الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتهام _ قصه قصيره

جاسم البغدادي

2013 / 7 / 1
الادب والفن


تسحب العتله من تحت المقعد فيتزحلق الكرسي للامام و يكاد يحتضن المقود ..لا تستطيع السياقه دون القيام بتلك العمليه الروتينيه يوميا , هي قصيره وزوجها طويل , قدماها لا تصل الفرامل او البنزين اذا جلست على الكرسي بالوضع الذي يختاره زوجها , يعيده بعيدا للوراء وتدفعه هي للامام , كل يوم نفس الروتين , لم تتخلص منه الا حين اشترى زوجها سياره اخرى , لا بسبب الكرسي لكن تزاحم وقتهما ,فقد اصبحا يعملان في نفس الوقت بعد ان كانت تعمل صباحا وهو مساءا .. ارتاحت اخيرا من هذا الازعاج , مضت اشهر , حدثت جريمه قتل , تم الاشتباه بها لان وصف السياره التي استخدمها القاتل تشبه سيارتها , والقتيله امرأه مثلها , لكن لا يوجد دليل ضدها , فقد كانت في الدوام , الكل يشهد لها , طلب منها المحقق ان تتذكر اي شئ ممكن ان يدلهم على القاتل ,الضحيه كانت معروفه , احدى زميلاتها في العمل , زارتها في بيتها عده مرات , هي ايضا ذهبت لبيتها , كانت مطلقه , قبل اشهر قليله , لم تتذكر امر آخر مفيد للتحقيق , هي لا تعرف شيئا عن تفاصيل حياة المرأه الاخرى , نعم هي كانت صديقتها لكنها لم تكن تكشف لها عن اسرار حياتها الخاصه ,الصداقه شئ وتلك الامور شئ آخر,لا تذكر شيئا يفيد التحقيق , زوجها كان يعرف تلك المرأه ايضا , اوصلها بسيارته عده مرات لبيتها , لكنه لا يتحدث معها الاقليلا , رسميا فقط , زوجها يعرف انها غيوره جدا , يداري مشاعرها , يحبها بجنون , وتحبه , لا تذكر شيئا يفيد التحقيق , قضت يومها كالعاده في الدائره و المرأه الاخرى , الضحيه , كانت متغيبه لاسباب مرضيه , وقتلت اثناء غيابها , نهارا , بعض الشهود قالوا انهم رأوا سياره تشبه سيارتها وصلت الى بيت الضحيه , لكن سيارتها كانت مركونه في الساحه الخلفيه للدائره طول الوقت , لم تستخدمها الاحين العوده للبيت , لا تذكر شيئا يفيد القضيه , سمعت اشياء من زميلاتها عن بعض اخبار الضحيه لكنها لم تبالي بها , قيل انها كانت متزوجه سرّا من رجل متزوج ويحب امرأته بجنون , وقيل ان الرجل حين احس ان زوجته بدأت تشك به طلقها على الفور , لكن مثل هذه الامور لا تفيد القضيه , بل تعقدها ,امور عاديه ,تحدث يوميا , حتى ما قيل ان الضحيه بعد طلاقها هددته بأخبار زوجته عن علاقتهما , ربما كان هذا هو الشئ الذي طلبت منها الضحيه قبل يومين من قتلها ان تتحدث معها بشأنه , ربما كانت المسكينه تريد استشارتها , لكنها لم تفعل , لا حاجه لسرد كل تلك التفاصيل امام المحقق , فهي لا تفيد التحقيق , هي سعيده بزواجها , تحب زوجها , هو يقدسها , هم اغنياء , ينقصهم الاطفال لكن لا بئس , مازالا مبكرين على الانجاب , لا تريد اشغال نفسها عن الترتيب لقضاء العطله , زوجها مثالي لا ينغص عليها حياتها بالشجار والتوافه , صريحا الى ابعد الحدود , نعم , راودتها بعض الشكوك بتصرفاته فتره , لكنها شكوك سخيفه , غيرة نسوان لا اكثر , وأدتها في حينها ولم تتركها تستفحل وتتمطل على حياتها ..خصوصا حين اخبرها ان البعض يريد الايقاع (حسدا) بينهما واختلاق الشائعات , ووعدها انه سينهي كل هذا قبل ان يصل اليها ويعكر عليها سعادتها التي نذر حياته لها .. لا تذكر شيئا يفيد التحقيق ولا تريد اصلا ان تتذكر , كانت مشغوله طول النهار , لم تغادر مكتبها الاحين فتره الغذاء في الكافيتيريا مع زميلاتها , لم ترى شيئا , لم تسمع شيئا , لم يحدث شئ غريب ذلك اليوم , فقط شئ واحد تذكره وهو ايضا لا يفيد التحقيق فحين ذهبت لقياده سيارتها اثناء العوده للبيت وجدت الكرسي راجع للوراء رغم انها لم تحركه من مكانه فقد تخلصت من ذلك الروتين منذ اشهر طويله وزوجها لم يعد يستخدم هذه السياره ابدا .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع