انتقال المسؤول الغربي الى التفكير في الغد بعد ان امن يومه من ذويه كان وراء اهتدائه الى التفكير في الشرور التي قد تلحق به من الغير,فاولى الأهتمام اللازم لهذا الذي توجد لديــــه مصالحه اموارد طبيعية اساسية او اعتباره سوقا استهلاكية لحمايتها وتحصين نفسه مما قد يلحق بها من مساس قد يؤذيه وبالتالي يؤذي الشعب الذي اختاره للمسؤولية, فيعود الى مربع الخوف الذي يدرك انه لم يعد مستساغا ولا مقبولااعتماده من الشعب. فاستنتج من خلال المفكر فيه ان الديموقراطية ما دامت هي سبب استقرار الأوظاع لديه فانه لا بديل لأختيارها منهجا واسلوبا لتدبيرشؤون شعوب هذا الغير,وكان استنتاجه هذا بناءا على تقاريرعن اوظاعها تولاها ذوي الكفائة كل في مجال اختصاصه وتمت دراستها في غفلة من المسهدفين الذين لم يتخلصوا بعد من صراعاتهم مع اليومي وكانت فكرة الفوظى الخلاقــــــــــة.
.............
غفلة المستهدفين تلك كانت ايضا وراء عدم ايلائهم الفكرة ما تستحقه من اهتمام الا في الشق الذي يدخل بدوره في دائرة الخوف المهدد لوجود السلطة. ليظهـــرالتعبير عنه في خطابات الغاية منها دفع الشعوب الى مواجهتها ومقاومتهــــا للدفاع عن الأوضاع القائمة تحت زعم ان غاية تفعيل الفكرة انما هي مصالح امبريالية استغلالية وصهيونية توسعية .هذه التي يهون تحقيقها باللعب علــــى تشظي وتفتيت هذه الأقطاربما ينتهي الى انشاء كيانات ضعيفة تسهل محاصرتهاوالتحكم فيها .هذا الأدعاء الذي يعتمد على الأوظاع التي تعيشها راهنا بعض الأقطار التي افلحت فكرة الفوظى المذكورة في اسقاط انظمتها مما يلاحظ من عدم الأستقرار بها واقتتال مواطنيها فيما بينهم ,لأظفاء المصداقية عليه وكسب ثقة المواطن المفقودة اصلا بما يعبر عنه نشر الخوف والرهبة في اوساط المواطنين بعد تشكيل حلف من المستفيدين وتمكينهم بكل ما من شانه استعماله من اجل استمرارية وبقاء النظام.
..........
هذه الأوظاع المستدل بها لتبريرنظرية المؤأمرة المزعومة من قبل مسؤولي النظام وابواقهم من المثقفين المتاجرين بمنتوج اقلامهم لفائدتهم ان هي ظهرت الى الواقع المرئي والمحسوس بعد التخلص من الطاغية فلأنها كانت مكبوتة ومحاصرة بالقمع الممنهج الى درجة التصفية الجسدية لكل محاول التعبيرعن وجودها .ولسبب بسيط لعدم شرعية السلطة السياسية المستوجبة الآنبثاق عـــن الأرادة الحرة المستقلة للمواطنين.
........
هذه الأوظاع التي اريد بها تبرير الأدعاء المذكور هي التي يتعين على المواطن الغيوران يستخلص منها ما كان مخفيا ومتسترا عليه تحت زعم وحدة اللغــــة والدين التاريخ ,الآمال والمصير المشترك .هذا المخفي كان هو الهوية الحقيقية لشعوب هذه الأقطاروالتي خيف من المطالبة بالأفصاح عنها وتدبيرما يشوبها من لبس بسبب عمليات التزويرللتاريخ ,وما قد ينشاء عن الفشل في ذلك من حالة عدم الستقرار.هذه الحالة من عدم الأستقرار التي كانت نتيجة الفوظى الخلاقة والتي خيف منها سابقا هي التي طفت بسرعة البرق على سطح الساحة السياسية بالأقطار المطاح بسلطتها ,وهي التي ستظهر في باقي الأقطارالمستهدفة من اجل تحقيق الديموقراطية بها .وحيث انه لم يكن من المنتظراصلاح الوظع على يد المسؤولين الجدد في هذه الأقطارلتشبعهم بثقافة النظام السابق لطول مدة ما نهلوا فيه من نفس منبع التزويروالتخويف ,لم يتمكنوا من قرائة صائبة للواقع بالشكل الذي يسمح ببناء الثقة المتبادلة بينهم وبين الشعب .بحيث لم يجدوا من وسيلة لأعتماد هو ية مشتركةغير الهوية الدينية لما كرر على مسامعهم من كون انظمتهم انظمة اسلامية .ليحاولوا في كل من مصر تونس ليبيا والمغرب على تفعيل ما تقتظيه هذه الهوية من محاولة ايقاظ المواطن بها عن طريق التعبير عن الأسلمة باللجوءالى استغلال النصوص القانونية التي من شانها تحقيق الهدف, وبالتحايل علىالمواطن بادعاء المنهج الديموقراطي.
..........
وحيث ان الهوية الدينية ما كانت يوما اداة لظمان الوحدة لما تتظمنه في داخلهامن اسباب النفوروالأنقسام على اساس المذهب والأجتهاد ,ولكونها غير قابلة للفرض القسري باعتبارها امرا يهم الأقتناع الأرادي الحرللمواطن ,فظلت الأنظمة السابقة الأقتصار على الصفة الدينية لشعوبها دون ائلاء تطبيق شرائعها اهتماما اقرارا لواقع غير قابل للنبش فيه لما اعتيد من خوف من الجديد ,كان مآل محاولـــــة تصريف الهوية الدينية من قبل المسؤولين الجدد الأفصاح عن وظع فظح خطاهم فيما اعتقدوا انه اختيارا للأداة الصحيحة التي من شأنها القبول بطريقة تدبيرهم لشؤون الشعب ,بعد ايما نهم الغيرمؤسس بان صناديق الأقتراع التي افرزت نجاحهم هي بمثابة تسليم تام من قبل الشعب وتعبير عن خضوع مسبق لقراراتهم واوامرهم لما اعتادوه من استشارات شعبية شكلية في ظل الأنظمة السابقة بالمقارنة مع هذه التي افرزت نجاحهم والتي تتسم بنوع من النزاهة نسبيا.
..........
هذا الوظع الممتمثل في انقسام الشعب الى فصيلين احدهما يطالب بالدولة المدنية والآخريزعم بان الطلب هو طلبه ايضا, في الوقت الذي يدرك كل منهما غايـة الآخرالحقيقة المسكوت عنها من الطلب. فلخوف المطالب بالدولة المدنية التصريح بابعاد الدين عن الدولة لما قد يتهم به من ردة عن الأسلام وما سيترتب عن ذلــك من فشل في تحقيق الهدف المأمول ,يحاول الأبقاء علىالصفة الدينية على ما كانت عليه على الأقل في ظل النظام المطاح به ,في الوقت الذي يعمل الطرف الآخرعلى الهروب الى الأمام محاولا اسلمة المجتمع وتفعيل فهمه للدين معتمدا على سابق ما شحن به مسؤولوه مريديهم لكونهم غير مهيئين واقعيا لغير ذلك, ولخوفهم من النبذ من قبل المريدين لما سبق واوهموهم بصوابية الحلول التي يعتقدون في مقدرتهم بواسطتها حل المشاكل التي يعانونها ويعانيها كافة المواطنين .ليحاول كل من الطرفين جهده على اظهار كثافة كثلته املا في تشكيك الخصم في مستقبله السياسي ان استشير الشعب مرة اخرى في شان رموز السلطة مستقبلا .الأمرالذي لن ينتج عنه الا التناحر والأقتتال لأرجاع امور الشعب الى خيار الرعاع في الوقت الذي هو من مهام الحكماء لما يقتظيح الوظع الجديد الذي تكاد الدولة فيه تفقد اركانها.
.........
هذا الصراع لوحده يجعل الملاحظ اللبيب يستخلص من سابق ما كان يكرره النظام المطاح به بان الشعب لم يرقى بعد الى درجة اعتماد الديموقراطية اسلوبا وسلوكا في حياته ,وان كانت غايته من هذا التصريح اللعب بورقة التخويف لبقائه ,فهو اهم واصوب اعتراف صدر عنه. ليتعين في ظل ما ذكر وبسببه التخلي عن الأحتكام الى صناديق الأقتراع مؤقتا واللجوء الى لجن من الحكماء قصد اعادة ترتيب البيت الداخلي ووضع اسس للدولة الحديثة في انتظار توفر ونظج الظروف التي من شأنها تيسير العودة الى الآليات الديموقراطية مع وجوب الأقرار بحق هذه اللجن في انتهاج نوع من الديكتاتورية المقرونة باستحظار الغاية التي هي مصلحة الشعب في النهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة