الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


FASHION

رحاب ضاهر

2005 / 5 / 4
الادب والفن



لم أصافح الحب يوماً, ولم ألمح وجهه أو لونه، ولم أرتد ربطة عنق وبدلة رسمية استعدادا لأستقبله, ولم أنظر إلى النساء خارج ملابس زوجتي –دمي ولحمي- حتى لا تنهار شركة البناء ويجري دم العائلة في شخص غريب , وحتى يبقى” حديدنا في اسمنتنا" ويتربع اسم العائلة فوق الشركة كان يجب وضع حجر الأساس فوق قلبي وصب خلطة الباطون عليه .
تزوجت ابنة عمي – دمي ولحمي- التي لا تتغير ولا تتبدل ،تعبأ جسدها في الأثواب الواسعة ليلاً نهاراً ،وتشد شعرها للخلف ولا تقرب أدوات الزينة ولا تلمس زجاجات العطور ،لم يلتصق ثوبها يوما بجسدها ، ولم ترتد ملابس داخلية" دقيقة التكوين رفيعة المستوى" ،تطفئ الأنوار في عيوني وترمي عنها ثوبها الفضفاض وتندس في الفراش لأقوم بواجبي الزوجي المدفوع الأتعاب في عقد الشركة !!
قولبت ذاتي على تقبل حياتي كما خطط لها مجلس العائلة الموقر، وانغمست في تعب الأيام, والحفاظ على نسل العائلة واستمرارية اسمها وتكديس السنوات في توسيع شركة البناء دون أن ألقي بالاً لهذا الرجل الذي هو أنا، الرجل الذي جفت يداه من الإسمنت ، وابيضت عيناه من كومة اللحم والدم التي لا تتوقف عن الإنجاب والتذكير بأن لها نصف الشركة وان رأس المال من والدها،لم تشعرني يوما أنني رجل له تطلعات ذكورية واحتياجات أنثوية ، لم تسألني يوما عن رأي بقصة شعرها أو أي الألوان احب ،لا تتحدث إلا عن الأولاد وطلبات المنزل ، تتابع برامج الطبخ وتسألني ماذا تتطبخ لي ؟؟ أنام على طلباتهاو أصحو على سؤالها عن طبخة اليوم. مرت السنوات ثقيلة الخطوات ولها لون الغبار وطعم الإسمنت الحارق الذي يقرح فمي ،لكن فجأة لمس يدي ثوبٌ زهري اللون شهقت له حواسي وتبعته رجولتي بلهفة ،ثوبا أشعرني أنى ما عشت يوما زهري اللون أنيق الساعات رقيق القسمات . استوقفته بل التصقت به وعانقته روحي ،وانحنت له رجولتي ،رجولتي التي بداخلها فجوة ذكورية بحاجة لأن تملأ بملابس نسائية متعددة الموديلات والألوان ، داخلي رفوف بحاجة لأن يرص عليها زجاجات عطر وأحمر شفاه وأقلام كحل .
وجدت في جيوبها أن للعمر بقية فلماذا لا أعيشها؟!!!!وتحمل بين يديها خطوط الأيام القادمة فلماذا لا اتبعها؟!!!!!!!!!!!!!!
خرجت من أكياس الباطون وتنشقت هواء الأنوثة،وتلونت أيامي بكحل العيون ومحدد الشفاه .اصبح لأيامي مواسم وفصول ،عرفت الفرق بين مجموعة الخريف والربيع ولامست معنى كلمة "لانجري"،اقرأ مجلات الموضة وأتابع عروض الأزياء على الشاشة لأساير الموضة وأتبع خطوطها وخطواتها ،عشت أياما أنيقة رشيقة على احدث صيحات الموضة ،لكن الموضة التي أتبعها مقاساتها رشيقة لا تناسب قوام عائلتي ،وخطوطها دقيقة لا تتماشى مع الحديد والباطون المسلح ،وحتى لا تنهار الشركة ويتشرد اسم العائلة انعقد مجلس الشركة واصدر الحكم علي إما بالتخلي عن موضتي الحبيبة أو حرماني من حقي ونصيبي في الشركة التي قامت على أنقاض ذاتي وتطلعات الذكورة داخلي ،لم يكن لي الحق أن أطالب بحقوقي كرجل لان للمال سطوة تدوس الحقوق تحت أقدامها فكان لابد من رمي مجلات الموضة ،وكسر رفوف الزينة وإحراق الفساتين وردم فجوتي الذكورية بالرمل والحديد. اختفى الثوب الزهري من حياتي للابد ، وبقي حجر الباطون مكانه ثابتا لايتزحزح ، لكن أنا لم أعد الرجل المسلح بل أصبحت رجلاً متجدداً كمواسم الموضة تثيرني الملابس الملتصقة بالأجساد الطرية ولا أطيق رؤية الملابس الفضفاضة ، وتخنقني رائحة الإسمنت ،أهملت شركة البناء وتحولت إلي تجارة الملابس النسائية انتقل من ثوب لآخر في النهار لأعود ليلا إلي كيس الإسمنت إلي زوجتي لأنام بجوارها كفرد منسي !!!!!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس