الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي – السؤال السادس عشر: هل سيرحل مرسي خلال 48 ساعة إستجابة لبيان القوات المسلحة، أم سيماطل إلى أن يحل شهر رمضان المبارك ؟

ميشيل حنا الحاج

2013 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية




احتاج الرئيس السابق حسني مبارك إلى ثمانية عشر يوما قبل الاستجابة لمطالب الشعب في رحيله. ففي اليوم الثامن عشر فقط، وعندما بدأت الجماهير زحفها نحو القصر الجمهوري وإعتذار القوات المسلحة عن توفير الحماية له ، اضطر الرئيس السابق لإعلان تنحيه عن رئاسة الجمهورية. فهل سيحتاج الرئيس مرسي إلى مدة مشابهة من أجل إعلان تنحيه، خصوصا وأن القوات المسلحة قد أعلنت موقفا رسميا وواضحا بوجوب التوصل إلى حل ما خلال 48 ساعة، لتجنب الفوضى والانقسام واحتمال إراقة دماء الشعب الذي يتوجب على الجيش حمايته من كل أذى .

ولكن الأمر يختلف بعض الشيء عن الوضع الذي كان قائما في عهد حسني مبارك . ذلك أن في يد الرئيس مرسي ثلاثة أوراق يمكنه أن يلعبها في محاولة لتأخير رحيله. وهذه الأوراق الثلاثة هي :

1) أن الرئيس مرسي ينتمي إلى حزب عريق ومنظم عمره ثمانين عاما .
وهذا الحزب يملك عناصرا مدربة على السلاح، وربما كان بعضها يمتلك بعض الأسلحة لاستخدامها في مقاومة الرغبة الشعبية التي تطالب الرئيس مرسي بالرحيل. وهذا أمر لم يكن متوفرا لحسني مبارك في ذلك الوقت. ومن هنا قد يحاول مرسي استخدام هذه الورقة لإطالة مدة بقائه في السلطة، على أمل أن تتحقق بعض المتغيرات التي قد تساعده على البقاء مستعينا بالقول أنه قد تم انتخابه بطريقة ديمقراطية وعبر الصندوق ، خلافا للرئيس حسني مبارك الذي جاء عبر تزييف الانتخابات الرئاسية التي خاضها، كما رجح البعض. إضافة إلى أن مرسي لا يملك اتخاذ قرار كهذا بنفسه ، إذ يتوجب عليه الرجوع إلى مكتب الإرشاد الذي ظل متصلبا في مواقفه حول أسلوب التعامل مع المعارضة. وقد ظل متمسكا بتصلبه حتى عندما رغب الرئيس مرسي أن يقدم بعض التنازلات للمعارضة. إذ أن خيرت الشاطر، نائب رئيس مكتب الإرشاد، قد زجره قائلا، كما ردد البعض، أن الحزب قد أنفق ستمائة مليون جنيه في سبيل إيصاله لكرسي الرئاسة، فلا يجوز له بعد ذلك أن يخرج عن موقف الحزب (أي حزب الحرية والعدالة المنبثق عن حركة الإخوان المسلمين). واضطر الرئيس مرسي عندئذ للخضوع ، كما قيل ، لقرارات مكتب الإرشاد الذي يبدو أن خيرت الشاطر يسيطر على قراراته .

2)الرئيس مرسي استعان في السابق بمقاتلين من حركة حماس ، أخوته في حركة
الإخوان المسلمين، وهو قد يلجأ للاستعانة بهم مرة أخرى، إذا وجد نفسه مضطرا لذلك . بل وقد تردد في بعض وسائل الإعلام، أن مرسي يستعين الآن فعلا ببعض من هؤلاء (أي من حماس ) للدفاع عنه إذا خذلته القوات المسلحة التي خذلت في السابق سلفه حسني مبارك. وإذا تأكد ذلك ، أي الاستعانة بمقاتلين من حماس، فإن تخليه عن السلطة ، لن يتم دون إراقة دماء بريئة، مما سيضطر القوات المسلحة للتدخل بقوة لوضع حد لأمر كهذا. فالقوات المسلحة قد رددت مرارا بأن واجبها حماية الوطن وحماية الشعب المصري. وعزز هذا الاحتمال، أي احتمال الاستعانة بمقاتلين من حماس، أن رجال الأمن قد كشفوا اليوم بأنهم يلاحقون مسلحين كانوا في داخل مكتب الإرشاد في المقطم قاموا بإطلاق النار على المتظاهرين الذين هاجموا مكتب الإخوان في ذاك الموقع. وكشف رجال الأمن أن لديهم شكوك بأنه كان بين هؤلاء المقاتلين الذين كانوا يقومون بحراسة مكتب الإخوان في المقطم بعض الإخوة الفلسطينيين من حركة حماس.

3) هناك ورقة قد يلجأ الرئيس مرسي للعبها، وهي المماطلة إلى حين بداية شهر رمضان والذي سيهل بعد أسبوع تقريبا . فشهر رمضان هو شهر الصلاة والصيام. والمصريون شعب متدين ويندمج كثيرا مع شهر رمضان الفضيل. فهو شهر الصلوات والتقوى والصيام . فالرئيس مرسي قد يأمل في أن ينهك الصيام المتظاهرين المصريين، فينصرفون إلى منازلهم لتناول الإفطار بعد أداء الصلوات. ولعل اقتراب شهر رمضان، هو الذي دفع القوات المسلحة لأن يمهل الجميع ، أي الطرفين ( الشعب من ناحية ومرسي وحكومته من ناحية أخرى ) مدة ثمانية وأربعين ساعة فقط لتسوية مشاكلهم وخلافاتهم . فالجيش قد أدرك بأن مرسي إذا ماطل قليلا ، سيلعب عندئذ ورقة شهر رمضان ، فيتوجه للشعب المصري، الأكثر تدينا في شهر رمضان، بنداءات تدغدغ الأحاسيس والمعتقدات الدينية لديه، مما قد يفرغ بعض الحماس لدى المواطنين المتظاهرين والمتعبين أصلا بسبب عبء الصيام . ومن هنا بات من الضروري أن يحسم الأمر بالسرعة الممكنة، كي لا ينقلب الأمر لمصلحة مرسي وخيرت الشاطر وإخوتهما في جماعة الإخوان المسلمين .

وهكذا بات على الشعب المصري أن يمضي ساعات وربما أياما من الانتظار، ليكتشف إن كان الرئيس مرسي سيستمع لصوت العقل ولمصلحة الوطن، فيوافق على التنحي بدون إراقة دماء المصريين . ولكن الإخوان المسلمين الذين ينتمي إليهم الدكتور مرسي، والذين انتظروا طويلا لسنوات بلغت من الأعوام الثمانين، قد لا يرحبون بالتخلي عن السلطة بهذه السهولة، وقد يماطلون رغم توالي الاستقالات من عدد من الوزراء والمحافظين ، بل ومن سامي عنان الذي كان رئيسا للأركان وعين مستشارا للرئيس مرسي لدى عزله من مركزه كرئيس للأركان . فالإخوة في حزب الحرية والعدالة وحركة الإخوان المسلمين، قد لا تعنيهم هذه الاستقالات قدر ما يعنيهم التمسك بزمام السلطة ‘ خصوصا وأنهم يعلمون أن تخليهم عن السلطة في مصر، قد يعني انتكاسة لحركة الإخوان المسلمين في كافة الأقطار العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزوف واسع عن التصويت في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية ال


.. من وراء تسريب بيانات ملايين السوريين في تركيا؟




.. وزارة الداخلية الإيرانية: نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاس


.. نافذة خاصة من إيران ترصد جولة الحسم من الانتخابات الرئاسية




.. تسريب بيانات 3 ملايين لاجئ سوري في تركيا.. والمتورط في الواق