الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار بين الأُم وإبنتها

محمد سليم سواري

2013 / 7 / 1
الادب والفن


عاتَبتها أُمها وقالت لها : يابنيتي ، لقد قضيتُ كل عمري ولم أسمع لحد الأن بهذه اللغة التي تسمونها هذه الأيام بلغة الحب ، لست ساذجه الى هذه الدرجة ... لقد عرفت الحب .. كان الحب في أيامنا قائماً .. ولكنني لم أسمع بلغة الحب التي تتكلمون عنها أنتم أبناء هذا الجيل .. لغة أي قوم هذه ؟ وهل من السهل أن يتعلم الإنسان هذه اللغة وكيف ؟ ؟
نعم يا أُمي الحبيبة .. صحيح إنك لم تسمعي بهذه اللغة ، لغة الحب بالمعنى المتعارف عليه للغة عند الناس .. لكن لغة الحب ، لغه مفهومة ومعروفة منذ الأزل .. ألم يكن ما تفاهم به آدم مع حواء شيء إسمه لغة الحب ، وليس أية لغة أخرى ؟ لأن الإنسان في ذلك الوقت لم يكن بمستوى يمكنه من معرفة أية لغة اخرى.. وقد أجادا فهم هذه اللغة بكل مفرداتها من وفاء وتضحية وإيثار وأخلاص محلي بأنانية.. فكان أن حُرما من الجنة بل وطردا منها .. ألم تكن هذه تضحية ؟ ألم تكن هذه أنانية ؟
أجل يا أُمي الحنونة ... ألم تبوحي لي في أكثر من مناسبة بأنك ومن دون كل شباب قريتنا كنتِ معجبة بوالدي وكنتِ تشعرين بسعادة لا يمكن وصفها .. عندما تمرين من أمام باب بيتهم للذهاب الى النبع .. وكانت تلك السعادة تنبع في نفسك نحو منعطف النشوة والإعتزاز عندما كنتِ تتأكدين بأن والدي يراك وأنت تنظرين إليه .. من هذا الإعجاب ومن تلك النظرة أصبح لكما لغة من مجموعة إشارات وإيحاءات وعواطف ، هذا ما نسميه نحن الآن لغة الحب كما تتكلمين عنه .. حيث لا تحتوي كل قواميس اللغة على مفرداته .
إنها لغة الحب .. اللغة التي يتقنها خريجي مدرسة الحب ، المدرسة التي كانت موجودة في حياة البشر منذ أن خلق الله عز وجل الأرض وما عليها ومن عليها !
أما الذين يعرفون أسرار ونواميس مدرسة الحب ويتقنون نهجها ولغتها ، فإنهم نخبة من الناس فيهم الفقير والوزير ، الصعلوك والزعيم ، الكهل والشاب ، المرأة والرجل ومن كل القوميات والأديان والأجناس والملل ، حيث يفهم كل هؤلاء مغاليق وإيحاءات وباسوردات هذه اللغة ومن يحظى بهذا كُتب عليه أن يفهم الحياة ويسعد بالحياة ويعيش من أجلها .. وما قيمة حياة مَن لم يعشق ويهوى ؟ !
إذا أنت لم تعشق ولم تدرِ ما الهوى فكن حجراً من يابس الصخر جلمداً
سيدتي وما أحلى الصباحات التي نسماتها محبة وكلماتها محبة والتحية فيها محبة والمعاناة محبة وحتى الألم والعتاب محبة.. هذه هي صباحاتنا وستبقى هكذا صباحاتنا إلى أن يقدر الله أمراً كان مقدوراً .. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت .. اللهم أعنا على أن نكون أهل الحب ولا نبغض من هم غيرنا وافتح مغاليق قلوبنا على من نحبهم ويحبوننا .. اللهم دمر الفجرة الخونة من من الذين يبيعون ضمائرهم ويخونون أحبابهم في غفلة من الزمن .. اللهم جنبنا مهالكهم.. اللهم جنبنا منهم ومن أمثالهم وأنك يا رب محب ومجيد ومجيب .. يا الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث