الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القلم والضمير بين الاتحاد والفراق

صباح الرسام

2013 / 6 / 30
الصحافة والاعلام


القلم سلاح ذو حدين، ان كان صاحبه يتمتع باستقلالية وتحرر بعيد عن التعصب والعاطفة ويستند على الادلة فهذا سيعكس صدق الكاتب وتحرره وهي اهم صفات الكاتب ، اما اذا كان القلم يسطر ما يحلو للكاتب من حب وبغضٍ وتمجيدٍ او تشهيرٍ وبدون ادلة وتخالف الواقع فهذا سيجعل الكاتب في موقفٍ لايحسد عليه لأنه لايتمع باستقلالية ولا يمتلك الفكر المتحرر الذي يعتبر اهم مقومات الكاتب .. لأنه يكون مقيد الفكر.. تحكمه النزعات العصبية او الولائية ، او يكون اسير الطمع ، وكم من قلمٍ مأجور في عالمنا العربي والاسلامي يمجد القوة والمال، خصوصاً تمجيد السلطة ، وكم من كتاب وكتاب و مجلدات اُلفت لتسقيط المخالف والتشهير به بدون ادلة وبراهين مسببة قتل الكثير من الابرياء، أو قلم اساء للمخلصين وكان سبب في رفع غير المناسبين .
للاسف نرى ان كاتباً رخيصاً في حقيقته لكنه يسمى كاتباً رغم باطله ، ويمتلك مؤسسة اعلامية كبيرة بامكاناتها وليس بمهنيتها، ورغم افتقاره للمهنية والضمير، نجد ان له تأثيراً !
لا يمكن ان ننكر ذلك.. لسبب واحد.. هنالك الكثير من الناس لايفرق بين المقال والخبر ..هذه كارثة ، لأنه سوف ينقل الموضوع الى ناسه ، وناسه ينقلونه الى غيرهم، اما المثقف فيفرق بين الاثنين ويعتبرهُ رأياً .. مُحللاً آياه.. فأن كان حق يأخذ به وان كان باطلاً ضرب به عرض الحائط .
في عراقنا الجديد اصبح الاعلام سلاح الاحزاب ، ورأينا كثرة الاقلام المأجورة والتي هي قسمين : قسم للتشهير وقسم للتمجيد في كل الوسائل الاعلامية والاعلام المرئي بكافة برامجه والمقروء..حدث ولا حرج بسبب الاقلام المتعصبة ، والاخرى من اجل المال .
وصل الحال الى ان البعض اصبحوا بين ليلة وضحاها يملكون الاموال الكثيرة لانهم باعوا اقلامهم او بالاحرى باعوا ضمائرهم ، وهذه طامة كبرى، لانها اساءة للحقيقة وتلاعب بالعقول، وتجعل الانسان لايميز بين الصالح والطالح ، هذه الاساليب تؤثر بالدرجة الاولى على المخلصين لوطنهم والكفوئين في عملهم .
القلم اصبح يطبق النظرية الميكافيلية ،وهي الغاية تبرر الوسيلة ..اكذب وشهّر ومجد بمن تريد.. فالقلم اصبح يشهر ويمجد بدون مهنية.. بدون ضمير.. ويسيئ للاقلام المحترمة التي تنطلق من الضمير لتثقيف المجتمع وتكشف الحقيقة ، وغايتها تطور المجتمع والقضاء على السلبيات، هذه الاقلام اغلى من كل الاثمان لانها صادقة جاعلة البلد يسير نحو الافضل لانها توحدت مع الضمير الحي . .تحية لكل كاتب سخّر قلمه بما يمليه عليه ضميره.. لانه سبب تطور المجتمع و رصاصة تزهق روح القلم المأجور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة