الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصية رحامية (افكار خاصة)

جواد الديوان

2013 / 7 / 2
الطب , والعلوم


لم تصمد الاتفاقات بين الكتل السياسية الفاعلة في العراق طويلا، والخلافات البسيطة تتحول الى هزات عنيفة تعصف بالاتفاقات ووحدة الكتلة السياسية. وربما لم يغرق ساستنا في تفاصيل الاتفاقات قبل تقديمها للتوقيع واعلانها للجمهور! او عند التفكير بها كمقترح. ولم تستمر التحالفات في الكتلة الواحدة ضمن الطائفة، واصطفت القوى السياسية باشكال شتى وضمن الطائفة الواحدة. ومن تلك الاتفاقات اضحى ساستنا في مركز اهتمام العراقيين، وقدم الاعلام جهودهم لتجاوز خلافات تاريخية تقليدية، وانتقد البعض تحالفاتهم، وكل ذلك يعني انهم في اهتمام العراقي.
ربما كانت ضحالة او سطحية العواطف ومنها الحماسة خلفية لتلك الاتفاقات، وهي سبب موضوعي لينفرط عقد تلك الاتفاقات. ومن مظاهر سطحية العواطف تغيير خطاب الساسة بسرعة والانتقال من المدح للذم، ومن الحب الى الكراهية ومن الثقة للاتهام، وبدون اسباب واضحة المعالم لتلك التقلبات!. وربما كانت خلافاتهم على تنفيذ فقرات من قانون او اختلاف في تفسير مادة وهكذا. واهم تلك الخلافات هي التباين في الحصاد من الامتيازات.
الاداء المسرحي يرافق نشاط ساسة العراق فيحسبهم الناس ممثلين على خشبة مسرح اثناء المؤتمرات الصحفية، من صوت عالي ونبرة متشنجة وحركات اليد والتهديد والغضب لمتحدث بين وجوه عابسة. وتتكرر المؤتمرات الصحفية باعداد الكيانات والكتل والاحزاب السياسية في مجلس النواب. وتتكرر المؤتمرات الصحفية في ايام معلومة فاضحت موسمية تيمنا بسوق عكاظ ولكن بدون عطاء فكري واضح او انجاز ما.
التحدث عن الذات صفة مميزة لقادة الاحزاب والاشخاص الفاعلين في الكتل السياسية. ومفردات ذلك شذرات من ايام النضال السري (هروب من السجن حيث باب الزنزانة مفتوح مثلا) او تبرير الانتساب للبعث سابقا او الاشارة لبطولات، وقد تكون من باب التقوى. ومثال ذلك احاديث ساستنا ابان احداث الحويجة والانبار والموصل وغيرها. وربما الهدف من تلك الاحاديث تسويق البراءة والطهر للمتحدث اما الاخرين فلهم الدنس والتقاعس وغيرها.
ردود افعال سريعة اثتاء الغضب والانفعال من قبل المسؤولين مثل استقالة وزاء التربية والزراعة والعلوم والتكنولوجيا في مؤتمرات صحفية، وبتوقيتات مختلفة وبسبب احداث تختلف في زمانها ومكانها الا ذات تفسير واضح. انها استقالات بدت وكأنها سلوك عام متفق عليه. ورافق الاستقالات ما يذكي الانفعالات والغضب، باعتبارها انجازات للعراق في مواقف محددة. وكان سلوك من اجل جلب الانتباه من قبل الجمهور باعتباره شجاعة وتمرد.
تغيرات مفاجئة من الطاعة للعصيان ثم الطاعة وفي فترة زمنية قصيرة جدا. ويتمثل العصيان في التمرد على ادارة الدولة، وتركوا الوزارات ثم عادوا لاعمالهم للتمتع بالامتيازات، وكأن الاستقالات حققت اهدافهم!.
ينسى ساسة العراق الخلافات بسرعة واضحة، وتتحول علاقاتهم الى ود بدون خصومة على دعوات الغذاء او الافطار في رمضان او الاحتفالات بالنصر او المشاركة باحتفالات وافراح كتل اخرى فاعلة. وينتشر الغضب بينهم بسرعة، فقاطعت كتل عديدة مجلس النواب في وقت واحد ولكل منها سبب خاص، سببه كتل سياسية اخرى. وكانت المؤتمرات الصحفية لشرح اسباب المقاطعة وتتخللها لغة التهديد والوعيد!. وتشابهت القصة مع نقتئض بين جرير والفرزدق.
يفضل ذو الشخصية الرحامية الصخب وحب الحياة، ويتحدث عن نفسه كثيرا (حديث عن الذات)، مع نزعات رد فعل سريعة (استقالات ردا على احداث)، ويقبل الايحاء بسهولة (استقالة او العودة او سحبها)، وحب الذات والغرور (يشير ساستنا الى مواقفهم المتميزة) وعواطف ممسرحة (الاداء المسرحي في المؤتمرات الصحفية) ونكران (من اليات الدفاع العقلي) مع الكراهية.
يحدد الدليل الامريكي DSM تشخيص الشخصية الرحامية في ملاحظة خمسة صفات من سبعة يمكن اجمالها في لا يرتاح للاوضاع التي يكون فيها مركز للاهتمام (وفي المثال مركز الاهتمام الاعلام والندوات)، مغرور ومثير (البطولات في المواجهات السياسية والازمات)، ويستخدم المظهر الخارجي للحصول على الاهتمام (ربما تمثله مواكب بعض الساسة)، سطحية العواطف وعدم الغرق في التفاصيل (الاتفاقات المتكررة لمعالجة مواضيع بسيطة)، التمثيل في الحياة وكأنه على المسرح (الاداء المسرحي في المؤتمرات الصحفية)، ويضخم الانفعالات (الاستقالات والتراجع عنها والخصومة في الاعلام والصلح في المجالس الخاصة)، ويقبل الايحاءات وودي وحميمي وبدون خصوصية. وفي الختام الشخصية الرحامية نوع من اعتلال الشخصية، وبحاجة الى علاج ليتكيف مع المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شخصيه الفرد العراقي المتخلفه
سامر السامري ( 2013 / 7 / 5 - 16:54 )
يكثر الحديث عن الساسه والاحزاب ويكثر التحدث عن مساوء الحكومه والمنظمات ولكن يهمل الجانب المهم وهو شخصيه الفرد العراقي المتخلفه وهو مصدر هذه الحكومات قبل التحدث عن الدوله يجب التحدث عن البيت وهو مصدر الدوله الرجل في البيت دكتاتور علئ زوجته واولاده لايستمع باحترام لهم ويامر وينه - يتزوج ولكن يخون زوجته فالزوجه شغلها خدامه لاطفال بدون اجور وان احتاج الئ خدامه اخرئ يتزوج اخرئ ولا يخجل من فعلته لان الدين يسمح باثنان وثلاث ورباع يضرب ابنائه من غير حساب للنتائج النفسيه لهم فهو السيد المطلق انسان تربئ هكذا لاتترجئ منه شي سواء في البيت او في السلطه والعراق يتراجع الئ الوراء بسبب المتخلفين ومنهم من حملة الشهادات وهذا يشمل حتى العلمانيين - عبد الكريم سن قانون الاحوال الشخصيه والزواج من امرآه واحده والمتخلفين هاجموه والان ترئ المجتمع يتقبل الفكره ما لم يعطى الرجل حقوق اهل بيته لن يعطي حقوق شعبه وسيبق التلف ساري في جميع شرائح المجتمع. الديمقراطيه تبدآ بالبيت وليس في السلطه


2 - مثل عربي يقول يخوط جنب الاستكان
سامر السامري ( 2013 / 7 / 9 - 10:07 )
وشخصيه الفرد العراقي تبتهج للتصفيق والمديح وتتوارئ عن الانظار وتختبئ لمجرد سماع رائ مخالف وان سنحت لها الفرصه للقضاء علئ الرآي المخالف فلن تتردد لتخلص من الرآي المخالف وتصل الئ حد استعمال القوه. فانا ادعو الكاتب والمعنيين بشؤون الدوله ان يبدئو بانفسهم ومن المربع الاول وهو البيت والتعامل بين الاسره الواحده فان تنهي وتامر سوف تعمل نفس الشيي في السلطه. فان تخون زوجتك فسوف تخون العالم كله وان لا تصغي لابنائك سوف لن تصغي للشعب وان لم تملك القوه فسوف تتمسكن حتئ تتمكن وتبطش بالناس الذين لايصفقون وهذا حال الثوار مبارك جاء للسلطه مقتنع بالرئآسه لفترتين ولكن استمر حتئ اقصئ بالقوه وهذا حال بقيه الحكام بينما هذا لم يحصل بدوله اسرائيل لان البيت الاسرائيلي يختلف. مثل عربي يقول يخوط جنب الاستكان وهذا مايفعله العراقيين وبعد كل هذا الخوط يتستغربون لان الشاي لازال مر


3 - مارآئ الكاتب
سامر السامري ( 2013 / 7 / 13 - 07:12 )
ترئ مارآئ الكاتب.
يجب مناقشة الفكر المختلف لكي نتتطور والا لاقيمه لما نكتب او نعلق


4 - افكار
جواد الديوان ( 2013 / 7 / 13 - 09:45 )
سيدي اشكركم لمساهمتكم في نقد المقال، وانكم تطرحون مواضيع عديدة يعاني منها المجتمع العراقي. والمقال يتناول ظاهرة محددة فقط واضحة. ومن الصواب تناولكم المواضيع الاخرى


5 - ماهو العلاج
سامر السامري ( 2013 / 7 / 18 - 05:09 )
انا قصدت انت تسرد ما يحدث وتذكر في آخر المقال - وبحاجة الى علاج ليتكيف مع المجتمع - ماهو العلاج وهو ماذكرته انا, البدآ بالتربيه بالبيت. ان نكون صادقين مع انفسنا واولادنا وزوجاتنا والمجتمع حتئ يتعلم الطفل من سيره اباه وامه وجده وجدته والمجتمع من حوله التخلص من ازدواج الشخصيه مثلا ان ينصح بعدم التدخين وهو يدخن ان يقول لطفله قل من يدق الباب ان ابي غير موجود, ان ينادي بحقوق المره وهو متزوج عدة زوجات. ان يامر وينهئ في البيت ولا ياخذ برآي الآخرين. العماره بغير اساس متين لا تصمد مهما عملت. العمارات في مصر تتساقط علئ رؤوس ساكنيها بسب الغش والحاله مستمره, بينما العمارات في اليابان تتساقط بسبب الزلازل واليابانيون وجدو الحل. باختصار ليس هناك امل في اصلاح المجتمع العربي اذا لم نبدآ بالطفل وسنبقئ نخوط جنب الاستكان اي ليس في صميم الموضوع. ولهذا المجتمعات العربيه لم تنجح فيها ااديمقراطيه فتري حتئ في الاحزاب. التوريث هو طريقه الآختيار. ارجو ان الفكره وضحت


6 - شكر
جواد الديوان ( 2013 / 7 / 18 - 20:43 )
سيدي اشكركم على اهتمامكم بالمقال، ويسرني جدا اقتراحكم للعلاج. ان المقال موضوع النقاش يطرح مشكلة محددة

اخر الافلام

.. تونس.. تحذيرات من تراجع حاد في مخزون المياه الصالحة للشرب


.. الوليد عثمان محكم موسوعة جينيس للأرقام القياسية يسلم مصر جائ




.. ما السبب وراء الميول العربية الكروية؟.. جمهور الفيسبوك يجيب


.. شراكة -مايكروسوفت- و -أوبن إيه آي- تقلق الاتحاد الأوروبي




.. أشعة الشمس وخطر الإصابة بالسرطان.. أي علاقة؟ | صحتك بين يديك