الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة على مرسي : هل ثورات الربيع العربي مؤدلجة ؟

إبراهيم حسن

2013 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



مصر منذ ثلاثة أيام أو أكثر تشتعل بل تغلي كالبركان. فالثورة على ما يبدو قد أعُيد إنتاجها من جديد. ومن أعاد إنتاجها لا بد وان مرسي لم يعجبه. كثير من التساؤلات تطرح هنا من قبيل : هل كانت ثورة 25 يناير ليست في محلها وإنها أسقطت مبارك واتت بمرسي الذي عمل على أخونة الدولة المصرية ؟ طيب كيف فاز مرسي على منافسه محمد شفيق ؟ إلم يكن المصريون قد انتخبوه ؟ فكيف يثوروا عليه اليوم ؟.

واستناداً إلى قاعدة الانتخابات ومهما يكن الحال، فإنّ مرسي يُعد رئيساً شرعياً. مع إنني لستُ معه ولا أحبذ بقاءه في السلطة. وهو مجرّد رأي عابر لأنني لستُ مصرياً بل عراقياً. غير إن أمر مصر مريب جداً. ثورة يعاد إنتاجها من جديد ؟ ولم مصر ؟ دون ليبيا وتونس ؟ ثم لم خرجت تظاهرت على اردوغان في وقت كان يمثلُ فيه قوة جديدة في الشرق الأوسط حاولت أن تصنع لنفسها بريقاً وان تؤسس لنفسها كقوة موازنة في المنطقة ؟ وما هو مصير تركيا ؟

ما هي الأسباب الحقيقية للثورة على مرسي . كنت أخشى على مصر من الانقسام إلى فريقين متناحرين، فريقٌ مع مرسي وفريق ضده. وهو ما حصل فعلاً. كنتُ أخشى أن تحدث حرباً أو فتنة في مصر ربما تشابه بما حصل في العراق عام 2006 ، وعلى ما يبدو إن ذلك حدث أو سيحدث في مصر. فهل يعي المصريون خطورة الموقف أو المرحلة التي يمرّون بها ؟ أم إن عقلهم الجمعي الآن يحشد ضد ومع مرسي ؟.

مرسي ربما كان مخطئاً في خطابهِ الأول يوم 26-7-2013 . وخطابه اليوم 3-7-2013 ربما كان في غير محلهِ أيضاً. مرسي يفتقد فعلا إلى الحضور والى الكاريزما والى أسلوب المراوغة والإقناع. هو لا يعرف كيف يلملم ويسيطر على الوضع. خطاباته اغلبها استفزازية من نوع يثير الشفقة ويؤجج الموقف ضده أصلاً. وعلى ما يبدو هو لا يفهم في السياسة وبالتالي هو رجل غير سياسي فهو إجمالاً غير مؤهّل لقيادة مصر. فمصر لها علاقات وارتباطات كثيرة مع دول أفريقيا واسيا. وربما إنها تجاور فلسطين وإسرائيل مما يُعط لمصر أهمية كبرى من ناحية التنظيم السياسي. إذن هي تحتاج إلى قائدٍ مُحنّك وسياسي ماكر وله حضور وكاريزما وهو ما يفتقده مرسي طبعاً. في هذه الحالة وحتى لو كان مرسي رئيساً شرعياً فعليه التنحّي فوراً، وعليه أن يعرف حجمه وإمكانياته في إدارة البلاد واحتواء الأزمات. لان الحماقة في مثل هذه المراحل غير جائزة إطلاقاً. ملايين تتظاهر ضد مرسي وملايين تؤيده. والجميع مصممّ على البقاء في الشوارع ؟ فما هو الحل؟ ربما هو موقف لا يحسد عليه، والجيش برأيي كان بيانه ايجابي وسلبي في آن واحد. فهو ايجابي لأنه أعطى إشارة لمرسي بضرورة التنحّي وان الجيش يرفض الديكتاتورية وهو مع تطلعات الشعب. والبيان كان موقفاً استباقياً توضّح لمرسي من خلاله إن الجيش لن يطيع مرسي في حال أعطى الأخير أوامر لقمع المتظاهرين. فهي خطوة جيدة وايجابية من الجيش ضد تكريس الديكتاتورية والتقليل من حدة التوتر. غير انه من جانب أخر سيدخل الجيش في معارك مع مؤيدي مرسي ومحبيه فضلا عن الإخوان أنفسهم. وهو أمر سينعكس سلباً على سمعة الجيش وربما سيؤدي إلى انشقاقات كبيرة في الجيش المصري. إن مصر اليوم تقف على أبواب الفتنة والانشقاق. وهي فعلا ستنقسم إلى جبهتين متحاربتين: الأولى مع مرسي والأخرى ضده. وحتى لو سقط مرسي أو بقي في السلطة فإن هاتين الجبهتين باقيتان في معاركهما. كان على مرسي أن يعلن استقالته قبل يوم 30 يونيو، وان يعلن عن انتخابات مبكرة لن يرشح هو فيها، حتى يحتوي الأزمة ويطفئ فتيل الحرب الأهلية بين المصريين. إلا انه وعلى ما يبدو من خطاباتهِ مصممّ على البقاء حتى الموت كما قال. وهو تصرّف سيسحق مئات المصرين بالتأكيد.
مصر مقبلة على انقسام كبير ربما يخدم إسرائيل أو دولاً أخرى. ورغم إنني لست من أصحاب نظرية المؤامرة إلا إنني متأكد إن هناك قوة كبيرة هي من أشعلت فتيل ثورات الربيع العربي كما تسمّى. وإلا ومنذ متى والشعب العربي أصبح لديه وعي وينادي : الشعب يريد إسقاط النظام ؟ ثم لماذا لا يستقر أي بلد تضربه ثورات الربيع العربي ؟.
سوريا لا زالت تحترق، وهو أمر أيضاً مريب ويدعو للدهشة. وإيران وروسيا تراهنان على بقاء الأسد. وأمير قطر يتنازل عن العرش لابنه وهو أمر أيضاً مريب. فهل تلافى بن حمد ربيعاً عربياً قادماً إليه من شعبه أو انقلاباً من ابنه ؟. وهل ستضرب التظاهرات الربيعية كردستان العراق خصوصاً مع تمديد فترة ولاية بارزاني لسنتين أخريين ؟ وهل ستضري التظاهرات إيران أصلا ؟ وما موقف الأخيرة من التظاهرات ضد مرسي ؟ وكيف ستتعامل معها ؟ ... برأيي إن الأيام القادمة ستكشف الإجابة عن هذه التساؤلات.. وأنا وانتم في الانتظار... والقادم سيفاجئ الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي ابراهيم-اني مالي كيف
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 7 / 5 - 02:57 )
يؤسفني ان قدرتي على القراءة والكتابة محدوده والا فموضوعك مهم والاهم المناقشه مع اهل العلم والتجربة ضرورية-واية محاولة للنقل على طريقة -القوبيا-غير مفيدة
هنالك عدة امور تجعلني اعتقد ان ثورة الشعب المصري العظيم الحالية مرشحة لتكون صنو الثورة الفرنسية التي اندلعت ايضا في تموز ولكن قبل 224 سنه
وقد ان اوان دخولنا للتاريخ الحقيقي ببناء الدولة المدنية وبعيدا عن العقائد الدينية لهذا او ذاك من مواطنينا
العلم نور-وليس نورن
شكرا مع التحيات للجميع

اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح