الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان يقود تركيا نحو الهاوية

نور غصن

2013 / 7 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


اردوغان يقود تركيا نحو الهاوية

لم تكن تظاهرات تركيا هي اعتزازاً بشجيرات حديقة تقسيم أو متنزه عام لقضاء أوقات ممتعة بل هي ردة فعل السياسة الغير متزنة لحكومة رجب طيب اردوغان الذي استهزئ بآمال شعبه وشرع بقمع الحريات ومحاربة الديمقراطية والحركات التحررية وكل من يقف بوجه سياسة حزبه . تم اخذ يتدخل بشكل سافر في شؤون الدول المجاورة ضاربا عرض الحائط جميع البرتوكولات والمعاهدات السياسية والاقتصادية وصور نفسه على انه وصيا على هذه الشعوب متجاهلا حقها في تقرير مصيرها ، همه الوحيد تحقيق إطماعه في امتداد نفوذه إلى الخارج من خلال دعم الأحزاب الإسلامية ، بحجة دعم الشعوب العربية والحقيقية انه كان داعما للطائفية والقومية والعرقية بهدف إضعاف الحكومات المنتخبة وبالتالي سيطرة الأحزاب الإسلامية الموالية لحزبه عن طريق دعمها في الانتخابات للوصول إلى سدة الحكم متأملا ان يعيد أمجاد الدولة العثمانية ،فتدخل في العراق وسوريا ومصر والأردن والإمارات ودول أخرى.
ولكن لم يكن في الحسبان أن يأتي رفض تركيا العلمانية لهذه السياسية وهذا ما كان من المعارضة التركية والشعب التركي الذين بدءوا يشعرون إن بلدهم بدأ يعيش حالة من الأزمات السياسية والاقتصادية وكساد العمل وانحسار السياحة نتيجة السياسة الخارجية التي تنتهجها تركيا . إن هذا الرجل الذي تربع على عرش الوزارة بدل من ان ينهض بتركيا ويعمل على تطورها ويلحقها بركب الدول الأوربية اخذ يجرها نحو الأزمات والتدهور الاقتصادي .

ولو نظرنا إلى انتقاد المعارض (كمال اوغلو) رئيس حزب الشعب الجمهوري وتحذيره من تدهور الأوضاع في البلاد في حال استمرار اردوغان بمواقفه المتصلبة مشيرا بقوله "لا يمكنه قمع الحريات والديمقراطية" كما اعتبر مشاركة الأتراك بالتظاهرات أمر طبيعي جدا لأنهم يشعرون بإرهاب الشرطة وكان تساؤله مثيرا حين قال "هل علمتم بان تركيا دولة بوليسية ؟ " كما اتهمه أيضا بالعمل على تقسيم المجتمع التــــركي إلى طوائف ومذاهب حســـب قــــوله " أنها المرة الأولى في تاريخ الجمهورية التركية التي يميز فيها رئيس الوزراء ويفرق بين فئات المجتمع "
إن هذه السياسة أطاحت بكل انجازات الثورة التركية وأمال شعبها والخطى التي رسمها قائدها الذي يعد رمز تركيا ( مصطفى كمال أتاتورك ) الذي وضعها على أسس العلمانية في الحكم مع احترام الدين ،
ولا يمكن نسيان كيف إن المدافعين عن معالم اسطنبول قوبلوا بخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع والضرب بالهراوات وكيف اخذ اردوغان ينتقد الإعلام التركي الداعم للحريات على نقله التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات الشعبية في حين ان الحكومات الديمقراطية لا تخشى الإعلام وترغب ان يكون حر كما في الأنظمة التي تسير وفق نهج صحيح . ولكن اردوغان يخشى من الانعكاس السلبي لمتطلبات الشعب والديمقراطية فمثل هولاء الحكام لا يرغبون بحرية الاعلام . بل يخشونه ولذلك أصبحت تركيا في مقدمة الدول التي لديها صحفيين معتقلين في السجون.

والأمر من ذلك انه بدا يبرر إعماله المشينة بحق الشعب التركي قصور المتظاهرين على أنهم " مجموعة إرهابية ومتطرفة " ثم اتهمهم بدخول جامع السلطانة الأم القريب من ميدان تقسيم بالأحذية وتناول الكحول بالداخل ونص قوله ( دخلتم مسجد السلطانة الأم بالأحذية وشربتم الخمر فيه لقد ارتكبتم هذا الفعل الدنس في أماكن العبادة بهذا البلد ) ولكن حقيقية الأمر أنهم دخلوا الجامع من اجل مداواة الجرحى الذين اصيبو خلال الاشتباكات التي جرت مع الشرطة .

بهذه الحجج الواهية يأمل اردوغان إن يحصل على تعاطف شعبه في قمع المتظاهرين لقد كتب اردوغان نهايته السياسية ونهاية حزبه بيده نتيجة تصرفاته التي تستند على خلفيات وأسس غير صحيحة وغير مواكبة لتطور العالم وأخشى على تركيا إن تحتاج في يوم ما الى احد يخرجها من عقوبات دولية نتيجة خطواتها السياسية التي توحي بذلك .

بقلم : نور غصن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل


.. حزب العمال يكسب الانتخابات المحلية في بريطانيا ويخسر أصوات ا




.. موريتانيا.. الشرطة تعترض مسيرة احتجاجية نظمها 6 مترشحين للري


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش