الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإدانه ..وتحشيد الكراهيه

جاسم البغدادي

2013 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


حين تعرضت الولايات المتحده الامريكيه لاكبر هجمه ارهابيه شهدها العالم يوم 11-9 تنافس الكارهون لسياسه الرئيس جورج بوش والمعارضون لها مع المؤيدين له من اتباعه في تقديم الدعم له ماديا ومعنويا في مواجهه الارهاب لانهم ادركوا ان الارهاب لا يهدد سياسته بل يهدد الامه الامريكيه التي اقسموا بالمحافظه عليها وصونها , اتحدت امريكا ضد الارهاب فاتحد العالم باسره معها , دون ان يلتفت احد الى اسباب الهجمه الارهابيه او البحث عن مبررات لها ,لان الجريمه تبقى جريمه مهما كانت مبرراتها ودوافعها , طبعا العرب وحدهم شذوا عن العالم لانهم ميدانيا كانوا مرتبطين بالارهاب ولان العقل العربي كان في مرحله التنظير له وتسويغ مبرراته دون وعي لما سيؤول له هذا التنظير والتحشيد النفسي لكراهيه و جرائم اقل ما يقال عنها انها تخالف كل الشرائع الاخلاقيه والدينيه ..الخلاصه ان امريكا والغرب ادركوا ان الدوافع الحقيقيه وراء الارهاب هو حاله الكبت والقمع التي تمارس ضد الشعوب العربيه من قبل حكامها والذي انعكس على شكل تيارات هائله من الكراهيه ورغبه هائجه لتدمير البناء الحضاري الانساني متخذا من سلبيات السياسه الامريكيه دافع ميداني له , وهكذا كانت النتيجه التي اقتنعت بها الاداره الامريكيه وحلفائها من استبدال سياسه اشعال الحرائق الى سياسه اطفاء الحرائق بعد ان انتفت الحاجه الى السياسه القديمه لظهور تشكيل القطب الواحد عالميا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحلفاءه .. السياسه الامريكيه الجديده في العالم العربي تبنت منهجا بسيطا جدا لكنه خطير وكاف لتدمير البنى العربيه التحتيه ومقومات وجودها تمهيدا لتمزيقها اكثر مما هي ممزقه ويتلخص هذا المنهج انه اذا كان الارهابيون العرب يريدون تغيير طريقتنا في الحياه (كما قال بوش) اذا فليجربوا طريقتهم هم ودون تدخل منا او من حكامهم القمعيين (طبعا تم استثناء حكومات النفط) والنتيجه ..الربيع العربي الذي تباشر به الكثير قبل ان يدركوا ما سيجلبه لهم لانه ببساطه اتى على مقاس الطريقه العربيه في الحياه ,البسوسيه , الداحسيه , الحليميه قل ما تشاء , وهنا مكمن الفزع , الفزع ان يطبق العرب النظام الديمقراطي على طريقتهم الخاصه ودون ضوابط خارجيه او مراقبه دوليه , الفزع ان الديمقراطيه العربيه تتخذ من حريه نفي الاخر لا قبوله هي المنهج الاسلم للتطبيق , المفزع ان الديمقراطيه العربيه ادخلت شرع الله على خط الانتخابات التشريعيه والرئاسيه , واذا رشح الله نفسه للانتخابات فمن الذي يجرؤ على منافسته اصلا...وها نحن في العراق نعاني من هذه الطريقه الجديده للحياه السياسيه العربيه تحت ظلال الديمقراطيه الدمويه مع كل ما يصاحبها من تبريرات وتنظيرات لا غايه منطقيه لها الا توفير مسوغات الاباده الجماعيه والدفاع المستميت عمـّن يقومون بها علنا..! ومقارنه بسيطه بين موقف الزعماء الامريكيين المناوئين لسياسه بوش اثناء التفجيرات الارهابيه وموقف القاده السياسيين العراقيين المعارضين للحكومه , وكذلك تعاطي المنابر الاجتماعيه دينيه وسياسيه والقنوات الاعلاميه الفضائيه والمواقع الالكترونيه يكشف الفارق الهائل بين السلوك الديمقراطي المتحضر هناك والسلوك الشائن هنا ويطرح السؤال المشروع حاليا هل نحن وبقيه الشعوب العربيه مؤهلين حاليا لقبول النظام السياسي الديمقراطي ؟؟ فالتعامل مع التفجيرات الارهابيه الاجراميه في العراق ما زال يعيد نفس اسطوانه التعامل العربي مع ما حصل في امريكا ..البحث عن المبررات والقاء التهم هنا وهناك وخلط الاوراق مع استمرار عجله التحشيد للكراهيه المولـّده للارهابيين وعدا ذلك فليس سوى ادانات اعلاميه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو