الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الاخْوَنة والدَعْوَنة

سليم سوزه

2013 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لا فرق بين اخْوَنَة المجتمع التي عمل عليها تيار الاخوان المسلمين في مصر او دَعْوَنَته على يد حزب الدعوة الاسلامية في العراق
الاثنان مع فارق المذهب التزما "اسلاماً سياسياً" فرش سجادته وقبلته وفهمه للدين على بقية تيارات المجتمع سواء في مصر ام في العراق

ليست مشكلتنا مع الاسلام بل مع حَمَلَته، فدستورنا في العراق دستور مدني متسامح لا يحتكم للحكم الاسلامي كما في النموذج الايراني او السعودي، لكن العاملين على هذا الدستور ممَّن هم الان في السلطة يحكمون البلد بتديّنهم لا بدستورنا. وهنا مبعث الانتقاد. الدستور نص وتفسيره يعود بنا الى التأويل لطالما كانت مشكلتنا في التأويل

كنت اعتقد بامكانية مزج اسلام معتدل مع ليبرالية متسامحة كما فعلها الحزب الديمقراطي المسيحي في المانيا، واعتقدت ايضاً بامكانية حكم العراق بهكذا تهجين ايجابي لطالما احتوى العراق تيارات وافكار متصارعة فيما بينها، يكون الاسلام مأوىً وحاوياً لها جميعها، حتى انني وصفت نفسي ذات مرة "بالاسلامي الهوى، الليبرالي الميول". كان هذا قبل تسعة اعوام، وتحديداً حينما تناقشنا انا والماركسي الطيب الذكر الذي قرّر ترك الكتابة منذ زمن، الدكتور عبدالعالي الحراك، من على صفحات موقع الحوار المتمدن

اليوم اعلنها صراحةً واغيّر قناعاتي بشكل صريح، لا يمكن حكم العراق بالنظام الاسلامي
العراق بلد مركّب من عدد من الطوائف والقوميات والاديان موغلة في الاختلاف وعميقة في ابتعادها عن بعض. حكم العراق اسلامياً يعني بالضرورة حكماً شيعياً او سنياً، والاثنان يتنازعان بل يقاتلان بعضهما من اربعة عشر قرناً على التفسير والتأويل، فكيف اذا دخلت "السلطة" حيّز معركتهم المشتعلة هذه؟

جرّبنا ابناء السماء عشرة اعوام بعد سقوط البعث، ولم نرَ سوى التفخيخ والتفجير والفشل والتراجع على كافة الاصعدة مع انها ليست مناسبة لاستعراض الاسباب ومَن بدأ هذه الحرب
دعنا نجرّب ابناء الارض. دعنا نجرّب تياراً ليبرالياً يؤمن بالدين كحالة عصرية وايجابية ينتعش فيها التنوّع والتعدّدية
وحدها الليبرالية تستطيع ان تجمعنا تحت قبة وطن جميل ومتسامح، في حين اسلامنا الشيعي والسني يُشظّينا طرائق قددا

لسنا اقل طاقةً من المصريين ولسنا بأجبنهم، لكننا بحاجة الى ذلك الحجر المُحرِّك لبركتنا الجامدة
حكم البلد باسم الله يُعرّينا جميعاً، يسلبنا سلاح المعارضة، يصادرنا خيار الانتقاد والاعتراض على السلطة، لاننا امام نص ولا اجتهاد مقابل النص
ما اهمية الديمقراطية اذا كانت حاكمة بأمر الله؟ ما قيمة الانتخاب اذا كان الله انتخبهم قبلنا؟
اذا سَبَقَنا النص في الاختيار ما علينا سوى الطاعة، فكيف سنبني مجتمعاً ديمقراطياً حرّاً في هكذا مناخ؟

ثمّة افق مجهول يطوينا جميعاً ولا عزاء لمَن تخلّف عن بناء قدره بيده وصناعة مستقبله بنفسه
مقوّمات التغيير جاهزة والوعي العراقي على اشدّه ولسنا بحاجة سوى الى القدرة على التحريك وافتعال اللحظة، فمَن ذا يا ترى يصلح ان يكون محمود بدر العراق؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش