الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجمة تائهة

لؤي عجيب

2013 / 7 / 1
الادب والفن


إلى الأطفال الأسرى

نجمه المتشردة
يا حباً عابراً
اتبعي طريقك
براً وبحراً
وفكي قيودك
"أغنية بيروفية"
يبدأ بها الكاتب جان ماري غوستاف لوكليزيو روايته نجمة تائهة

"ألا تشرق الشمس على الجميع...؟؟" هذا ما سأله الشيخ ناس لليهود الذين أخرجوه عنوة من بيته واقتادوه مع آخرين في شاحنات مغطاة بشوادر إلى مخيم نور شمس هذا الذي يدب إليه الموت من جميع الجوانب من ندرة الماء وقلة الطعام الذين انقطعا في نهاية المطاف .. وكان الموت أول الزائرين للشيح ناس حيث دفنه ولداه في أعلى الرابية المطلة على طول كرم و الجانب الآخر من الحياة التي استولى عليها اليهود... هذا ما جاء في رواية " لوكليزيو" نجمة تائهة ... التي بدأها في مخيمات اللاجئين اليهود الفارين من وجه الألمان من جميع أنحاء أروبا حيث المقاومين اليهود، كما كان يسمونهم، يجابهون الألمان ويهربون اليهود ليجلبوهم إلى المخيمات في سان مارتان إيذاناً منهم بالرحيل إلى أرض الميعاد .. فلسطين .. على ظهر سفينه ايطالية اسمها سات فراتيلي ومعناها الأخوة السبعه ... يصور لنا القحط والذل والألم والرعب الذي عاشه اليهود .. والأمل بالوصول لأرض الميعاد ..
هيلين أواسترليتا .. النجمة الصغيرة .. كما كان والدها يفضل أن يناديها، اسم البطله اليهودية ... هي التي تروي المعاناة خلال الهجرة حتى وصولهم لشواطئ فلسطين مع والدتها اليزابيت ... ومع دخولهم القدس في شاحنات عسكرية ... توقفت الشاحنات لتسمح بمرور مواكب المهجّرين العرب من النساء والأطفال ... حيث ابصرت استرليتا الرعب والألم في عيون النسوة والأطفال ... هو نفسه الذي أبصرته في سان مارتان، نزلت من الشاحنة مقتربة من صفوف المهجّرين لتخرج طفلة فلسطينية من بين الصفوف مدت لها كراساً كتبت في أعلى صفحاته اسمها " نجمة " .. لتكتب لها استرليتا اسمها في كراسها .. تحمل الطفلة كراسها بين ذراعيها وتسرع عائدة إلى الصفوف المنهكة من الألم والذعر و السير دون وجهه... تعود استرليتا إلى الشاحنات .. لتتسائل عن سبب هجرتهم ... تصمت أمها اليزابيت بتجاهل وتشد على يدها ... تكرر سؤالها بإلحاح عن سبب هجرتهم ... فكان الجواب من امرأة لم تطأ قدماها أرض فلسطين إلا منذ يومين فقط .. " انهن زوجات وبنات من يقتلونا ..." كانت طريقة الجواب العدائية كافية لتمنعها من النقاش .. لكنها أبصرت فيهم عدمية سوداوية حتميتها الموت ....
ليعود الكاتب برواية معاناة المهجّرين العرب بلسان وعيون نجمه الفلسطينية ...
رواية تستحق القراءة ... والوقوف كثيراً عند مفرداتها والأسماء المذكورة خلالها ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07