الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2532

ساطع راجي

2013 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تقول بعثة الامم المتحدة في العراق إن 2532 مواطنا عراقيا سقطوا بين قتيل وجريح خلال شهر حزيران المنصرم، وهذا فضلا عن ان حصيلة القتلى من العراقيين خلال ثلاثة أشهر هي 2500 مواطنا، هذه الارقام لم تستثر إهتمام نواب كتلة دولة القانون والمقربون منها بل هي لم تستثر إهتمام مكتب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء وزير الداخلية وكالة ولم يعقب عليها أي مسؤول في الاجهزة الامنية الكثيرة، والاغرب إن الرقم لم يستدرج شهية الكلام والتصريحات عند النواب والساسة المعارضين أو مدعي المعارضة لرئيس الوزراء وكتلته وهم كثر ويهذرون ليل نهار، ولكن لماذا ننتظر إهتماما من هؤلاء إذا كان المواطنون أنفسهم غير مهتمين؟.
2532 أو2500، هي أرقام كارثية ليس بالمعنى الانساني فقط بل بالمعايير الامنية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية، أن يسقط هذا العدد من المواطنين قتلى وجرحى يعني ان البلاد تحصل شهريا على آلاف المشاكل الفردية والأسرية فضلا عن الدمار الذي يلحق بالممتلكات ويعطل الاقتصاد ويثير الاحقاد والضغائن، وفي مقابل هذا نجد القوى السياسية تلتزم الصمت وان تحدثت عن الوضع الامني فإنما لتجعل منه ميدانا إضافيا للعراك السياسي اليومي العبثي.
لقد نجحت القوى السياسية في استدراج الاعلام وحتى المواطنين أحيانا الى لعبتها الخاصة حتى جعلت من الجميع منشغلا بنزاعاتها ومشاكلها التي لا تزيد عن الاحقاد الشخصية ومشاكل صفقات النهب المنظم للمال العام والتحاسد بين الزعماء، نحن نتجاهل 2532 ونهتم بالنواب والوزراء المنسحبين والعائدين وبتصريحات فارغة ومتكررة لزعماء فاشلين وبوعود وخطط وهمية لمسؤولين ينجحون بإستمرار في إثبات فشلهم.
القوى السياسية تمارس عملية تضليل واسعة ومنظمة أغوت بها كتاب واعلاميين ومواطنين وجعلتهم يراقبون كل تصرفات وتصريحات الزعماء السياسيين ويحللون حركات وسكنات الكتل والنواب والوزراء ويتحشدون مع طرف ضد آخر، في تجاهل كامل لحقائق الارض التي تتعلق بحياة الناس ومصير البلاد، وبدلا من الانشغال بالامن والكهرباء والبطالة والصحة والخدمات ننشغل ببيانات وتصريحات الاستهلاك الاعلامي.
موقف القوى السياسية من أرقام ضحايا العنف المتزايدة وتنوع خطط جماعات الارهاب وتوسيع نشاطها ليشمل الملاعب الشعبية والمقاهي، يكشف ان هذه القوى غير معنية بحياة المواطنين ولا بالملف الامني وهي أيضا غير معنية بكل المشاكل الحقيقية الاخرى التي تواجه البلاد ولا تمتلك هذه القوى أي برامج أو خطط لمعالجة هذه المشاكل أو تفكيكها وكل ما لديها هو التنابز الاعلامي والتصريحات الفارغة والشخصيات المنفوخة بالوهم القيادي، وعوضت هذه القوى عن بؤسها هذا باستدراج الاعلام والمواطنين الى معاركها الخاصة وهي قد نجحت في مسعاها هذا بشكل لافت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في