الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أما آن لنا أن نصدق مع أنفسنا ومع ثورتنا؟

محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)

2013 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أما آن لنا أن نصدق مع أنفسنا ومع ثورتنا؟
بصراحة الائتلاف والمجلس الوطني فشلاً في قيادة الثورة أو حتى مساعدتها على الاستمرار والصمود. الشعب السوري مثخن بجراحه يواجه المأساة بقواه الذاتية. وهذه المعاناة الفظيعة التي عايشها السوريون على مدى سنتين وأكثر والفشل في قيادة المعارضة كانت من أهم الأسباب التي فسحت المجال لظهور حالات من التشبيح داخل الثورة : من سرقات وسطو وخطف ونهب سواء كان على مستوى الافراد أم على مستوى الملكية العامة.
هل يعقل بعد مرور سنتين واكثر من الثورة ومازال الائتلاف والمجلس ينتظرون اشهرا لعقد اجتماع فقط لحل قضايا تنظيمية مثل رئاسة الائتلاف أو (حتى المجلس سابقا)، وكذلك للبدء بالتفكير في التواصل مع الداخل ومساعدته.
هناك مئات الحوادث والتساؤلات المشروعة التي قدمها الثوار تنتظر جواباً ممن يسمون أنفسهم قادة المعارضة ويتصدرون المشهد السياسي المعارض!!! مثل مشكلة الاغاثات والدعم الطبي ودعم الجيش الحر بما يحتاجه.
هناك تساءلات حول وضع الكتائب المسلحة والمشاكل التي تعاني منها والتي تعيق الثورة وحتى أن البعض يضع مصالحه الشخصية فوق اي اعتبار من اعتبارات الصراع مع عدو وحشي مجرم يقتل السوريين كل ساعة. ولا نجد حلا لتلك المشاكل .
أين قيادة الجيش الحر وماذا قدمت على الأرض ولو على مستوى استخلاص الدروس ومتابعة الأخطاء. لماذا سقطت القصير، ولا نختلف بأنها معركة وليست الحرب، ولكن هناك تسريبات تقول أن القصير سلم بصفقة بين قادة كتائب في القصير مع النظام. هل حقق الجيش الحر بذلك؟ ما هو وضع 200 شيشاني يتصرفون بشكل يذكرك بهمجية القرون الوسطى والجاهلية بذبح السوريين كالخراف لأسباب غير مفهومة. ألا يعتبر هذا أكبر خدمة للنظام. من أين جاء هؤلاء ومن يمولهم ويدعمهم؟ هذه أسئلة مشروعة نتحدث عنها كل يوم ولا حياة لمن تنادي.
لماذا لا يوجد تفاعل بين قيادة المعارضة ممثلة بالمجلس والائتلاف وبين قواعدهم وبين الثوار. الكل يسب على الائتلاف وقيادة الائتلاف مطنشة. ألا يعني ذلك استهتار بالثورة وخيانة لأهدافها، في وقت يقوم النظام بمساعدة حلفائه المجرمين بعمليات خطيرة في ريف حمص وريف دمشق.
سياسيتنا، أيها الأخوة في المجلس والائتلاف، دائما كانت تعول على أهمية الدعم الخارجي الحاسم، بالرغم من القول بأن الثورة قام بها السوريون، ولكن عملياً كل اهتمامنا وتوجهاتنا كانت نحو أمريكا والغرب والخليج العربي لمساعدتنا وهذا ليس سراً بل تخلل خطابات المسؤولين على مدى سنتين. ولكن المفارقة بأن الغرب عذبنا وأساء لنا ولثورتنا بما لا يقل عن النظام. تصوروا أن الاعلام الغربي يفتش عن أي حادثة صغيرة تسيئ للثورة لينشرها ويضخمها . طبعا لن أتحدث عن الدورالروسي والاعلام الروسي الذي كان بخلاف موقف الغرب من الثورة ، مخلصاً لنظام الأسد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى استراتيجي شامل.
ولكن أين حلفاءنا ؟ لماذا تمادوا في الوقت حتى بلغ السيل الزبى. قبل سنة ونصف لم يكن هناك جبهة النصرة ولا قاعدة ولا عشرات الكتائب الاسلامية التي تنادي بدولة اسلامية. وكنا نحذر من ذلك لكن الغرب كأنهم كانوا ينتظرون حدوث ذلك لتبرير تخاذلهم ونحن ما زلنا نعول على الغرب وعلى الفرج القادم من الخارج!!!!
النظام يعمل فينا عن طريق أزلامه حتى من داخل المعارضة. ولكن ليس النظام فقط بل هناك كتل سياسية واحزاب في المعارضة تعمل لمصلحتها الضيقة وتسعى لتوسيع صفوفها على حساب الثورة. وهذا أحد أخطر جوانب نشاط المعارضة التي أساءت للثورة.
وإلى متى يا ناس ننتظر الائتلاف حتى يجتمع وينتخب قيادة وغيرها. وهل اذا اجتمع وانتخب تلك القيادة العظيمة سينخرط في الثورة من أجل تحرير سوريا؟ دائرة الآمال تضيق جداً لولا وجود ثوار حقيقيين عاهدوا ربهم ووطنهم على المضي حتى النصر.
يجب أن نعترف بأننا بشكل عام صامتون أمام هول المصيبة التي تلحق بشعبنا ووطننا وإن كنا نتحدث في الاعلام ومن خلال البيانات، أو نتحرك قليلاً على الأرض، فهذا لا يكفي حتى للصمود ناهيك عن تحقيق النصر.
إلى متى ننتظر الفرج؟ اتذكر قول الله بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فمتى سنتعالى على مصالحنا وأنانيتنا ومزاجاتنا الشخصية والحزبية والسياسية ونقول كلمة حق أمام شعبنا الجريح وأمام وطننا الذي يدمر أمام أعيننا وأمام الأجيال السورية التي تتشوه. متى نصبح وطنيين؟ متى نصبح وطنيين؟ متى نصبح وطنيين؟
اليوم هو يوم الموقف الحاسم والصريح: قيادة الائتلاف ومن تصدر المجلس الوطني وبناه أثبتوا فشلهم ويجب أن يفسحوا المجال للثوار الحقيقيين والمقاتلين الأحرار في الداخل لقيادة الثورة بتأسيس قيادة عسكرية سياسية مدنية تقود الثورة والمناطق المحررة، أما الائتلاف بمجمله فيتحول 10 إلى 20 عضواً منه إلى لجنة للاعلام والسياسة الخارجية. الثورة قام بها الشعب السوري في الداخل وليس بالفنادق ومن حقه، وهو قادر على ذلك، أن يقدم قيادة تليق بثورته وهو قادر على تصحيح المسار عند الضرورة. وثورة مصر خير مثال لأن الثورة مستمرة وتتجدد.
د. محمود الحمزة – موسكو
29 /6/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل