الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرّ نجاح الشياطين على ضلالاتهم وأباطيلهم

ناصر المعروف

2005 / 5 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


الحقيقة المجرّدة ، أن ( المتأسلمين المتطرفين ) يعرفون تماما من أين يؤكل الكتف !! وهذا باعتقادي سر نجاحاتهم المتصاعدة ، بالرغم من أنهم لا يملكون أيّة رؤية حضارية أو ثقافية أو حتى قيمة إنسانية يمكن أن تستفيد منها البلاد والعباد ، وأنّ كل ما لديهم ( دون تجني ) لا يعدو في حقيقة أمره إلا ذلك الخليط العجيب الغريب من ذلك التخلف المرّكب ، والجهل المدقع ، والتطرف المقيت !! والذي تعاقب في عقولهم وأفئدتهم عن طريق الوراثة جيلا بعد جيل !! أو أنتقل عليهم بعدوى المرض المفاجئ !! والدليل على رؤيتهم الخاوية الخالية من كل قيمة وجدوى ، هو ذلك الفشل الدائم والمستمر والمصاحب لهم سواء تبوأ أحدهم أو مجموعة منهم الولاية ولو على أمانة نقابة ( حلاقين !! ) فيقعون في العجز التام لمعالجة أبسط قضايا الناس والتخفيف من همومهم ، ناهيك عن ذكر القضايا الجسام التي يصبحون بعدها (عراة !! ) تماما أمام من أعطوهم الثقة في غفلة من الزمن ، أو خدعوا بشعاراتهم الغوغائية والتي لا تغني ولا تسمن من جوع !!
ولكن بالحق ، يقال أنهم قد وظفوا خير توظيف ، بما يخدم مصالحهم وأهدافهم الشيطانية الخبيثة ، عن طريق تكاتفهم وتعاضدهم فيما بينهم !! ولهذا بقيت وتصاعدت درجة وقوة ومنعة رياحهم ، بالرغم من فسادها وخبث طويتها !! وكذلك في المقابل نرى أن هناك رياحا قد اختفت أو كادت أن تهدأ قوة عاصفتها ، بالرغم مما تحمله هذه العاطفة من الطيبات والحسنات لاسيما في المزيد من الحريات والممارسة الديمقراطية الراقية المتحضرة ، لتكون عنوانا لنا ونحن نعيش عل عتبات القرن الحادي والعشرين !!

- نعم ، هؤلاء الإرهابيون المتطرفون يقاتلون بلا شرف ولا نبل ولا حتى أدنى أخلاق إسلامية تذكر !! وبإرهاب أسود لا مثيل له ، وجلّ ضرباتهم الإرهابية البغيضة تأتي دائما وأبدا من تحت الحزام لخصومهم !!
- نعم ، هؤلاء الإرهابيون المتطرفون ضيقوا على العباد الدنيا بما رحبت ، بقائمة طويلة ما أنزل الله بها تعالى من سلطان ، تلك المحرمات التي لا تنتهي ولا تقف عند حدّ معين ، وأصبح من النادر ( بل حتى ومن الصعب حقا ) أن ترى بالعين المجردة أو حتى عبر مجهر علمي كلمة ( حلال !! ) وهم بهذا يتجاهلون ويسخرون من عقل الإنسان الذي وهبه إليه المولى تعالى في المعرفة والتميز بين الخطأ و الصواب والحرام من الحلال !!

- نعم ، نشتم وبقوة عبر رياح هؤلاء الإرهابيون المتطرفون ، رائحة الغلو والطائفية والتطرف والحقد المقيت والكراهية البغيضة والعمل على توجه هذه الأمراض العضال نحو الآخر المختلف دونما وجه حق أو حتى ذكر سبب وجيه ومقنع ، وكذلك الدعوة المستميتة والدائمة إلى خلق تلك الأجواء من الحزن والكبت والقهر والعمل بكل عزم دون كلل أو حتى ملل على خنق كل فرحة صادقة وبريئة ونقية حتى لو صدرت وارتسمت على محيا طفل يتيم !!

- نعم ، أفسد شيوخهم ودعاتهم من الإرهابيين والمتطرفين والمغرضين الدنيا بفتاوى القتل والدمار والهلاك ( وهم يؤيدونها تارة و يتملصون عنها تارة أخرى حسب الأهواء والمصالح والأجواء والرياح المضادة لهم !!) ويفسدون بواسطتها عقول وإنسانية الشباب الصغار ( بالطبع دون أبنائهم الأعزاء وقرة أعينهم !! ) حتى تقرأ أخبار هؤلاء المغرر بهم والمفتونين بفتاويهم الدموية المنافقة في وجوه آبائهم المفجوعين لما حصل لأبنائهم وفلذات أكبادهم !! أو من خلال نواح وبكاء أمهاتهم الثكلى !!
- نعم ، هم نزعوا الشفقة والرحمة والمودة ورح التسامح من قلوب ضعفاء العقول ، وزرعوا الضد تماما !! ، مستندين ومرتكزين إلى تفاسير مشددة لرجال كانوا في تاريخهم ولعصرهم يشرعون ويفتون !! ، واعتمدوا هذا التشدد لأنفسهم ولنا دون الأخذ بالرأي العاقل والمعدل من رجال عصرنا من العلماء والحكماء وبما يتلاءم مع ضعف حالنا وقصر أيدينا !!
نعم ، اعتقدوا أنهم ملكوا الحقيقة الكاملة ، وصنفوا أنفسهم بأنهم هم وحدهم المقصودين تماما بالفرقة الناجية ، وما عداهم فهم حطب النار ووقودها ، ولا يعلمون أننا سنختار( لو خيّرنا ) ودون تردد ولو لحظة واحدة طريق الهالك والنار، إن كانوا هم بالفعل سيدخلونها !!

ولكن لعلمنا الوثيق بأن الله عادل لا يظلم أحد من جميع مخلوقاته ، فإننا سندخل الجنة بإذنه تعالى من أوسع أبوابها ، والظالمون لأنفسهم
وغيرهم من الإرهابيين والمتطرفين ومن سار في فلكهم ومن خلفهم يمدهم بالمال أو بالعتاد أو حتى بكلمة المؤيدة لم ولن يشتموا رائحتها !!
نعم ، ظلموا المرأة ، أثاروا الفتن ، ضيعوا مصالح الأمة ، أفسدوا الحياة ،
وغيره الكثير00 الكثير !!

ولكن ، الحقيقة المؤلمة كما ذكرنا من البداية أنّ سرّ نجاحهم المتواصل والمتلاحق أنّ هؤلاء الشياطين على اختلاف مللهم وأشكالهم وتوجهاتهم ، وقباحة وبشاعة طريقة حياتهم وسلوكهم ، فإنهم لا يقاتلون بعضهم بعضا ، ولا حتى يسيئون لبعضهم ولو حتى بكلمة ( سوء ) واحدة ، وخاصة إذا ما وجدوا أنّ مهمتهم الشيطانية وثقافتهم والقائمة على الدم ولا شيء غير الدم قد تتعرض للتهديد حتى لو من قبل (ملاك ) واحد بريء جاء مصادفة كعابر سبيل بينهم !!
والسؤال هنا :
-هل مطلوب منّا في الوقت الراهن أن نتحلى بمثل ما تحلى به هؤلاء الشياطين ونقتبس منهم هذه الخصلة الوحيدة التي يتحلون بها ؟! ونجعلها منهجا لنا وطريقة للتعامل المثمر والناجح مع بعضنا البعض ، وذلك على أقل تقدير لمحاربة ضلالات هؤلاء الفئة الضالة وكشفهم أمام الملأ عن ما مدى أباطيلهم وأكاذيبهم التي لا تنتهي !!
فنحن نعلم أنّ الداعين للخير والبرّ ، قولا وعملا ، وكذلك المنادين ، بالتمتع باستخدام العقل المتزن في رسم ركائز الحاضر والتخطيط للمستقبل المشرق الواعد في أجواء حرّة وصحية وسليمة وديمقراطية ، هم وحدهم من يقع بينهم الاختلاف !!

باختصار نقول : أنّ سرّ نجاح الشياطين ( على ضلالاتهم وأباطيلهم ) !!
أنهم بالرغم من أجوائهم المرضية نجدهم متفقون فيما بينهم !! ونحن في ظل أجواء الحرية والديمقراطية مختلفون !!
فكيف باستطاعتنا أن نحل هذه الإشكالية المستعصية ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرق الأوكراني في قبضة روسيا.. الجيش الأوكراني يواجه وضعا -


.. رأس السنوار مقابل رفح.. هل تملك أميركا ما يحتاجه نتنياهو؟




.. مذكرة تعاون بين العراق وسوريا لأمن الحدود ومكافحة المخدرات


.. رئيس الوزراء الأردني: نرفض بشكل كامل توسيع أي عمليات عسكرية




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام تنفذ سلسلة عمليات نوعية في جبالي