الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرح المقهورين

عمار الجنابي
(Amaar Abed Salman)

2013 / 7 / 5
الادب والفن


تسمية أطلقها المسرحي البرازيلي ( أوجستو بوال 1931- ) على تجربته في دول أمريكا اللاتينية متبنيا فكرة المسرح السياسي باعتبار أن كل نشاط أنساني هو سياسي بحد ذاته مما انعكس ذلك على مسرحه التحريضي الذي انتشر في دول العالم الثالث .
تأثر اوجستو بوال بالأفكار الثورية كنتاج لفن ما بعد الكولونيالية " فعمد إلى الاستفادة من المنجز الفكري لباولو فرايري-;--;- حول تعليم المقهورين في رسم ملامح جديدة لمسرح ثوري يخرج عن معادلة الممثل والمتفرج كما يقدمها النموذج الغربي الذي يعمل برأي بوال على الحد من حافز التغيير الاجتماعي عند الممثل والجمهور على سواء "(1).
عًدً بوال المسرح لغة في خدمة الفقراء والمقهورين للتعبير عن ذاتهم واكتشاف أفكارهم وتحويلهم إلى مشاركين ايجابيين في الحدث الدرامي مبتعدا ابتعادا جذريا عن نظريتي أرسطو وبريخت وكما يقول بوال ففي نظرية أرسطو " يسلم المتفرج نفسه إلى الشخصية الدرامية بحيث تقوم هذه الشخصية بأداء الفعل والفكر بالنيابة عنه – أما نظرية بريخت فان المتفرج يسلم نفسه أيضا للشخصية الدرامية لتقوم بأداء الفعل بالنيابة عنه ولكن المتفرج يحتفظ لنفسه بحق التفكير وغالبا ما يكون هذا التفكير متعارضا مع فكر الشخصية الدرامية " (2) في حين هدف بوال من مسرحه ترك المتفرجين يعبرون عن أفكارهم ليكتشفوا مدركات جديدة في أطروحاتهم في منظومة دائرة وعيهم ساعيا إلى هدفه من تجربته المسرحية مشاركة المتفرج حيث " يقوم بنفسه بدور البطولة فيغير من مجرى الحدث الدرامي ويقترح الحلول ويناقش احتمالات التغيير على المستوى الإنساني والاجتماعي والسياسي " (3) باعتبار مسرحه يبني متفرجا ثائرا يمهد لثورة وليس فنا للتسلية بل سلاحا يحمله ويستخدمه في قضيته .
فعمل مسرح المقهورين تهدف إلى تحرير المتفرج حيث " لا يترك المتفرج الفرصة للممثل أن يفكر نيابة عنه وإنما يحرر المتفرج ذاته ويفكر لنفسه ثم يتحرك بنفسه لترجمة الفكر إلى فعل ففي هذه النظرية يصبح المسرح هو الفعل بالمعنى المادي والحقيقي " (4) .
يعتمد مسرح المقهورين في عروضه-;- على مبدأ المشهد القصير الذي يتناول حادثة ما تهم المتفرجين أو واقعة ما تشكل نقطة انطلاق العرض الذي يتطور بمقتضي ردود أفعال الحاضرين مما يجعل العرض مكانا للنقاش والحوار مما تطلب ذلك وجود شخصية الجوكر التي تدير العرض والسجال والمناقشة مابين الممثلين والمتفرجين والتي " استوحاها بوال من مدير اللعبة Meneur de jeu في مسرح القرون الوسطى , والجوكر هو شخصية متغيرة يمكن أن تلعب أدوارا مختلفة ووظيفتها في العرض هي تحريض النقاش وتعديل مسار اللعبة حسب ردود الأفعال وحسب المستجدات بالإضافة إلى القدرة على تغيير المعطيات للإفلات من الرقابة " (1).
يتطلب التمثيل في مسرح المقهورين ممثلا مدربا تدريبا عاليا خصوصية العروض الذي يمتاز بالطابع الارتجالي بالأداء والتجاوب مع المسار الذي يأخذ العرض مسارا غير متوقع لذلك اوجد بوال مجموعة من التمارين الخاصة لإعداد الممثل تتيح له اكتساب مهارات ونذكر منها " تمرين المرآة وهو تمرين صامت إيمائي بصري يقوم على وجود مجموعتين مع الجوكر تؤدي المجموعة الأولى حركة تعكسها المجموعة الثانية كما لو كانت مرآة لها... تمرين تقليد الدمى أو الحيوانات أو مهنة معينة " (2) .
وقد تنوعت تمارين إعداد الممثل عن بوال منها تمارين لتقوية التركيز والسيطرة على الجسد كما في تمرين ( التقاطع والدائرة ) حيث " يطلب من المشاركين رسم دائرة بقدمهم اليمنى ويستمرون في ذلك لدقيقة ثم يطلب منهم أن يكتبوا أسماءهم بيدهم اليمنى مع الاستمرار في رسم الدائرة بقدمهم اليمنى "(1) في البداية يجد الممثل صعوبة في التركيز على تنفيذ ذلك التمرين ولكن مع تكرار التمرين يكون أكثر تركيزا في السيطرة على حركة اليد والأرجل في نفس الوقت .
ولإعداد جسد الممثل يوجد تمرين يخص الجانب التخيلي والعضلي وهدفه معرفة الممثل عملية تمدد وانكماش العضلة حيث " ينحنون ويلتقطون أي شيء من الأرض , يؤدي الممثلون هذا التمرين ببطء حيث يحاولون الشعور بكل عضلة تدخل في هذه الحركات , يكرر الممثلون التمرين ولكنهم في هذه المرة لا يلتقطون شيئا من الأرض بل يتخيلون ذلك , يحاول الممثلون أثناء ذلك تذكر التمددات والانكماشات التي حدثت في العضلة أثناء العملية السابقة " (2).
وتمارين تخص تنمية الجانب الحسي والعضلي وتقوية الذاكرة لدى الممثل كما في الملحق رقم (4)-;- .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة