الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر من العسكريتاريا إلى الإسلامتوبيا

مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)

2013 / 7 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كنا نقف متأملين في شباب ثورة 25 يناير بأطيافهم المتنوعة وهم يقومون بثورتهم ضد الرئيس (المنتخب إكراهاً) الضابط الطيار بطل حرب أكتوبر ضد إسرائيل القائد/ محمد حسني مبارك، وكان مطلبه الحفاظ على الشرعية القائمة بواقع الحال وانتظار الانتخابات القادمة.. وقد حاولنا وضع الأمور في نصابها آنذاك بأن منطق الثورة لا يعترف بكل التخريجات القانونية التي حاولها رجال الزعيم البطل القائد/ محمد حسني مبارك، وحاولها رجال سياسته بالتنسيق حتى مع الإخوان المسلمين الذين رقصوا رقصة الثورة متأخرين.
والآن نقف على هامش ثورة 30 يونيو لنرى نفس الوجوه الثائرة لكنها ضد الرئيس (المنتخب تغريراً) الدكتور والرجل الصالح العابد الزاهد محمد مرسي... والذي يطالب بالشرعية القائمة على صناديق الاقتراع ونحاول أن نضع الأمور في نصابها كمراقبين....
وها نحن نحاول عبر النقاط التالية:
الذي فاز بالانتخابات ضد شفيق هم كل الأحزاب والقوى المعارضة للرئيس السابق ونظامه وعلى رأسهم شباب 25 يناير ومنهم طبعاً الإخوان، فالأخوان جزء من الفائزين الفرحين بهزيمة شفيق، وشباب الثورة غير الحزبيين هم ضامن الثورة الحقيقي، فلولاهم بدءً بحركة شباب 6 ابريل التي نشأت من عام 2008م وغيرها من القوى الشبابية، لكان الإخوان ما زالوا على إتفاقات ما تحت الطاولة مع الحزب الوطني تحت مكتسبات العصا والجزرة التي ارتضوها قديماً.
إذا الفوز لم يكن إخوانياً صرفاً بل كان إئتلافياً، ولهذا قلت في أول المقال وصول محمد مرسي بالانتخاب (تغريراً) لما يحمله أي إئتلاف من اتفاقات... أظهرت الأيام عدم التزام الإخوان بها، بل والنكوث عنها.
كل من كان له حس ثوري حقيقي كان فرحاً بفوز مرسي بلا استثناء ولكن هتلر وصل بالانتخابات وصناديق الاقتراع أيضاً، والحزب الوطني الحاكم عبارة عن مجموعة ضباط ثوريين ضد الملك كانوا يحملون هموم الشعب المصري ضد الاستعمار وتحول بتقادم السنين إلى حزب مستبد يقيم الديمقراطية بصناديق مزورة، ويقسم الفتات كذر رماد في العيون على بقية القوى السياسية في مصر، والسكوت على أي بوادر استفراد بإدارة البلاد هو سكوت مر دفع المصريون ثمنه، ولهذا فتجربة مصر مع ملكيتها ثم جمهوريتها السابقة علمها الكثير.
تجربة العام الماضي تثير الريبة حيال أخونة الدولة للوصول إلى نفس مكتسبات هتلر، لنرى الجستابو الإسلامي، أو على أقل تقدير الوصول لنفس مكتسبات الحزب الوطني السابق في البقاء الدائم على كرسي الحكم.... ورائحة الخطب في السنة الأولى التي توصل محمد مرسي إلى مرتبة الخلفاء الراشدين، والإعلام الإسلامصري الذي يتكلم عن الحاكم بلغة (ولي الأمر) والخليفة الأول والرجل الصالح تشي بأن السنة الرابعة ستكون خطباً تكفر من لا يختار أحد الخلفاء الراشدين الآخرين في حزب الإخوان.. وستكون السلفية خير مطية لهذا الأمر فهم سادة هذا الفن، لأنهم لا يدركون حتى الآن أن الحاكم في الدولة المدنية ليس إلا (خادم للشعب) وليس (ظل الله في الأرض) ولهذا تكثر بينهم على مختلف مذاهبهم ملاحم المهدي المنتظر، وأساطير آخر الزمان.
ما يوصف بالفلول هم جزء أصيل من الشعب المصري (الحزب الوطني سابقاً) كما أن الإخوان المسلمين جزء أصيل من الشعب المصري أيضاً، وعليه فإن تبدُّل التحالفات بالنسبة للأحزاب والقوى السياسية طبيعي، رغم أن الإخوان المسلمين عقدوا تحالفات داخلية مع الحزب الوطني ـ الفلول حالياً ـ إبان حكمه وفي آخر أيامه، وبعد الحكم مع أمريكا وإسرائيل، ومعابر رفح تشهد على مدى الدائرة التي سيهرول فيها الكل دون استثناء أو مزايدة.
الفيصل في كل هذا أن تجربة مصر أصبحت أكثر نضجاً والقادم أجمل حتى ولو بقيت حركة الإخوان في الحكم فسيكونوا أكثر استيعاباً لدرس الديمقراطية، وأنه ليس براقماتية فجة بصندوق الاقتراع على أحزاب عتيقة وشباب ثائر.
لا يوجد أي حساسية ضد محاولة الإسلاميين كتيار عريض الوصول للحكم، فالتجربة الماليزية محل استشهاد جميل لكل علمانيي العالم الثالث، فلماذا الإخوان المسلمين؟ لأن مشروعهم قام على أدبيات تجاوزها الزمن، فالقبطي لا يمكن أن يعيش تحت حكومة يسمعها تتعذر لبعض أطيافها المتشددة بأن مسألة الذمي تحتاج إلى تدرج وصبر، فالمواطنة بمعناها المدني غير موجودة في أذهانهم بقدر ما هي أدوات هيمنة واستفراد تحت مبررات تتحايل على ذاكرة الشعوب... طبعاً أولى هذه الأدبيات: سؤال يطرح نفسه: لماذا المرشد الأعلى لحركة الإخوان لا يصح أن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة؟! لماذا هم يرون أنفسهم أكبر من الأحزاب المصرية التي يعود نشأة بعضها إلى ما قبل الإخوان أنفسهم (ظهر حزب الوفد وعمر حسن البنا 12 سنة) ؟!.... لماذا حركة الإخوان تخلق لها هرمية تتجاوز أصول اللعبة الديمقراطية، لتتحول إلى اديولوجيا دينية يستميت في الدفاع عنها بعض الشباب في العالم العربي، ونستنشق منها هرمية ولاية الفقيه الفارسية.
أتمنى للحركات الإسلامية النجاح في مشاريعها الحضارية عبر صناديق الاقتراع من غير تغرير مرسي ولا إكراه حسني، فالنجاح ليس في السيطرة على الشعوب، فكرسي الحكم لخدمة الشعب، وليس للاستئثار بالحكم عبر تمرير شعار (دكتاتورية البروليتاريا/الطبقة المسحوقة) والتي عافها الزمن منذ أيام لينين وستالين وحاولتها العسكريتاريا العربية وسقطت، لنسمع بدلا منها (دكتاتورية الفئة الناجية المنصورة) التي تحاولها الاسلامتوبيا الحالية وستسقط إن أصرت على أحلام العصافير.
الرئيس المنتخب في كل الثورات الحرة ليس (ولي أمر) الشعب، ومصر ليست طفلة قاصر، نحذرها بين الفينة والأخرى من الثورة على ولي أمرها، ولن نكون ممثلين لمصر أكثر من المصريين، وليحفظها ربنا من أيادي المتآمرين، على شعبها العظيم من أكبر شيخ صوفي إلى أصغر فلاح قبطي، يضرب بمعوله الأرض، فيثير ترابها الذي يحكي ــ في وجوهنا كعرب عاربة ومستعربه ــ خمسة آلاف عام من الحضارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل