الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبدع .. وسرير الوظيفة

ليث فائز الايوبي

2013 / 7 / 5
الادب والفن


المبدع .. وسرير الوظيفة

ليث فائز الايوبي

هل على المبدع ان يواصل النوم في سرير الوظيفة ؟
مجبرا نفسه على الاصغاء لشخير من يشاطرونه النوم على ذات السرير ..؟
خصوصا ... اذا كان هذا ( المخدع الرسمي ) معني بالثقافة وشؤونها ..
هنا يكون المأزق مضاعفا ..!

هل على المبدع ان يتنازل عن حريته وحلمه ونرجسيته وتمرده وجنونه .. مقابل حيازة رضا وترحيب ( العرف العام ) ؟
ان يرغم نفسه على الرضوخ لأوامر الحضور والانصراف بطريقة آلية بائسة , لا تختلف بتاتا عن سلوك السجناء , وهم يتدافعون لاجراء تعدادهم الصباحي بمنتهى الاذعان ...
دون أي شعور بالسخط وعدم الراحة او انتهاك للخصوصية , لتنفيذ انظمة ولوائح ( المعتقل ) بمعناه الوجودي .. لا اكثر !
هذه اللوائح التي من الممكن خرقها في الخفاء بسهولة , تجنبا لاثارة السخط والاستهجان او درءا للشبهات .. ليس الا ..!
مفتقرا لوجود تشريعات قانونية تحمي خصوصيته وتتيح له طلب التفرغ الادبي كما هو معمول به في كل دول العالم المتمدن , والخروج من هذه الدوامة , ضامنا حماية الدولة له .. لا مناصبته العداء كما يحصل حاليا .. والتعامل معه بريبة وتحسس ..
هل على المبدع ان يسعى الى التأقلم – خلافا لرغبته – في مزاولة اعمال ادارية مشاعة ( للتظاهر بمزاولة العمل لا اكثر) لا تلائم ميوله ولا خبرته ومزاحمة اجساد اناس بلا عمل ولا رؤية ولا خيال ولا طموحات ..؟
لمجرد ان يجنب نفسه المتاعب ومضايقات المحيط واتقاء اللاوامر الادارية الجائرة والاساليب المجحفة بالنفي والتهميش , اما اذا كان رافضا الانخراط في اتون هذه البطانات المتكلسة , مترفعا عن العدو في مضمارها المغلق ومنتقدا اداءها في كتاباته فان المحنة قد تتضاعف ..!
نتساءل ..هل على هذا المبدع ان يخطب ود هذه الثلة من الشغيلة الفائضة , ليأمن له حيزا للبقاء في حظيرة المؤسسة , محشورا بين اجساد اقل ما توصف به انها متهالكة لا شغل لها سوى ممارسة النميمة والضغينة , وتبادل عمليتي الشهيق والزفير , بطريقة آلية مضحكة طيلة ساعات من الفراغ والخواء , والتطلع بسعادة لا توصف لأناملها المتيبسة مرمية بلا جدوى على الطاولات ..؟!
لقد عجزت كل مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة وشؤونها, ان تحتوي هذا الكائن الساخط على كل اصنام الترهل والشللية والبيرقراطية والجهل والفساد .. وليتها تركته وشأنه يمارس حريته بدلا من زجه في قفص الروتين الوظيفي الخانق , لا لشيء الا لتجريده من فداحة الاحساس بالتفرد وتحويله الى ذرات غبار مرمية بلا جدوى على تلال هائلة من الانقاض ..!
في الواقع ان العمل في المؤسسة الثقافية , يحتم على المبدع الحقيقي والمستقل , ان يضع مسافة كافية بينه وبين من يسعى للهيمنة عليه وعلى رؤيته وفكره وخياله , وجعله كائنا ذيليا , فاقدا للوعي وماء الوجه , شأنه شأن العشرات ممن على هذه الشاكلة من الملفقين والمحسوبين على النخبة مع الاسف ممن يسيؤون لصورة المبدع الحقيقي , اعني ممن يتسيدون المشهد الرسمي للثقافة , على اعتبار ان من يخطب ود رجال السلطة وتابعيهم سيوفر له ولا شك حيزا للبقاء في بقعة الضؤ الكاذب ..!
الا يعد تكليف المبدع بممارسة وظيفة الجلوس بين اربعة جدران , بلا أي عمل ثقافي منتج , او ارغامه على المشاركة في اعمال ارتجالية ملفقة .. انتهاكا لخصوصيته وهدرا لطاقته الابداعية ونيلا من موهبته .
الا يعد التنكيل بالمبدع المستقل في دائرته ومحاربته بشتى الذرائع والاساليب الادارية الخسيسة , مصادرة للحريات واستهتار بقيم المواطنة وقمع وانتهاك لحقوق الانسان .
هل على هذا المبدع , ان يصبح بيضة فاسدة في حقول دواجن هذه المؤسسة المتلكئة او تلك , ليرضى عنه الطارئون واصحاب المعاطف الثقيلة ؟.
انها محنة .. واية محنة , عندما يحاصر المبدع , ايا كان اختصاصه في عقر داره , ويغدو نتيجة ( الجهل العام ) والقوانين الادارية المتكلسة ( غريب الوجه واليد واللسان ) ..!
مؤكدين وبيقين تام .. ان ليس ثمة قوة على وجه الارض قادرة على جعله راضخا أو ان يكون جليسا للاقداح الفارغة في ماخور ( النظافة ) ..!
خصوصا عندما يفقد الموصوف أي صلة بالوصف ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب