الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر تصحح مسار الربيع

أحمد التاوتي

2013 / 7 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أعتقد بأنه التدشين الخلاق للمرحلة الثانية من الربيع العربي التي سوف تعم المنطقة كلها بحول الوعي و حكمته.. و هي تتميز عن المرحلة الأولى بثلاث خصائص:

- لا تتحكم فيها دول المصالح الكبرى ، و لكنها صرف الإرادة الشعبية. و لقد عاينا جميعا الاضطراب الأمريكي إزاء اللامتوقع المصري الساحر و القوة الشعبية الناعمة التي صفعت مراصدهم الاستكشافية في 25 يناير 2011 و لم تكد تستفق من الدهشة إلا و هي تدير خدها الأيسر لتقبل الصفعة الثانية في 30 يونيو الأخير.

- تتمنع عن المنبعثين من التاريخ، و لا يركب موجتها المختطفون من عهد العصابة.، بل يقودها شباب ناهد إلى المستقبل، شعاره تمرد، لان دساتير ما بعد القطائع الاجتماعية الشاملة تتأسس على النفي و النقيض، أو في اخف الحالات على المختلف تماما.

- تتعقل جيدا المضمون الحقيقي للديمقراطية كتقاطع لطموح الشعوب مع مقتضيات منظومة العصر الحقوقية و الأخلاقية، بدلا من استخدامه الرخيص كتقاطع لحجم سرقة عقول البسطاء مع الصناديق.

مصر إذن، تقوم الربيع الأمريكي و تقيمه على رجليه ربيعا عربيا خالصا... و إزاء هذا:

أمريكا تدور مع مصالحها.. إسرائيل تبحث عن ضماناتها الأمنية..

أما أوربا فإنها تريد أن تفهم..، و تبث قلقها عن الديمقراطية.. بيد أنها لن تفهم شيئا إذا بقيت تحاكم العالم العربي كما لو كانت شعوبه كلها قد استوت على جودي الرشد الإنساني الحديث.

هل فهمت أوربا بان الإسلام السياسي بالوطن العربي هو النظير المطابق فكرا و هدفا و سلوكا للطوائف الدينية المحظورة سياسيا، مدنيا و اجتماعيا و المطاردة عندها؟ هل تعرف بان عدم تمكننا طوال القرنين الأخيرين من التحكم في تراثنا المتحكم فينا من الوريد إلى الوريد جعلنا نختلف عنهم في الأولويات ؟

لو قلبنا الصورة، و أصبحت الطوائف الدينية المحظورة سياسيا، مدنيا و اجتماعيا في أوربا لها اعتماد كأحزاب سياسية و كانت الشعوب الأوربية تؤمن فرضا بان ما تقترحه تلك الطوائف تشريعا من "السماء"..، هل يكون في هذه الحالة من أولويات الدولة الاهتمام بديكور البيت الذي لم تفصل غرفه بعد؟

مصر تدشن الآن هذه المرحلة الثانية ، و مهمتها الأساس هي إعطاء المثال لباقي دول الربيع من جهة، و من جهة أخرى تلقين الدول الغربية دروسا في كيفية اختصار قرون من الحروب و الدمار خبرها الغرب جيدا، إلى مجرد ساعات من الوهج الإنساني الحي المتدفق الجارف كحالة عبور جماعي من عصر إلى عصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل