الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
محسن الخفاجي الفقير والصحاف الوزير
علي شبيب ورد
2005 / 5 / 4الادب والفن
لأنه صديق لصيق لنا بيئيا ومعرفيا .. لا يمكن أن يغادر أحاديث جلساتنا لفترة طويلة . فتراه يلوح بلا استئذان متربعا عرش أحاديثنا . يعطرها بعبق مزيج من الشجن والمرح والتندر .
عرفناه كاتبا مبدعا وصديقا لطيفا مرحا . ومؤلفا بارعا لأغرب الحكايات وبشتى المواضيع
تلك التي تخطر ولا تخطر على بال . ينسجها بقدرة عجيبة تسحر المتلقي وتشدّة لمعرفة نهاياتها ، التي غالبا ما تنتهي إلى الضحك . وبعضها إلى الإيهام . أجل إيهام الآخر بقضية مفتعلة . ما إن تمرّ أيّام حتى نكتشف أنها عارية عن الصحة . فتثير في الوسط الثقافي مشاعر متباينة من ردود الأفعال , وغالبا ما تفضي إلى السخرية والمرح . هكذا هو دائما ودودا مرحا , رغم أهوال الهموم المعرّشة في جسدة الناحل .
ما يملكه ليس له . لا يفكر إلاّ بالعيش بهدوء والكتابة . الكتابة التي بذل لها كل حياته البائسة . هو حالم كبير . وترسم مخيلته عوالم لا وجود لها إلاّ في ذهنه هو . إذ سرعان ما تفضحها صخور الواقع المرير . وبعضها تجلب له عواقب ضارة . مشكلته انه يبالغ ويهوّل في بعض الأمور . وهذا ما يؤدّى به إلى الحرج ويخلق له بعض المزالق التي هو في غنى عنها . وهذا هو جوهر المطب الذي أوقع نفسه فيه , وأدى به إلى الإعتقال في أم قصر . وإلاّ ما علاقة محسن الخفاجي بأسلحة الدمار الشامل ؟!!
إن علاقته الوحيدة هي بمشكلة الجوع الشامل الذي أنهكه وأنهك العراقيين جميعا .
مشكلته انه ادّعى معرفة ما لايعرفه أبدا . بمعنى أنه افترى .حسنا انه كذب . ولكننا , نتساءل ... لماذا لم يعاقب الصحاف ( وزير الإعلام السابق ) على إفترائه وأكاذيبه علينا وعلى العالم ؟!! هل يترك ( أبو العلوج ) طليقا يسرح ويمرح بطلا في العواصم الأوربية ومحسن الخفاجي المسكين يقبع في السجن ؟
هل من المعقول أن يظل في السجن أديب عانى العوز والحرمان والكبت جراء تعسف النظام السابق ، بينما يصبح الوزير الدجال مديرا لإحدى المؤسسات في الخارج ؟!!
إن إجراء أية مقاربة بسيطة .. بين حجم الضرر الذي لحق بأديب مبدع مثل محسن الخفاجي بسبب سياسة النظام السابق . وبين حجم الفائدة التي جناها ( ابو العلوج )
من ذلك النظام . تكشف لنا هول البون الشاسع بين مصيريهما . وتفصح عن مدى الظلم الذي طال الأديب . وعن المكافأة الكبيرة التي نالها الوزير . فالأديب مواطن عادي ذاق الويلات كأي مواطن عراقي ، فهو معلم متقاعد ، يعيش ليومه وأحيانا لا يتمكن من الحصول على قوته اليومي . كما أنه لا يملك بيتا . ويسكن في بيت أهله القديم الذي يشبه حظيرة . ولم يتمكن من الزواج . بسبب متطلبات الزواج الشرقي الكوارثية .
بينما الوزير كان يعيش عيشة البذخ بخدم وحشم . وكان ينفذ برنامج الوزارة الإعلامي القامع للحريات . وربما كان قد مارس جرائم شتى - مباشرة وغير مباشرة - خلال عمره الطويل في خدمة نظام فاشي مقيت . بالإضافة إلى كذبه الفاضح خلال الحرب الاخيرة . إلى أن (( وبخه الله )) وتحول إلى بطل مسلسل كارتوني .
ان رؤية عادلة لحياة البؤس التي كان يعيشها الأديب . وحياة الرفاهية التي كان قد تمتع بها الوزير . تبين ان المظلوم عوقب والظالم كوفيء . ان الضحية تقيّد والجلاد يطلق سراحه . فأية عدالة هذه . وأية شريعة ؟ وأي عرف ؟!!
وأي جرم ارتكبه الخفاجي لينتهي إلى هذا المصير ؟ وأي دور لعبه الصحّاف ليكافأ ؟
وهل يعقل أن أمريكا بأساطيلها وعظمتها عبرت القارات لتحبس الخفاجي المسكين وتترك الصحاف طليقا ينظر في الكذب ؟!!!
ألا تشفع للخفاجي حياة البؤس والحرمان . ويطلق سراحه ؟
ألا تشفع له نصوصه التي حفرت لها مكانا في ذاكرة الإبداع العراقي ؟
ألا تتمكن الأقلام التي كتبت تكتب عنه , من تحريك رتاج زنزانته في يوم ما ؟
ألا يعاد النظر بجرمي الاديب الفقير والدجال الوزير ؟!!
أم أن محسن الخفاجي سيبقى سجينا لأنه أديب فقير ..
والصحاف طليقا معافى لأنه دجال وزير ؟!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس
.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد
.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل
.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف
.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب