الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بلا جهل سيثور بلا وجل

سنان الخالدي

2013 / 7 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إن اغلب الذين يجيّرون الثورة المصرية الأخيرة و ما اسميته بـ ( تغيير التغيير ) للجيش المصري ويطلقون عليها انقلاباً عسكرياً ، فهم يتحدثون كمن يتحدث بلسان حكومة المنطقة الخضراء في العراق . معتبرين أن ما حدث في مصر هو خرق دستوري لا يمكن القبول بشرعيته ، هم نفسهم الذين يروجون لأستحالة تغيير الوضع المزري في العراق إلا عن طريق الأنتخابات ، هم نفسهم من يلح بضرورة الابقاء على الدستور العراقي المترجم من الامريكية إلى العربية ، هم نفسهم من يعتبر ان كل الثورات في العالم هي احداث فوضوية يقودها متمردون ومجرمون .
يوم امس اثبت الشعب المصري ومن خلال تجربة حكم الإخوان المسلمين ان لا بديل للدولة المدنية الوطنية ، وان لابديل للمشروع الديمقراطي الذي يساهم في بناء الاوطان والتقدم و التنمية و التطور . فبعد هذه التجربة لن يكون بمقدور أحد أن يضحك على عقول الناس بشعارات دينية بالية لاتصلح لهذا الزمان. فليس من المعقول ونحن في القرن الحادي والعشرين ان يقبل شعب ما بأي حكم يضيق على ممارسة كرة القدم ! حكم يحارب المراة ويجعل منها مجرد كيس اسود قبيح ويقدس الاشخاص دون المقدس ، حكم يتبنى امبراطوريات عائلية باسم الدين فقط . فحكومة مرسي وشبيهاتها من حكومات الاحزاب الدينية لم تقدم للناس اي انجاز حضاري او عمراني سوى التحدث باسم الله وارتداء العمامة، وتسميم عقول الناس بالخرافات والخزعبلات ، حكم يجعل من مؤيديه اذلاء خانعون مدجنون لإن يكونوا دائماً خائفين ، حكم يكفّر الفنون و الآداب و الإبداع و الحرّية ، حكم يصادر الحريات ويزاول التخدير الطقسي للعقول ، حكم يثير الفتن الطائفية ويعمل على افتعال ازمات خلاقة للفوضى والأضطراب .
وإنني و كأي حر يطمح لتغيير الحكم في العراق ، لا زلت انتظر من شعبي العظيم كسر اغلال الخوف الغير مبرر من حكم المتأسلمين الجبناء .
ثلاثة ايام فقط كانت كافية للإطاحة بهم في مصر بوجود جيش وطني مهني محايد ، فكيف لو خرجنا بالملايين على حكومة لا تملك جيشاً بأستطاعته الحفاظ على حدود ما تحكم من الأرض ؟ !!!
للحرية ثمن ، وثمنها اليوم مزيد من الصبر والتحمل على مشقة التوعية لهذا الشعب. أملنا في تغيير الوضع الراهن في العراق ملقى على عاتق شبابنا الاحرار ، وملايين خلفهم يغلي دمها مطالباً بالأقتصاص من اعداء الأنسانية . صبراً يا شعب العراق الأبي ، فلقد ذقت مرارة الاستعمار والأوبئة والفيضانات والحصار وحكم الدكتاتوريات والاحتلال ، لكنك وبرغم كل ما حدث ، ستبقى معطاءاً ولاداً للثوار الاحرار ، ثوار لا يهابون الظالمين وبطشهم ، عظماء معقود بناصيتهم الخير ، واذكر بقول الشاعر :
لا تجزعن إذا نابتك نائبة ... ولا تضيقن في خطب إذا نابـا
ما يغلق الله باباً دونَ قارعة ... إلاَّ ويـفـتحُ بالتيسير أبـوابـا ......
دوام الحال من المحال وما لحوادث الدنيا بقاءُ ، ولو خليت قلبت .
مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمن، ومع الفزع سكينة ، وإن مع العسر يسرا ، لكن يجب علينا أن نسعى جاهدين لتحقيق المنى ، وما يكون ذلك إلا بالعلم والتعليم ، فالجهل موت للضمير وذبح للحياة ، وإن المستسلمين لحالهم المظلم لا يرون إلا الضيق ولا يتحدثون إلا بالنكد ، متذمرين هاربين من اي بصيص نور يشق عتمة الدرب الطويل ، لكن الأيام دول والليالي حبالى، والذكي هو من يحول كل خسارة إلى ربح والجاهل القانط يجعل المصيبة مصيبتين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس


.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع




.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد


.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي




.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |