الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بداية البداية

ميعاد العباسي

2013 / 7 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لازالت الملايين من المصريين تتدفق الى ساحات الاعتصام معلنين احتجاجهم على دولة الاخوان ورئيسها محمد مرسيي، ملوحين بشعار واحد "ارحل"، تجمعهم حركة المعارضة المصرية التي أطلقوا عليها اسم "تمرد".


رغم ان البعض لا يزال مع إعطاء الأحزاب الإسلامية الفرصة لحكم الشعوب التي بفضل ابناءها اسقطت الأنظمة الدكتاتورية في ثورات الربيع العربي، الا ان الوضع الحالي لهذه البلدان، مثل مصر وتونس، يعكس لنا فشل الإسلاميين في الحكم وسوء ادارتهم لشؤون البلاد، فهذا حزب النهضة التونسي، الذي سرعان ما بات يحارب الحريات وينتهك حقوق الإنسان التونسي. واليكم حزب الحرية والعدالة المصري، الذي ما ان وصل لمقاعد الحكم حتى كشر عن انيابه الاصولية، والذي يواجه اليوم سخط شعبي عارم بسبب انتهاكاته الدستورية المستمرة .

ينبع فشل هذه الأطراف ليس فقط من نقص في الخبرة السياسية ومهارات القيادة الجماهيرية، ولكن أيضا من ايديولوجية التطرف التي تبنى عليها هذه الأحزاب، اضف اليها تعطشهم للسلطة والهيمنة على جميع جوانب الدولة. وبينما تنشغل هذه الاحزاب الحاكمة في الفوضى التي تخلفها، فانها تغفل عن اقتصاد دولهم المنهار ونظامهم الاجتماعي ضانة انه اقامة الدولة يمكن ان يتم بالسيف لا بالتنمية.

اليوم، وقد ثبت مرسي، الرئيس المصري، أنه اهل للمسؤولية التي انيطت به، واتضح أنه لا يمكن أن يرقى إلى مستوى أهداف ثورة الربيع العربي التي أتت به إلى رئاسته الحالية.
منذ أن تم تنصيبه، وقد مرسي لم يتوقف استغلال سلطته عن طريق مطاردة المعارضين له ومعارضة وسائل الإعلام المعارضة، أكثر من مما فعله الرئيس السابق حسني مبارك. كيف يستطيع متمرد على القضاء ومخترق للنظام
العكسري والمحكمة العليا ان يتبنى ديمقراطية دولة مهمة وكبيرة كمصر؟

مرسي يريد إلغاء الديمقراطية التي أتت به والإخوان لكرسي الحكم، بعد ان فشلت جهود الإخوان المسلمون لمدة ثمان قرون من الزمن من الاستيلاء على السلطة.


ولعل مرسي ليس مدرك للاهمية التاريخية لهذا المنصب الذي يشغله، والذي تولاه بدماء ثوار ثورة 25 يناير، ليكون الرجل الاول في قيادة اول نظام ديمقراطي مصري بعد قرون من الدكتاتورية، وانه اساء للديمقراطية ولتاريخ مصر معا. كان لمرسي فرصة تاريخية نادرة، تشبه تلك التي تمتع بها الرئيس الأول للولايات المتحدة الأمريكية، جورج واشنطن، الذي شغل فترتين من حكمه جسدت فيها روح الديمقراطية والحرية، والذي خلف تراثاً استمر للقرن الواحد والعشرين مجسدا الانتقال السلمي الديمقراطي للسلطه لمن تبعه. سمي واشنطن بـ" الاب لبلاده" وكان حامي الدستور الاول. لو كان جورج واشنطن قد عمل خارج الدستور لانقلب الشعب الامريكي عليه وعزله من الرئاسه، وهذا ما ينبغي فعله لمرسي الآن.

لاشك ان تجربة الإسلاميين في الحكم بدأت في طريقها إلى الانحسار بعد أن بدأت الشعوب تدرك أن مصيرها لا يمكن ان يقرره الاصوليين وان الديمقراطية لا تسير جنبا الى جنب مع الدين ايا كان.

لا يمكن ان نتجاهل ان بعض دول الخليج تحاول جاهدة اظهار دعمها للحركات الإسلامية، ولكن حقيقة الامرانها لا تدعم الا ما هو جهادي تدميري خارج نطاق حدودهم الجغرافية. انظمة مثل السعودية وقطر يتقمصون دور يختلف عن دورهم الحقيقي وهو احباط اي محاولة لهذه الحركات داخل بلدانهم، ولكي يحفظوا عروشهم فانهم يستمرون بتحذير جماهيرهم بان كل ما هو خارج عن نمط السلطة الموروثة هو خارج الدين الاسلامي.


لذلك، أتوقع أن صراعا على وشك أن يظهر في شكل مواجهة مفتوحة مع الأصولية، اول من سيصاب بحممه البركانية سيكون كل ما هو اسلامي لا يريد التعامل مع الحداثة والديمقراطية والتقدم العلمي وما هو تكفيري يستخدم الاغتيال والارهاب لتلبية مطالب المجتمع المدني. ومايحدث الان هو فقط بداية البداية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -