الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللامذهبية .. أو الإسلام الصهيوني

محمد بطاش

2013 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


سعت مختلف الحركات الإسلاموية على اختلاف مناهجها السياسوية أو كما يسميها أصحابها .. المناهج الدعوية .. سعت كلها جاهدة على محاربة فكرة تمثل سمة وجوهرا يحافظ على ميزة الاختلاف بين المذاهب الفقهية .. هذه الأخيرة التي تمثل الأركان الأساسية لجموع المسلمين من أهل السنة .. على أن من خالف بالكلية هذه المذاهب .. كان يعد مخالفا لأهلها.. وأن التصنيف الشرعي لهذا الخلاف سيكون عقائديا .. ليتفرع المسلمون لفرق وشيع ومذاهب .. وكان أبرز هذه المذاهب .. هو المذهب الشيعي.. الذي انحاز كوجه آخر للإسلام .. بخلاف النقيض لما عرفه المسلمون من عقائد وسنن..
.. ولكون المذاهب الفقهية كانت تعتمد في أحكامها أركان التشريع الأربع ومنها إجماع الصحابة سميوا بأهل السنة والجماعة .. بخلاف الشيعة الذين أبطلوا هذه الركن كون أن عقيدتهم لا يمكن أن تستقيم إلا بإبطال الركن الثالث وهو إجماع الصحابة .. لأنه أصل الخلاف .. فكانت جل عقائدهم تعود في مرجعيتها لصحابي واحد وهو "علي" كرم الله وجهه...
....................................................................................................
.. بقي الأمر على ما عليه دهرا من الزمن .. ورغم وجود تلك الفجوة العميقة بين السنة والشيعة .. إلا أن الجميع كانوا مسلمين .. تفرقهم عقائد إسلامية وضمن كل عقيدة يتفرقون إلى مذاهب وسنن فقهية ..
....................................................................................................
.. لغة اللاآت التي سادت اليوم .. لم تكن ضمن الثقافة الدينية الشرعية للمسلمين .. ولم نتعرف عليها إلا بعد أن ثبت التيار الظاهري دعائمه مستغلا غربة الإنسان المعاصر وجفائه الروحي وابتعاده عن تعاليمه الأخلاقية ثم الدينية.
هذا الأخير الذي رغم تجذره كطرف في الصراع الفقهي عبر التاريخ .. إلا أنه حينها لم يمتلك هذه الجرأة التي يستقبح بها وجهه اليوم .. وهي الدعوة للامذهبية وفك الرباط الأخلاقي وكذا العقائدي الذي يجمع المسلمين رغم اختلافهم...
....................................................................................................
.. الجرأة القبيحة هذه التي تمثل جوهر الدعوة الوهابية .. سواء من حيث المبدأ لمن يستوعبون روح الدين أو من حيث الواقع وما تنتجه الأحداث لمن لا يفقهون .. هذه الجرأة سوف لا تمثل إلا محاولة لكسر درع القداسة الذي يحتمي به الدين .. ليكن من السهل جدا على أولئك الذين استعصى عليهم الأمر من الملحدين ..الدخول لعقر دار الإسلام باسم شرعية موضوعية النص الذي استباحته الوهابية باسم ظاهر المعنى .. حيث أنه في اعتقاد وهابية لورانس أن معنى النص ظاهري لا يحتاج إلى تأويل .. ما دام الخطاب موجه من الله إلى العبد البسيط الأمي .... من هنا سقطت حرمت المذاهب الفقهية القائمة أساسا على الخطاب اللغوي الـتأويلي .. فلما سقط جوهر اللغة التي هي العربية سقطت المذاهب .. فنتج عن ذلك أن أصبح لكل جاهل أو أمي أن يفسر النص الشرعي كما يحلو له ..
....................................................................................................
.. ما استباحته الوهابية من حرمات للمقدس .. كان القصد منه جر المسلمين لما هو أنكى من ذلك وهو الدعوة إلى اللادين .. وهو جوهر الفكر العلماني الحديث.
....................................................................................................
.. هنا تتحد الظاهرية الوهابية مع الإلحاد في عمل موحد .. تزاوجا بعقد رسمي ضمن شرعية الربيع العربي .. الذي أنتج غوغاء الثورات والتي بدورها أنتجت أنظمة أصولية فاسدة سرعان ما تفطنت الشعوب المغرر بها إلى فسادها . وهاهي اليوم تعمل جاهدة على إجهاض اللقيط الصهيوني الذي يتستر بثوب الشرعية الدينية ... ومع سقوط أنظمة العصابات الجديدة والمحسوبة على الإسلام .... ستنتفض العلمانية اللائكية لتتلوا على الناس نبوءاتها بفساد الدين ولتثبت للجمهور أن الإسلام كدين مجرد صناعة بشرية .. بدليل عمالة أكبر فقهاء المسلمين للصهاينة وبدليل عمالة الإسلامويين .. وهكذا دواليك.... ....................................................................................................
... أقول بالعامية: .. ليس الإسلام فقط .. حتى الأديان الأخرى وبرغم زيفها وعبر تاريخ يمتد عبر عمر البشرية .. لم تتمكن أدهى العقول من هدم صروحها .. فما بال الرعاء وأبناء الشوارع ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى