الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمصلحة من يتم تجاهل تاريخ الشيوعيين العراقيين ؟

رشيد كرمه

2005 / 5 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نقطة ضوء القسم الأول
تأريخ الحزب الشيوعي تأريخ ٌُ مشرف وشهداء الحزب هم أول من كتب تاريخ العراق , وتجاهل الشيوعيون يعني تجاهل الحركة الديمقراطية , فلمصلحة من يجري هذا ؟

لاشك أن المرارة التي شعر بها التيار الديمقراطي العراقي بعد فرز الاصوات ( أي انتخابات الجمعية الوطنية العراقية في الثلاثين من كانون الثاني عام 2005 )لازالت علقما ًفي أفواه جميع الحريصين على مستقبل الديمقراطية في الوطن.
ولعل من المفيد دراسة ما آل اليه هذا التيار الذي كنا نحسبه متجذراً في وجدان الشعب العراقي وهنا لابد من التنويه من أن هناك تقصيرا واضحا من جميع فصائل التنظيمات الديمقراطية سواء القديمة التكوين أو الحديثة العهد ولا يُستثنى من هذا التقصير كل مؤمن ٍ بالديمقراطية تحت هذا المبرر أو ذاك أو بحجة ان الكثيرين لم ينتظموا داخل صفوف هذة التجمعات السياسية المهمة وليس التيار اليساري ومنه الحزب الشيوعي بمعزل من هذا التقصير أيضاً .ومن مفارقات ما إستجد على الساحة العراقية وعلى مدى فترة تسلط الدكتاتورية البعثية لأكثر من ثلاثين عاما أن أُتهم الحزب الشيوعي العراقي بتأسيس منظمات و إتحادات وتجمعات ديمقراطية ( وجميعها تشكل في خارج العراق ) وتعمل كواجهات للحزب وعلى سبيل المثال لا الحصر ( التجمع الديمقراطي العراقي ) وهناك الكثير من هذه التنظيمات وتحت مسميات عدة أوضحت الأحداث بشكل وآخر بطلان هذه الآتهامات ولعل مؤشر الوضع الراهن مايدحض التخرصات التي اثبت الواقع انها كانت تصب في خدمة معاداة الحزب الشيوعي من جهة و هذه التنظيمات الفكرية السياسية الإجتماعية من جهة أخرى .
ولذا أهيب بالرفاق ممن عاصروا تشكيل هذه التجمعات والإتحادات ان يباشروا بتدوين تأريخ ما إستحدث في وضع سياسي عصيب تكالب فيه الدكتاتوريون والفاشيون والرجعيون داخل الوطن وخارجه, ليطلع عليها من تهمه مسألة الديمقراطية أولاً , ولتبرهن للساسة الجدد ان الديمقراطيين العراقيين لهم تأريخ حافل بالنضال ضد الظلم . ولعل التاريخ سينصف شهداء الحركة الديمقراطية آجلاً أم عاجلاً .
ولكوني كنت من الرعيل الأول للتجمع الديمقراطي العراقي ومثلت التنظيم في أكثر من ساحة وموقع ودعيت الى أكثر من مؤتمر وحضرت مؤتمر للمعارضة العراقية ضمن وفد التجمع في لندن بصحبة الراحل ( صالح دكَله ) الأمين العام وعدد من الرائعين الذين لازالوا يغذون الحركة بالزاد الوفير والناضج ومنهم الدكتور عبد الخالق حسين والرفيق المثابر هادي رجب الحافظ, أجد لزاماً علي الكتابة عن جزء بسيط من تأريخ التجمع الديمقراطي على أمل العودة والكتابة بشكل مفصل عن الحركة الديمقراطية بشكل عام وبشئ من التفصيل في هذا الوقت المهم والخطير في آن معاً وأُحذر من مغبة الإخلال بالعمل الديمقراطي ونحن في بداية عهد جديد لم يألف فيه شعبنا الديمقراطية وأوكد هنا ان لامجال لأحد من إلغاء دور الشيوعيين والتأريخ الوطني الذي يزخر به فهو تأريخ مشرف كُتب بدماء مئات الآف من الشهداء شغيلة العراق من مختلف الإختصاصات ومن مختلف الديانات ومن الذكور والأُناث وعلى مختلف العصور .
ولقد حاول البعض ومنذ نشأة الحزب في الثلاثينيات من القرن العشرين تصفية الحزب الشيوعي باستخدام كل الوسائل وآخرها المحاولة البائسة ( فعلا ً) التي قادها وراهن عليها الدكتاتور صدام حسين وحزبه الفاشي ومن وراءه أمراء النفط وكل أولياء الله وأعداء الشيوعية وقد جند لها كل شئ ووظف لها كل شئ والنتيجة أن عاد الشيوعيون لبناء العراق وفق سياسة ومنطق جديد يتلائم مع المرحلة وهذا ليس عيباً , وإذا ما أراد أحدا من مجادلة الحزب فعليه ان يعتمد المحاججة داخل الحزب ووفق المنطق الديمقراطي ولا أعتقد بان أحدا من قيادي الحزب ينفي ما أخطأ به الحزب هنا وهناك .لذلك على الجميع ان يقرأ تاريخ الحزب الشيوعي لأنه تاريخ العراق وعندما يذكر السيد ابراهيم الجعفري شهداء الحركة الإسلامية والكردية عليه أن يذكر شهداء الحركة الشيوعية لأنهم أول من دافع عن حرية الرأي ومن يشك في ذلك عليه مراجعة سجلات الأنظمة الدكتاتورية على مر العهود .
لقد تعمد السيد حاجم الحسني الذي يرأس البرلمان العراقي عدم ذكر دور الشهداء الشيوعيين في إحدى جلسات الجمعية الوطنية ولم يعترض عليه ( أبو داود ) وكان عليه أن يحتج ولو بالوقوف ورفع اليد. واليوم يعود رئيس وزراء العراق الديمقراطي ورئيس حزب الدعوة الإسلامي إبراهيم الجعفري بتكرار ذلك . والسؤال : أهي مصادفة ؟ أم توافق في الأفكار ؟ ومهما يكن فان ألغاء دور الحزب الشيوعي وتأريخه هو إلغاء لدور أجيال من الثوار ممن إستعصوا على الدكتاتورية ومن هنا لا بد من إحتجاج وبالطريقة المناسبة وعلى الجميع ممن تعز عليه الديمقراطية في العراق الأنتباه الى هذه الأمور المهمة لأن ألأ شياء الصغيرة تتراكم وتكبر ومن الصعب حلها ,
وإذا كانت حركة التيار الديمقراطي تواجه عراقيل وصعوبات في الوقت الراهن فان خبرة وتجربة الحركة كفيلة بتذليل كل ما يعترض سبيل تطويرها , وبالحركة ِ بركة ُُكما تقول الحكمة الشعبية .

نبذة تأريخية عن التجمع الديمقراطي العراقي :
ظهرت فكرة توحيد الجماعات الديمقراطية في وقت مبكر على ظهور التجمع الديمقراطي العراقي, فلقد وجدت في اواخر السبعينات ثلاثة منظمات ديمقراطية هي
حزب العمل العراقي.......و إتحاد الديمقراطيين العراقيين........و حركة الطليعة الديمقراطية ومن خلال الإتصالات فيما بينها والحوارات واللقاءات بدأت هذه المنظمات تقتنع أكثر فأكثر بأن ثمة مايقربها بعضها للبعض الآخر وان أهدافاًمتماثلة وقواسم مشتركةتجمعها فسلكت طريق التعاون فيما بينها والقيام بفعاليات مشتركة, أقنعتها في آخر المطاف بضرورة الإندماج في منظمة ديمقراطية موحدة قادرة على أن تلعب دورا ً أكثر نفعاً في إطار الحركة السياسية العراقية المعارضة لنظام البعث الحاكم وذلك جنباً الى جنب مع كل قوى وأحزاب المعارضة العراقية الأخرى .
وبالأرتباط بنهج الحكم القمعي الدموي في بغداد وممارسته كل أشكال البطش ضد المعارضة وضد أبناء الشعب العراقي, ونتيجة لأنحسار أية إمكانية للعمل السياسي السلمي وللمعارضة المشروعة ونتيجة لشن النظام حربه ضد إيران في أيلول عام 1980 وتكريسه أساليب الحكم العسكريةالبوليسية تبنت الفصائل الثلاثة شأنها شأن بعض قوى وأحزاب المعارضة الأخرى أسلوب الكفاح المسلح كوسيلة للأطاحة بالنظام الدكتاتوري الفاشي وطالبت بوقف الحرب مع إيران .
في آذار عام 1983 نضجت الشروط نحو قيام خطوة توحيدية هامة بين الفصائل الثلاثة , حزب العمل العراقي, إتحاد الديمقراطيين, وحركة الطليعة الديمقراطية .فأجتمعت قيادات الفصائل الثلاثة مع عدد من الشخصيات الديمقراطية المستقلة وأصدروا في 10 آذار عام 1983 ( نداء ) الى سائر الديمقراطيين والتقدميين يدعونهم للعمل من أجل وحدة جميع قوى التيار الديمقراطي في منظمة موحدة .
وطرح النداء مهمة الإطاحة بالنظام الدكتاتوري كمهمة رئيسية فضلا ً عن طرحه لمهمات نضالية كميثاق للعمل جوهره إقامة نظام برلماني وديمقراطي على أنقاض الدكتاتورية يضمن الحريات العامة والفردية للمواطنين ويأخذ بالنظام البرلماني الدستوري ويحترم حقوق الإنسان

[email protected] 4 may2005 sweden












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA