الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مصر التى فى خاطرى
امال قرامي
2013 / 7 / 2اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
علّمونا على مقاعد الدراسة أنّ مصر كانت دوما السبّاقة، امتلكت الريادة وحقّقت مسيرة النهضة (المطبعة، الصحافة، الفنون..) وفهمنا دلالات عبارات يتباهى بها المصريون من قبيل: «مصر هى أمّ الدنيا» وأدركنا الوصلة التى تربط المغاربة بمصر.
نشأنا على حبّ مصر واحترام عظماء جادت بهم مصر فالتهمنا قصصا وروايات وحفظنا عن ظهر قلب قصائد وأغانى للشيخ الإمام وأحمد فؤاد نجم والأبنودى وغيرهم كثيرون وتأثّرنا بأفلام هند رستم وفاتن حمامة والسندريلا وحلمنا بعمر الشريف ورشدى أباظة.. واستوعبنا دروس هدى شعراوى ونوال السعداوى و.. وانفطرت قلوبنا وبكينا جمال عبدالناصر ونما ذوقنا حين طربنا مع أمّ كلثوم ومحمد عبدالوهاب والعندليب الأسمر و..
ومحصّنا فى كتب تيارات فكرية متعدّدة وتأمّلنا فى أدبيات الإخوان بدءا بالبنّا وصولا إلى قطب وأدركنا مدى قدرة الجماعة على التنظيم والتعبئة والقولبة وواصلنا رصد الجديد والطريف والوقوف عند العجيب والغريب إلى أن حلّت الثورات.. وجمعنا التاريخ مرّة أخرى بأشقائنا المصريين بعد أن أضحينا موضوعا للدراسة المقارنية والبحوث الميدانيّة التى ترصد مواطن الائتلاف ومواطن الاختلاف بين التجربتين المصرية والتونسية.
وما كنّا نعلم أنّه بصعود الإسلام السياسى فى كلا البلدين إلى سدّة الحكم سنعيش:
ــ نزع الأسطرة عن تيارات ادّعت أنّها تمثّل المرجعيّة الإسلاميّة وزعم ممثّلوها أنّهم «يعرفون الله» فيتقونه.
ــ وضع المنظومة القيمية لتيّارات احتكرت الخطاب الأخلاقوى على محكّ التجربة فإذا بنا نشهد انفصاما بين السياسة والأخلاق، ونجمع الحجج الدالة على مدى ممارسة النفاق والتلاعب وازدواجية الخطاب. فلا المواثيق احترمت ولا الوعود نفّذت ولا المحصنات احترمن ولا الشرفاء نزّلوا منازلهم.
ــ تهافت حجج من ادّعى أنّه يدافع عن الفقراء ويحمى حقوق المساكين والمهمّشين فإذا بالنظام الاقتصادى النيوليبرالى يشتدّ عوده وإذا بالمبرّر الدينى متوفّر: إنّ الله يحبّ الأغنياء ويعد الفقراء الصابرين بجنّات عدن.
ــ كشف النقاب عن مخاوف تستبدّ بالإسلامويين لعجزهم عن ترويض الإعلاميين والتفاعل مع المثقفين والفنّانين فتجعلهم يشنّون حملات شعواء على هؤلاء بدعوى التطهير والتأديب.
ــ سقوط الأقنعة الواحد تلو الآخر فلا الشيخ شيخ مهاب ولا القيادى قادر على نظم الخطاب ولا السياسى يمتلك القدرة على احتواء الأزمات والإقناع برؤية واضحة.
ــ مقت مكتسبات الثورة فلا الحرّيات تكرّست ولا الكرامة تحقّقت ولا الشغل توفّر ولا العدالة تجسّدت ولا غضب الشباب المهمّش تمّ احتواؤه ولا مكتسبات النساء تطوّرت.
ــ اختطاف الدين والمتاجرة به فكم من حروب تكفيريّة وغزوات انطلقت من مساجد استولى عليها أشباه دعاة ما خافوا الله قسّموا البلاد إلى فسطاطين: فسطاط أهل النار وفسطاط أهل الجنّة وجعلوا العنف سيّد الميدان.
ــ تزييف التاريخ وكره ما تحقّق ضمن مسار الحداثة وهدم أسس الدولة والتلاعب بدلالات المفاهيم والمصطلحات فاستقلالية القضاء حادت عن مسارها ودولة القانون والمؤسسات أفرغت من مضامينها وحلّت مصالح العشيرة والأتباع فوق كلّ اعتبار وتوارت الوحدة الوطنية وراء كثرة الحسابات.
ــ الاستنجاد بالبلطجية وأصحاب السوابق ممن يزعمون أنّهم حماة الثورة ومحصنوها لاكتساب الشرعيّة وانتزاع الاعتراف قسرا من أناس ما انحنوا وما طاعوا.
هذه بعض من مواطن اتفاق بين خلان الوفاء، وإن كنّا واعين باختلاف التجربتين ومقدار التفاوت بين المسارين ولكن يبقى التشابه مثيرا للانتباه وتبقى المحصلة: لا النهضة تحقّقت ولا العدالة والتنمية بانت علاماتها ولله عاقبة المصير..
ولكن ‹لن نموت بغيظنا› إذ يبقى الأمل فمصر التى فى خاطرى تتماهى مع تونس التى فى مخيّلتى هى بلاد تعجّ بالكفاءات والطاقات ما انقطع فيها الإبداع والابتكار.. يوما ما سيعود الدرّ إلى معدنه وسيكتب التاريخ تمرّد الأحرار على الجهل والبلادة والركاكة ومقاومتهم للسفهاء والأدعياء والمتكبّرين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - لماذا انتفض الشعب ضد الاخوان ؟
رمضان عيسى
(
2013 / 7 / 2 - 10:13
)
1- الانتفاضة كشفت ان هناك شرخ ثوري بين الاخوان والثورة
2- الاخوان يريدون تسويق شعاراتهم للتمكن بالحكم باسم الدين .
3- الشعب يريد الخبز والحرية والاخوان يبيعون الهواء وصكوك الغفران .
4- أن المؤسسة العسكرية أدركت أن الاخوان لا يصلحون لحكم مصر .
5- أن المؤسسة العسكرية تريد اسقاط الاخوان بيد الشعب .
6- أن الاخوان لا يمكنهم صيانة الأمن القومي لمصر .
7- الانتفاضة كشفت زيف شعارات الاخوان اتجاه اسرائيل وأمريكا .
8- لا خطة تنموية اقتصادية عند الاخوان .
9- فترة حكم الاخوان أشعلت الطائفية بين مكونات الشعب المصري .
10- أن الشعب لن تخدعهم شعارات الاخوان.
11- أن الاخوان يريدون الاستيلاء على مفاصل الدولة وترسيخ حكمهم والغاء الديمقراطية .
12- أن الثورة تريد الخبز والحرية والديمقراطية ودستور يؤسس لدولة مدنية لجميع الشعب بغض النظر عن الدين والجنس .
2 - ملاحظات 1
علقمة منتصر
(
2013 / 7 / 2 - 11:03
)
اسمحي لي، سيدتي، أن أقف عند بعد العبارات وردت في مقالك وتبدو لي تحلب في إناء الإسلاميين أو على الأقل في إناء الوهم الديني. تكتبين: -نزع الأسطرة عن تيارات ادّعت أنّها تمثّل المرجعيّة الإسلاميّة وزعم ممثّلوها أنّهم «يعرفون الله» فيتقونه.-
سيدتي أي مسلم يستطيع أن يدعي أنه يمثل المرجعية الدينية بسبب زئبقية الإسلام نصوصا وتاريخا وسهولة ركوب مطيته. وبالتالي فالإخوان على حق عندما يدعون أنهم يمثلون المرجعية الدينية وغيرهم على حق، فهذا هو الإسلام، وهذه هي محنتنا. هم يعرفون الله ويتقونه، ولكنه إله الإسلام الماكر المخادع الذي قال نبيه -الحرب خدعة- (ويَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (يَكِيدُونَ كَيْداً* وَأَكِيدُ كَيْداً)وحلل الكذب إذا كان في سبيل الإسلام وقسم الناس إلى كفار ومؤمنين بل قسم المسلمين إلى أتقياء ومنافقين ومارقين وزنادقة. الحل في علمانية تحرم تسييس الدين وليس إيهام الناس بأن تصرف الإخوان ليس هو الدين الصحيح بما يعني أن هناك دينا آخر أصح. يتبع
3 - ملاحظات 2
علقمة منتصر
(
2013 / 7 / 2 - 11:17
)
وهذه أيضا مسحة دينية طاغية على خطاب تقدمي يراد له أن يكون علمانيا. تعبيرك - انفصاما بين السياسة والأخلاق- يوهم بأن الإسلاميين انفصموا عن أخلاق الإسلام، وهو غير صحيح كما أسلفت. أما تعبير - ولا المحصنات احترمن ولا الشرفاء نزّلوا منازلهم.- فهو غير موفق تماما. ماذا تفعل المحصنات هنا؟ هل غير المحصنات أي غير المتزوجات لسن جديرات بالاحترام كما كان الشأن في مدينة محمد حين قسمت النساء إلى محصنات عفيفات وإلى إماء لا بأس بانتهاك أعراضهن. كذلك تعبير - ولا الشرفاء نزّلوا منازلهم-. فهو قروسطي أبعد ما يكون عن مصطلح -المواطنين- الذين يجب أن يقف منهم القانون والقائمون عليه على نفس المسافة.
أما عبارة -إنّ الله يحبّ الأغنياء ويعد الفقراء الصابرين بجنّات عدن-. فهي صحيحة من حيث المنطق الديني. فالله هو الرازق وهو المانع وما على المحظوظين إلا الشكر وما على الممنوعين من رزقه إلا الصبر، بل وتوبيخ أنفسهم لأنهم لم يكونوا جديرين برحمته (إن الله لا يغيروا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وهو ما يبعث فيهم شك دائم يستغله رجال الدين في توبيخهم وبث روح الصبر أو بالأحرى الانهزامية والخضوع في نفوسهم
يتبع.
4 - ملاحظات 3
علقمة منتصر
(
2013 / 7 / 2 - 11:27
)
تكتبين -اختطاف الدين والمتاجرة به فكم من حروب تكفيريّة وغزوات انطلقت من مساجد استولى عليها أشباه دعاة ما خافوا الله قسّموا البلاد إلى فسطاطين: فسطاط أهل النار وفسطاط أهل الجنّة وجعلوا العنف سيّد الميدان-.
تعبير اختطاف الدين يعني أنه بريء مما يفعل الإسلاميون الذين قاموا باختطافه وتحريف مساره النبيل، بينما لا يعدم من يريد تسييس الدين ما يمكّنه انطلاقا منه من تبرير موقفه ضد خصومه مثل تكفيرهم وغزوهم. الدعاة يفهمون الدين جيدا ويخافون الله بناء على فهمهم، ويجدون فيه كل ما يبرر تقسيم البلاد إلى مؤمنين وكفار ومنافقين،كما قسم الإسلام العالم إلى دار سلام ودار حرب. .
أما خاتمة مقالك -ولله عاقبة المصير..-، فهي غريبة وغير منطقية. إذا كنت تؤمنين أن لله عاقبة المصير، فدعي الله يتولى أموره. ولا تطالبي الشعب بالثورة والمحاسبة مادام هناك من سيحاسبهم فيما بعد. بل حتى قوانيننا الوضعية تحرم معاقبة المجرم مرتين على نفس الجريمة.
.. وسط مخاوف أمنية.. مجموعات يمينية مسلحة تنشر دعوات مريبة على
.. خارج الصندوق | عشية الانتخابات.. ماذا لو فاز ترمب أو هاريس؟
.. ترمب يحشد أنصاره: قولوا لكامالا إنكم مللتم.. أنتِ مطرودة
.. مسيرة للمثليين في بوينوس آيرس تظاهر المشاركون فيها ضد سياسات
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق