الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتمردين وثورة 30 يونيو الاسطوريه ؟!

عبد صموئيل فارس

2013 / 7 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لحظات تاريخيه عايشتها في وطني هي الاهم في تاريخ كافة الاوطان ان تجد الحريه تولد وتمتد من شباب 25 يناير2011 الي الاسره المصريه في 30 يونيو 2013 قلتها في كثير من كتاباتي وانا في وسط ميدان التحرير عشية تنحي مبارك عن الحكم والمخاوف التي راودت الكثيرين ان الاخوان المسلمين هم القادمون الي الحكم كان ردي سيفرحون اليوم لكنهم قريبا سيلعنوا ثورة يناير

لم يدرك كثير من الباحثين الذين طالما قالوا ان ماحدث هو خديعه امريكيه لرعاية ربيع اسلامي في المنطقه ان الشارع في مصر تغير نمط تفكيره وذكاء المصريين ووعيهم حطم كل الدراسات الفاشله التي تتم من داخل المكاتب في الغرب والتي غالبا ما تستقي معلوماتها من تقارير المراسلين الاجانب وبعض الجهات التي يتم توجيهها في منطقة الاحداث

رهاني كان ان المصريين بعد مبارك انطلقوا الي طريق الحريه ولن يتراجعوا عنها مهما كان الثمن نسبة الشباب المرتفعه في تعداد سكان مصر هو كلمة سر خفيه في المشهد فهم الحراك الثوري العامل في الشارع ناهيك عن الامراض التي اصابت التيارات السياسيه بما في ذلك تلك التي لها مرجعيه اسلاميه لم تدرس اللحظه ولم تدرك طبيعة المتغيرات

حركة تمرد منذ انطلاقها وجدتها حيه في الشارع وافصحت لكل من حولي انها وثيقة النهايه للاخوان فمن تبنوا الحمله هم ابناء الشعب من الفقراء من صرفوا من جيوبهم الخاصه وقوتهم اليومي بالرغم من صعوبة الحياه والظروف الاقتصاديه التي تعصف بكثير من ابناء هذا الشعب إلا ان الاصرار كان واضحا والجديه تظهر بقوه في تبني الفكره وانتشارها من شمال مصر الي جنوبها

ناهيك عن استعلاء جماعة الاخوان وغطرستهم في النظر الي الحركه في الشارع بالاضافه الي حالة الاستعداء التي خلقوها بين كل مؤسسات الدوله من شرطه لقضاء للاعلام والصحافه حتي الجيش الشريك الاساسي لم يسلم من محاولتهم الوقيعه بين افراد المؤسسه العسكريه هؤلاء بغبائهم سقطوا في فخ السلطه

منذ اشهر كنت اتحدث الي بعض الاصدقاء من السياسيين وسئلت في الوضع في مصر ومصير الحكم الحالي وكانت اجابتي اشهر قليله وسيسقط هذا النظام ولم تكن حركة تمرد كانت قد ظهرت بعد وقالي لي احدهم انت واهم الامريكان والمرجعيه الدينيه ستمكن الاخوان من حكم مصر لفترات طويله لكني ممن هم متفائلون دائما فقلت لهم الوضع الاقتصادي والاجتماعي والشارع

تكتمل فيه صورة الموجه الثوريه الاهم في تاريخ مصر الحديث وبالفعل جاءت تمرد وشاهدت مصر تثور بطريقه حضاريه ممتده فكرتها من تفويض ثورة 19 لسعد باشا زغلول الشباب والسيدات والاطفال والشيوخ الجميع متبني للحمله وكأنها شأن يخص حياته الشخصيه كنت ممن يتسلمون اوراق الحمله بصوره مباشره من المواطنين شعرت وتأكدت انها النهايه لامحاله

فكنت اطالبهم بالنزول في الموعد المحدد وهو 30 يونيو حتي يكون هناك تأثير لحملتهم فكان ردهم سننزل ولن نعود حتي يرحل هذا الرئيس وجماعته فمصر مرت بأسواء فترات تاريخها مع هذه الجماعه الفاقده الاهليه كانت الظروف الاقتصاديه ضاغطه علي المصريين بصوره تنذر بكارثه مستقبليه لولم يتم التخلص من هذا النظام الذي كان يعتمد علي سياسة الافقار والتجويع للشعب

جاء يوم الجمعه 28 مايو ووجدنا المسيرات تنطلق بعفوائيه من الكثير من ميادين مصر في شتي محافظاتها وكانت البروفه ليوم 30 وبالفعل جاء اليوم الموعود وخرج اكبر تجمع سياسي في تاريخ البشريه قدرته بعض وكالات الانباء العالميه ما بين 28 و 33 مليون نسمه تجمعوا في محافظات مصر مطالبين برحيل الرئيس

وساهم غباء الجماعه بصوره كبيره وسوء تقديرهم للموقف واعتمادهم الاساسي علي مساندة الولايات المتحده لهم في الحكم في نجاح الموجه الثوريه الاعنف في تاريخ البلاد من حيث الملايين التي خرجت الي الشوارع ولم يعودوا حتي تم عزل مرسي وجماعته من الحكم بقرار الشعب الذي تبنته القوات المسلحه ورجال الشرطه المصريه واجهزة المخابرات المختلفه في مصر

وقف المصريين من مختلف انتمائتهم في خندق واحد اجتمع الجميع علي قرار واحد الجماعه خانت الامانه ولابد من الرحيل والمحاكمه علي جرائم كثيره ستتضح معالمها الايام القادمه نجح المصريين في استرداد ثورتهم ورفع المصري رأسه عاليا مره اخري يفتخر بوطنه ومصريته بعد عام اختطفت ثورته وصار اضحوكه بين الامم لكنه المصري حفيد الفراعنه لايعرف المستحيل فالتمرد طريقه والخلع اصبحت هوايته

مبروك لمصر عودة ثورتها ولم شمل ابنائها بعد ان حاول الفاشي مرسي وجماعته بث الفتنه والفرقه بينهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
عماد عبد الملك بولس ( 2013 / 7 / 4 - 20:08 )
شكرا سيدي علي المقال الواضح وسط نباح و نواح كثير يصف ما جري علي أنه انقلاب (بلغة غربية أو اسلامجية) و للأسف في هذا المنتدي كأنه مخترق من العملاء

شكرا لكم يا سيدي أيضا علي الربط مع ثورة 19 وهو تأصيل هام

قد رأينا التفاف الناس حول هذه الحركة بروح من وجد جذوة في ليلة باردة فنفخ فيها و غذاها حتي صارت نارا عظيمة و نورا باهرا

البديل كان ثورة دموية لا تبقي و لا تذر حمي الله منها محروسته، و كل من يتشدق بلفظ الانقلاب أشم في كلامه أمنيتين لمصر و للمصريين

إما العبودية و الذلة في قبضة عصابة الأخوان، أو الغرق في حرب أهلية و بحر دم بلا نهاية، حلها الشعب و جيشه (برغم تحفظاتنا) بكل سلام يقدر للكل

مبروك لمصر رغم أنف الحاقدين و المتآمرين

اخر الافلام

.. فرنسا: كيف نجح اليمين المتطرف بالصعود؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. هل يتداعى -السد الجمهوري- أمام اليمين المتطرف؟




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: اليمين المتطرف على أبواب السل


.. فرنسا: ماكرون -يخسر الرهان- واليمين المتطرف -على أبواب السلط




.. هولاند يدعو إلى -الواجب الحتمي- للتغلب على حزب التجمع الوطني