الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصاد اسبوع من الحقل المصري

وليد الحلبي

2013 / 7 / 4
كتابات ساخرة


ولكنه ضحك كالبكا:
بعد أن احتل الجيش النظامي السوري قلعة حلب، فر منها أبو الطيب المتنبي إلى مصر لطلب النجدة، وانضم ابن عمه أبو فراس الحمداني إلى الجيش الحر. في مصر توقع المتنبي الحصول على مساعدة الجيش المصري للتخلص من النظام الدكتاتوري في سوريا، فطلب مقابلة وزير الدفاع، فأخبروه بأن عبد الفتاح السيسي مشغول مع هيئة أركانه في تطوير اختراع جديد، حسبه المتنبي سلاحاً سرياً فتاكاً، لكي يفاجأ في اليوم التالي بإعلان قيادة الجيش المصري عن اختراعها الجديد (انقلاب عسكري ديمقراطي)، وقبل أن تقبض عليه سلطات الأمن المصرية، فر المتنبي عائداً إلى سوريا، عبر قطاع حماس (غزة سابقاً)، وقد شوهد مؤخراً مع ابن عمه أبو فراس الحمداني يقاتلان في معركة نبل والزهراء، وهو يدندن بيته الشهير:
وكم ذا بمصر من المضحكات ولكـــنه ضـحك كـالـبكـــا
شعارات وأخطاء:
دأب السياسيون، كهنة السراديب المظلمة، على إطلاق لقب (الدهماء) و (العامة) على جماهير الشعب، تلك التي تخرج إلى الشوارع بالملايين، مدفوعة بعاملين هامين: الشعارات التي ترفعها قياداتها السياسية، وجميعها لا شك نبيلة ومثالية ( مع أنه ليس في السياسة نبل ولا مثالية)، وبأخطاء فادحة ترتكبها النخبة السياسية الحاكمة. بعد إسقاط النظام الفاسد، تعود الجماهير إلى منازلها، لكي تخرج بعد فترة، مدفوعة بنفس العاملين السابقين (الشعارات النبيلة، والأخطاء الفادحة)، لكي تتمرد من جديد، فتخرج الزمرة الحاكمة من مواقعها، وتأتي بواحدة جديدة تحل محلها. هي حركة التاريخ الاجتماعي السياسي للشعوب، دائماً بين مد وجزر. (ليس في هذا الكلام أي تشكيك بما حدث في مصر يوم أمس، بل هي توارد خواطر).
رُبَّ ضارةٍ نافعةٌ:
لا يمكن إثبات نجاح أو فشل جماعة أو حزب إلا بوصوله إلى السلطة، ففشل حركة الإخوان المسلمين لم يكن ليظهر لولا وصولهم إلى حكم مصر، وربما كان من حسن طالع الشعب المصري أن وصل الإخوان إلى السلطة، ففشلوا فيها، فاستراح منهم الشعب. فالثمانين سنة التي لهث خلالها الإخوان المسلمون وراء السلطة، ووعدوا الشعب المصري بالسمن والعسل، تبخرت في سنة واحدة، ولو لم يصلوا إلى السلطة، لبقي سعيهم إليها حثيثاً، لكن الله سلم، فوصلوا إليها ، ففشلوا فيها، وربما يكون هذا إيذاناً بخروجهم، ليس من الساحة المصرية فحسب، بل على مستوى العالم الإسلامي أيضاً، لذا كتبت سابقاً وقلت: رب ضارة نافعة، فتضرر الإخوان بما قدمته أيديهم، وانتفعت مصر بتخلصها منهم. أما في سوريا، فقد سقط حزب البعث سقوطاً مشيناً في امتحان مادتي القومية والسلطة ، لكن بما أنه كان قد استولى عليها وعلى الدولة - بما فيها الجيش - عبر خمسين عاماً من الاضطهاد والقمع، فها هو يدمر البلاد والعباد، رافضاً ترك الحكم حتى ولو أفنى الشعب كله، حاملاً شعار (الأسد أو نحرق البلد)، وبالفعل، فقد وفى الجيش الطائفي بوعده، فأحرق البلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟