الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة الصف الكوردي .....الخيار الوحيد

بروين زين العابدين

2013 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


وحدة الصف الكوردي ....الخيار الوحيد

لم نذهب للبحث عن الجديد حول دور المجتمع الدولي بعهوده وإتفاقياته ومواثيقه من مسألة حق تقرير المصير ، غير الإشارة إلى الفقرة (ج ) من القرار رقم( 1514 ) في ديسمبر 1960 ( وتؤكد من جديد بشرعية كفاح الشعوب في سبيل التحرر من السيطرة الإستعمارية بكافة الوسائل بما في ذلك الكفاح المسلح .(
فلقد تم الإقرار بها ، لكن الشيء الذي يجب ان نركز عليه هو لماذا ُأُمة الكورد بكل ملايينها والتي تعد القومية الثالثة بسكانها في منطقة الشرق الأوسط وأكثر كثافة من مجموعة الدول التي هي ذوات السيادة والاستقلال وأكبر مساحة كوطن من مجموع تلك الدول أيضاً وهي مازالت تعاني من هيمنة الأستعمار وفي الألفية الثالثة للميلاد؟
سيكون الامر بعيدا جدا عن الحقيقة إذا تناولنا مجمل القضية الكوردية وقفزنا على ثورات الكورد التحررية خصوصاً في القرن الماضي وبالتحديد عند نهاية الحرب العالمية الاولى 1914 - 1918 عندما إندحرت الإمبراطورية العثمانية في الحرب وسيطر الحلفاء على ممتلكاتها بما فيها كوردستان وكيفية تعاملهم مع الكورد لتكون كوردستان كعكة لذيذة تقسم على الدول المنتصرة في الحرب ولتستمر مأساة ومعاناة هذا الشعب والوطن المحتل وحتى يومنا هذا .
علينا أن نسأل أنفسنا كأصحاب قضية عادلة لماذا لم تحرز الثورات الكوردية النصر على الاعداء وتحقق للكورد طموحهم العادل وحلمهم المشروع ؟؟ علماً بأن الحركة الوطنية الكوردية بدأت مع ولادة دستور تركيا الجديد في عام 1908 – 1918 في عهد (لجنة الإتحاد والترقي) وهي تواصل الخطى على نهج نيل حقوقها المشروعة وتقدم التضحيات قافلة تلو قافلة والى يومنا هذا .
نعم واصلت الإنتفاضات الكوردية في العصر الحديث مسيرتها دون كلل في أنحاء كوردستان ومنذ قيام الشيخ محمود االحفيد بإنتفاضته المباركة في مدينة السليمانية البطلة في مايس (مايو)عام 1919 وإعلانه قيام مملكة كوردستان في تشرين الثاني ( نوفمبر) 1922، بالاضافة الى إنتفاضة الشيخ سعيد عام 1925 وإنتفاضة عام 1930 في كوردستان الشمالية ، ثم ثورات بارزان منذ بدايات القرن الماضي وإعدام الشيخ عبدالسلام البارزاني في سنة 1914 والتي توجت بثورة أيلول بقيادة ملا مصطفى البارزاني عام 1961 ، وإنتفاضات أُخرى قبل وبعد التواريخ المعلنة أعلاه ، علماً بأن إنتفاضة الشيخ محمود كانت ضد الحكومة العراقية الملكية والتي أقامها ورعاها الإستعمار البريطالني وكانت خاضعة لإنتدابه ، الإستعمار الذي نقض وعده وعهده بتشكيل مملكة كردية على غرار المماليك والكيانات العربية وبموجب معاهدة ( سيفر ) عام 1920 حيث نصت بنود المعاهدة على قيام دولة كردية والتي أشارت إليها المواد 62 و63 و 64 في الفصل الثالث تحت عنوان ( كردستان.(
وعلى ضوء العديد من القراءات والقناعات المتزنة نستطيع القول بأن هناك جملة من الأسباب التي تقف وراء فشل الثورات الكوردية بالإضافة الى دور المحيط الدولي من زاوية سيطرته وإستعماره لكوردستان كأسباب خارجة عن البيت الكوردي ، ولكن كما نعلم الثورات في حالة الصراع لا تقيم وزناً للمحتلين والحقوق القومية لا تمنح بين أنياب المحتل بل تؤخذ عنوة ، حيث أن التعطش للحرية تدفع الشعوب الى نيلها والدفاع عنها وبأغلى الاثمان وهي الدماء الطاهرة ، وأُمة الكورد لم تختلف عن الامم الاخرى في هذا المجال بل قدمت أنهاراً من الدماء وقوافلاً من الشهداء دون تحقيق النصر على الأعداء والسبب الرئيسي يكمن في الكورد أنفسهم وهو تفكيك البيت الكوردي وعلى ما أعتقد وأستنتج من المشهد الكوردي وعبر التأريخ .
والحقيقة الواضحة والتي لا يكتنفها الغموض هو سلوك الخيانة ودور ( استعمال الكورد ) السبب الرئيسي لفشل مسيرة الثورات والإنتفاضات الكوردية لتحقيق أهدافها يكمن في دور الخيانة في الصف الكوردي ، والى فقدان قيادة حقيقية تمثل قدسية المصالح الوطنية والقومية بعيدة عن المصالح الشخصية والعشائرية والحزبية الجانبية الضيقة ، واليوم حيث يتمتع جنوب كوردستان بقسط من حقوقها أتمنى أن يتجاوز الصراعات والمصالح الضيقة من أجل المحافظة على هذه الحقوق والمكاسب النسبية بل وتطويرها والعمل على بناء البيت الكوردي على أُسس الاخوة والمحبة والتفاني وإنكار الذات للحفاظ على قيم الروح الوطنية والقومية.
واليوم المشهد في كوردستان ليس مطمئنا من خلال الصراعات البعيدة عن الروح الوطنية والقومية والمتمسكة الإنفراد بالسلطة حيث أصبح غرب كوردستان ساحة مستباحة للصراعات الحزبية من أجل الإنفراد والسيطرة ، حيث ينسى أو يتناسى المهمة الرئيسية والمركزية وذلك بتركيز بعضهم على البعض الآخر بل والوقوف في خنادق متباينة بدلاً من القيام ككتلة وطنية وقومية مغتصبة الحقوق والحريات لمقاومة الأعداء بإرادة واحدة بعيدة عن المصالح الذاتية ، وهذا ما يؤسف له .. وهنا يتبادر سؤال طالما تعشش في أذهاننا ( يا ترى هل الخيانة موبؤة في الأجنة والكروموسومات الكوردية ؟ ) .
وللتأريخ شواهد كثيرة على حقيقة النار التي تندلع من البيت الكوردي لتحرق بها الكوردي ومنذ قرون من الزمن
يا ترى هل مازلنا نعاني من وجود الخونة بيننا حيث يستنجدون بقوى الإحتلال لكوردستان حرصاً على إنفرادهم بالسلطة ؟ وهل التأريخ كما يقال يُعيد نفسه ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين عصر التقدم والتحضر والتكنولوجيا ، حيث الشعوب قد عرفت الكثير من الحقائق وهي على مقربة منا لتجدد ثوراتها دفاعاً عن الحرية والغد الأفضل ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت