الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل خاصة لأبطال ثورة 30 يونيو فى مصر

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2013 / 7 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لقد انبهرت بثورة 25 يناير التى لم يتوقعها أحد وكدت أصاب باليأس حتى فوجئنا بثورة 30 يونيو التى لم يتوقعها أحد خلال سنة من حكم الرئيس محمد مرسى الذى ألقى خطابا قبل ثورة 30 يونيو. وهذا الخطاب أحتوى على عدة رسائل تم توجيهها إلى عدة جهات: القوات المسلحة والقضاة والإعلام والداخلية والعابثين والمتظاهرين والشباب والشعب. وكانت هذه الرسائل فى مجملها تحمل تهديدات صريحة وضمنية. أما هذا المقال فيحتوى أيضا على ست رسائل لعدة جهات: حركة تمرد والشعب المصرى والجيش والشرطة والقضاة والإعلام لكنها تحمل فى طياتها باقة من الورود.

الرسالة الأولى إلى حركة تمرد
تحية خاصة لأصحاب فكرة تمرد وكل من ساهم فيها. الغريب أن هذه الحركة لم تظهر عقب ثورة 25 يناير التى أنجبت الكثير من الحركات والائتلافات التى فشلت فى إنقاذ الثورة بل تركتها تقع فريسة فى يد الإخوان. هذه الحركة الشبابية التى قادها شباب صغار فى السن استشعروا الخطر الذى يحيق بالوطن فتفتقت أذهانهم عن فكرة جهنمية لم تخطر على بال أحد.
وتتبلور الفكرة فى تجميع توقيعات المصريين الرافضين للنظام والمطالبين لانتخابات رئاسية مبكرة.

الرسالة الثانية إلى الشعب المصرى
تحية إلى الشعب المصرى العظيم الذى وقع على ملايين استمارات تمرد ولم يكتف الشعب بذلك بل لبى الدعوة وخرج بالملايين فى ميادين مصر : فى التحرير والإسكندرية والمنوفية والمنصورة والغربية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية وحتى الصعيد الذى كان غائبا فى ثورة 25 يناير شارك أهله فى مظاهرات 30 يونيو. لقد أجمع كل المراقبين أن الأعداد التى شاركت فى هذه الثورة تفوق بمراحل أعداد ثورة 25 يناير. هذا الشعب الذى ابهر العالم فى يناير يبهره مرة ثانية فى يونيو. تحية خاصة لأرواح شهداء الشعب فى ثورة يناير ويونيو.

الرسالة الثالثة الى الجيش المصرى
الجيش المصرى الباسل، جيش أكتوبر الذى حطم خط بارليف المنيع يقف مرة ثانية بجانب الشعب ويتعهد بحمايته من غدر الإرهاب ورصاصات الإرهابيين. كان بعض الجهلاء يحذرون من مصير سوريا حيث انقسم الجيش إلى جزءين. لا شك أن جيش مصر جيش وطنى لم تستطع الطائفية أو الإيديولوجية أن تخترقه وهذه هى نقطة القوة فى الجيش المصرى. لذلك نهيب بالجيش أن يحافظ على هذا التماسك ولا يسمح بأى فصيل من الانخراط فى صفوفه. تحية خاصة لأرواح شهداء جيشنا الباسل.

الرسالة الرابعة إلى الشرطة المصرية
تحية خاصة إلى الشرطة المصرية التى عادت إلى أحضان الشعب وعاد الشعب إلى أحضانها بعد سنوات من الشقاق. لقد تعهدت الشرطة بحماية الشعب والوقوف إلى جانبه أثناء الثورة الأخيرة. لعل الشرطة المصرية قد شعرت أن الوطن ينزلق إلى منعطف خطير قد لا تستطيع أن تخرج منه وهذا دفعها إلى اتخاذ هذه المواقف المشرفة. نهبب بالشرطة أن تحافظ على هذه العلاقة الطيبة وأن تضع ميثاق شرف وخارطة طريق للتعامل مع المواطنين فى السنوات القادمة. تحية خاصة لأرواح شهداء الشرطة خلال الثورات المصرية.


الرسالة الخامسة إلى القضاة
تحية إجلال وتقدير إلى القضاة الذين تحملوا الكثير من الضغوط. لقد تم إقالة النائب العام وتعيين نائب عام جديد بالمخالفة للقوانين مما دفع القضاة إلى عقد الكثير من المؤتمرات الصحفية. لقد قاوموا العنت والظلم والاعتداء والحصار وتحملوا كل ذلك بكل بسالة. وفى هذا الصدد لا بد أن أثمن دور المستشار الجليل أحمد الزند على مواقفه وصموده الذى أدى إلى تماسك القضاة. وفى الواقع فإن هذا الرجل يستحق تمثالا لشجاعته وجرأته فى موجهة التهديدات والبلاغات وتشويه السمعة.

الرسالة السادسة إلى الإعلام المصرى
كلنا يعلم أن النظام كان يسيطر على الإعلام الحكومى بأنواعه المختلفة لكنها لم تستطع السيطرة على قنوات فضائية لا تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة. وكانت هذه القنوات مصدرا للصداع الذى ظل يؤرق المسئولين. حتى الرئيس فى خطابه قبل 30 يونيو أرسل تهديدا صريحا عندما قال: سنة واحدة كفاية، أى سنة واحدة من الحرية الإعلامية كافية لكن رجال الإعلام صمدوا ولم يخشوا بطش السلطة. تحية للفضائيات التالية: أون تى فى ودريم والحياة والتحرير وسى بى سى والنهار وصدى البلد والقاهرة والناس وبرنامج "القاهرة اليوم" الذى يقدمه عمرو أديب ورشوان وشردى وأبو بكر وغيرهم.

خلاصة القول إن الشعب بمفرده لم يكن ليستطيع أن يقضى على النظام. فالشعب تلقى دعما من حركة تمرد والجيش والإعلام والقضاة. وفى نفس الوقت فإن الجيش والشرطة لفشلا فى وضع نهاية لهذا النظام من دون الغطاء الشعبى. ولولا الشعب فإن حركة تمرد لم تكن لتستطيع أن تفعل شيئا. لذلك فكل القوى شاركت فى هذه الثورة المجيدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو


.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي




.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي