الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية العلاقة بين ما يحدث في مصر والشروط السياسية للصراع الفلسطيني؟

خالد عبد القادر احمد

2013 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في مقال تلا ثورة 25/ يونيو, قلنا, ان الثورة المصرية اسقطت اللوبي الصهيوني في مصر, وتاملنا ان تسقط اللوبي الامريكي فيها, لكن هذا اللوبي تعزز دوره بمخلب جماعة الاخوان المسلمين ووصولها الى مختلف مواقع السلطة والحكم في مصر, لكنه سرعان ما انكشف المردود المدمر على مصر جراء تحالف النهب الاستعماري الاجنبي والتخلف الحضاري المحلي, حتى مس المتطلبات المعيشية الاساسية والتي لا غنى عنها للمواطن المصري, الامر الذي هيأ لموجة انتفاض شعبية مصرية اخرى نراها ونراقبها ونعتز بانجازاتها, واهم هذه الانجازات انها دفعت الى الصدارة المطلب الشعبي المتوافق مع المطلب الحضاري
ان مصر الان تتصدى للنظام الطائفي التاريخي, الذي حكمها منذ عهد عمرو بن العاص, وهي طائفية تشكل حافظة امتياز طبقي اصوله التاريخية اجندة احتلال عرقي اجنبي, وما ترتب عليها تاريخيا حتى الان من فقدان عدالة توزيع مردود انتاجية المجتمع المصري, واحتكار سلطة , وبلطجة طبقية, لكن اجمل ما في هذه الانتفاضة الراهنة
1- ان بطولتها تعود للطبقات الشعبية غير المخدرة ايديولوجيا الا بمحاولتها الاستجابة لاحتياجات مسار التحضر المصري وانعكاسه على شكل مطلب وطني ديموقراطي وتجسده كمطالب شعبية في الاستقرار والانتاج والشعور بالكرامة والمساواة في المواطنة
2- ان هذه الانتفاضة استطاعت حتى الان تحييد تدخل وتداخل الاجندات الاجنبية مع الوضع المصري الداخلي وحافظت على استقلاليتها الوطنية كما تؤسس لديموقراطية حقيقية في الهامش الذي يحاصر سقف افقه الاتفاقيات الاجنبية
3- انها تفرض على اجندات الصراع العالمي موقف انتظار القرار الثوري الوطني الاستقلالي السيادي المصري, وعلى وجه الخصوص على تفاعلات الصراع حول التسوية بين المسار الذي يحاول الكيان الصهيوني فرضه على واقع المنطقة وبين الرؤية الامريكية لما يجب ان يكون عليه واقعها
لكل ما سبق لا بد من توجيه التحية للعامل الثوري الوطني الديموقراطي المصري الذي استطاع تمثل وتقديم المطلب الشعبي الى درجة اندفع معه الشعب المصري لهذا الالتفاف غير المسبوق حول هذا العامل والذي تصدرته بلا منافس حركة تمرد, ولشهداء الحرية في مصر منا كل تقدير ولذويهم رجاء الصبر والسلوان,
لكن تقديرنا السابق بالانتفاضة الشعبية المصرية, لا يمنعنا من التساؤل عن انعكاساته على شروط الصراع الفلسطيني, ان في مجال مقاومة الاحتلال او في مجال التفاوض معه, وهي شروط صراع كان لخروج قطاع غزة عن الشرعية الفلسطينية فيها تاثير استثنائي حيث مزقت مركزية الشرعية الفلسطينية وعززت في نفس الوقت شرعية مقولة حق المقاومة المسلحة’ إلا انها رهنتهما ( معا ) لمكتسباتها الخاصة من ومع الاجندات الاقليمية والعالمية’ وانقلابات هذه الاجندات السياسية
ما مصير قطاع غزة ؟
ان الترابط التاريخي للجيوسياسيتين المصرية والفلسطينية, يعيد تجسيد دوره في تقرير مصير كل من الطرفين, وإن بصورة اساسية على الطرف الفلسطيني, خصوصا في قطاع غزة, حيث يضع ما يحدث داخل مصر دورالقرارالسياسي الغزي على طاولة القرار العالمي والاقليمي, ويفرض اتخاذ قرار بشأن مصيره, وهو ما يحاصره احتمالات بقاء جماعة الاخوان المسلمين في مصر بسدة الحكم او سقوطهم منها, وتبعا لذلك سيتقرر مستوى علاقات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بمصر تبعا لرؤية السيادة المصرية,
وهنا علينا الالتفات ايضا الى ان الولايات المتحدة ومن لف لفها في المنطقة عليهم ايضا اعادة تحديد رؤيتهم للدور الجيوسياسي الذي يلعبه قطاع غزة بصراعات المنطقة ومناوراتها السياسية, وفي المقابل سيجري نفس الحسابات من يقف ممانعا للنفوذ الامريكي بدءا من روسيا والصين ومرورا بالكيان الصهيوني وانتهاءا بحزب الله
إن قرار الكيان الصيوني هو لا شك اهم هذه القرارات ولا شك ان سقفه الاعلى هو اعادة اجتياح واحتلال قطاع غزة, والذي سيمكن الكيان الصهيوني من القاء المزيد من المعيقات امام وفي مسار مقولة حل الدولتين الذي تدعوا اليه الاجندة السياسية العالمية, والذي تستفرد الولايات المتحدة بمحاولة تجسيده في واقعها, مما يجعل من المناسب لمحور ممانعة النفوذ الامريكي ان يفشل مسعاها, عبر اعادة احتلال الكيان الصهيوني للقطاع
اننا نامل ان يكون اتمام المصالحة السياسية الفلسطينية هي الرؤية التي تتجه اليها قراءة حركة حماس للتعامل مع هذه الصورة, كما نامل ان تكون قراءة القيادة الفلسطينية لها ايضا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على أرجاء قطاع غزة مع اشتداد المعارك في شرق رفح


.. أوكرانيا، روسيا، غزة: هل ستغير الانتخابات البرلمانية الأوروب




.. أوكرانيا: موسكو تشن هجوما بريا على خاركيف وكييف تخلي بلدات ف


.. لبنان.. جدل واتهام للمسرحي وجدي معوض بالعمالة لإسرائيل




.. متاعب جديدة لشركة الطيران الأمريكية بوينغ.. واختفاء مجهول لع