الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقلاب شعبي

خالد غميرو

2013 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


انقلاب شعبي
اليوم في مصر درس جديد عنوانه "انقلاب الشعب" تدخل به مصر التاريخ من أوسع الأبواب، وربما قد تكون حطمت كل الأرقام وكل التوقعات، فعندما ترى كل هذه الحشود تنزل إلى الشارع لتطيح برئيس منتخب كانت "تعترف" إلى حد ما أنه أنتخب ديمقراطيا فقط منذ سنة، فذلك يعني أن الفئات الشعبية المتطلعة لتغيير أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية تكون جد حساسة ومستشعرة لأي خطر قد يهدد طموحاتها وانتظاراتها، ما حدث هو اعتراف و إعلان ضمني بأن "الديمقراطية السياسية" ليس الهدف منها تحقيق طموحات التغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، بل الهدف منها بالدرجة الأولى هو الوصول إلى السلطة فقط لا غير دون أي تغيير عميق لبنية الدولة و المجتمع، و استعمال هذه الديمقراطية نفسها للبقاء قي السلطة. وهذا ما أراده الإخوان المسلمين و امتداداتهم في مصر وفي كل بلدان الشرق الأوسط و المغربي العربي، و الذي يريده كل الطامحين إلى السلطة و الحكم لأجل الحفاظ على مصالح الاقتصاد الرأسمالي الغربي الأورو أمريكي المهيمن على ثروات ومصير بلدان "العالم الثالث" السياسي والاقتصادي، فعندما تقول الولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا أنها تدعم بناء الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في هذه البلدان كأنها تستغبي مجتمعاتنا وتتحايل على شعوبها, فكيف هم يدعمون بناء "الديمقراطية" وفي نفس الوقت هم من دعموا الأنظمة الاستبدادية و اعترفوا بها وساعدوها طيلة عقود لتستمر في السلطة، وهم من خلقوا ودعموا الحركات الأصولية لتواجه الحركات و الأفكار التحررية التي كانت تريد القطع مع الاستعمار والهيمنة الرأسمالية على بلدانها التي لا زالت مستمرة وبصور أبشع.
الأكيد أن إرادة التغيير الاجتماعي والاقتصادي حاضرة لدا العديد من الفئات في المجتمع المصري حاليا، وليس المسألة فقط مسألة صراع على السلطة بين الجيش والإخوان والاتجاهات السياسية الأخرى، لأن ما حصل في 30 يونيو يثبت إلا حد كبير وجود تلك الإرادة، لكن رغم ذلك لا يمكن أن نسمي ما حصل في مصر "ثورة صافية الإرادة والوعي" لأنه لازال عليها أن تثبت ذلك عن طريق نقد الهيمنة الرأسمالية وتدخل الولايات المتحدة و أوروبا في سياستها الداخلية للحفاظ على مصالحها، وأن تسير في اتجاه القطع معها ومطالبة الشعب المصري بتقرير مصيره واستقلاله السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ليستطيع بناء مجتمعه المستقل ودولته التي تلبي حاجات المجتمع وتضمن استقراره واستقلاله، رغم أن هذا الاتجاه لا يجب أن تسير فيه مصر بمفردها، بل كل بلدان وشعوب المنطقة التي تعاني من أنظمة الهيمنة الاقتصادية والسياسية الرأسمالية، لأن الرأسمالية العالمية التي تمثلها الشركات المتعددة الجنسيات والأبناك ، لن تسمح بأن تتخلخل موازين قوى ضدها بسهولة وستعمل على عزل كل البلدان التي تحاول إنهاء هيمنتها أو على الأقل التصدي لها.
ما بدء في مصر يوم 25 يناير 2011 و استمر في 30 يونيو 2013 هو فرصة تاريخية يجب ان تلتقطها كل الشعوب، وكل الحركات السياسية والاجتماعية المناهضة للهيمنة والاستعمار الرأسمالي، لتحقق استقلالها وتبني ديمقراطيتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، للدفع بهذه الانتفاضات لتتطور إلى أكثر من "انقلابات شعبية" لتصبح نهضة وثورات حقيقة تعرف مسارها جيدا عن وعي، وتفرض تغييرا جذريا للبنيات العميقة للمجتمعات والشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن