الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين مؤسسات الدولة السودانية ؟

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


التخويف الذي يتم اليوم من الأحداث في مصر هو لا أساس له من الواقعية ، فما يحدث في مصر هو صحي جداً ، وواقعي جداً ، لكونها في خضم ثورة مستمرة ، وماحدث من إستعجال لإجراء إنتخابات ، وماحدث من إستعجال من قبل الحكومة المتخبة من تعديلات دستورية ، ومحاولة التمكين لجماعة الأخوان مقابل الوطن ، والتدخل في شأن السلطة القضائية ومحاولة تسييسها والسيطرة عليها ، وتقريب الجماعات الإسلامية من السلطة ، وأخونة المؤسسات المدنية ، واخونة الدولة ، وتفصيل القوانين على مقاس جماعة الأخوان ، الخ ... من الأشياء التي كان يراقبها الشعب وهو في حالة سيطرة كاملة لنفسه حتى فاض الكيل ، ودعت قوى المعارضة جموع الشعب للتعبير عن رفضها لهذه السياسات يوم الثلاثين من يونيو ، ولكن حتى هذا التعبير الديمقراطي تم رفضه من قبل الأخوان و أخرجوا كل مؤيديهم في جمعة لا للعنف والتي كانت إستباقاً لخروج المعارضة ومحاولة عكس صورة سيئة عن قوى المعارضة بالترويج عن عنف سيحدث يوم 30 ، وكانت جمعة لا للعنف الأخوانية هي القشة التي قصمت ظهر الأخوان ، فالشعب لم يكن يريد العنف ، بل كان يريد إحتجاجاً سلمياً ولكن هؤلاء هم الأخوان وهذه هي أفعالهم ، فالعقلية الأخوانية لم تتغير ولن تتغير أبد الدهر ، ولكن هاهي نهايتهم سُطرت بحبر الشعب ، وكان هذا السقوط متوقعاً ولكن لم نكن نتوقعه بهذه السرعة ..!!
ماحدث من بيان مرتب وجيد من قبل المؤسسة العسكرية وتحديد موقفها بدقة من العملية الديمقراطية والقيام بواجبها تجاه حماية الدولة ، وإعادة النائب العام لمنصبه بعد أن أقاله الأخوان ، في تقديرنا هو فعل مؤسس يصب في صالح إستقرار مؤسسات الدولة وعدم تداخلها ، ولولا وجود مؤسسات مستقلة موروثة في الدولة المصرية ، على الرغم من المحاولات التي كانت تتم لترويضها لكن الشعب المصري حافظ على بقاء مؤسساته وهذه كانت الضمانة الوحيدة للحفاظ على الدولة المصرية اليوم ..!!

وهذا بالضبط ما نفتقده نحن هنا في السودان ( المؤسسات المستقلة ) فكل السلطات اليوم هي تحت يد الحزب الحاكم ، السلطة القضائية والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ، وحتى المؤسسة العسكرية هي تماماً تحت عباءة الحزب الحاكم ، وهنا تكمن خطورة التغيير ، لأن فك إرتباط هذه المؤسسات من الحزب الحاكم سيحتاج لجهد كبير وعملية إنتقالية معقدة ، لا نستبعد أن تكون أحد مراحلها عنيف جداً ، رغم العنف الموجود أساساً والذي تعبر عنه الحركات المسلحة ، ولكن نحن هنا نشير للعنف الداخلي ، و حتى تكون هناك دولة سودانية بالضرورة يجب أن تكون هناك مؤسسات مستقلة وغير تابعة للحزب الحاكم كما هو حاصل اليوم ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة