الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو لجنة تنسيق لقوى التيار الديمقراطي العراقي

محمد جميل

2005 / 5 / 5
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لم يكن من السهل تصور حجم اثار الضربات التي كالها النظام الدكتاتوري المقبور لقوى ومثل الديمقراطية في العراق,صحيح ان الدكتاتورية هي العدو اللدود لاي شكل من اشكال الديمقراطية,وصحيح ان النظام الدكتاتوري البائد قد مارس اشد انواع التنكيل بكل القوى التي لم تدن بالولاء المطلق لشخص الدكتاتور ونظامه العفلقي القومي الساقط سواء كانت احزاب او تجمعات اوتنظيمات اهلية ,عربية او كردية او غيرها من مكونات الشعب العراقي, وكذلك امتداد فترة حكم النظام المقبور الى حوالي الخمسة وثلاثين عاما,وهي فترة طويلة بمقاييس السياسة,حيث عمل خلالها النظام المقبور على فرض ثقافته,ان كان له غير ثقافة الرعب,على المجتمع العراقي .وهي ثقافة بعيدة كل البعد كما هو معلوم عن اي من قيم الديمقراطية ومكوناتها.
وحين سقط الصنم تكشف للعالم ليس فقط حجم وكمية الرعب الذي عانا منه الشعب العراقي على امتداد سنوات حكم الطاغية,حكم المقابر الجماعية والمفارم البشرية,حكم كيمياوي حلبجة وتجفيف الاهوار وتشريد ناسها,حكم التهجير والتقتيل والسجون والمعتقلات والاعدامات الجماعية وووو,بل ا يضا حجم الخراب الروحي والنفسي الذي لقيه الشعب العراقي على ايدي النظام وجلاوزته والعزلة الهائلة التي جعل الناس تعيش فيها كي يسهل حكمها,والغياب الكامل لكل قيم الديمقراطية والحداثة عن اذهان اجيال كاملة في المجتمع العراقي .فضلا عن تردي مستوى التعليم والاثار الكارثية التي تركتها فترة الحصار الظالمة على جميع مكونات الشعب العراقي ,والتي تفنن النظام المقبور في سبل الافادة منها لصالحه,مضيفا اعباء اخرى على كاهل الشعب المبتلي اصلا باشر دكتاتورية عرفها التأريخ المعاصر.
لقد عكست الانتخابات العراقية الاولى,والتي جرت اواخر كانون الثاني المنصرم ,جوانب من التدمير الكبير الذي الحقه النظام المقبورفي مناحي عدة من الحياة السياسية والاجتماعية للمجتمع العراقي لم تكن طافية على السطح بهذه الحدة ان لم نكن قد سرنا في طريق مغادرتهاوومن ابرز هذه المظاهر التصويت للطائفة والقومية والعشيرةوليس التصويت للبرنامج السياسي لمرشح او حزب ما.
لامجال طبعا للمفارنة بين ديمقراطية اليوم او لنقل بداياتها,وبين الكتاتورية المقبورة,ولكن الخوف لايزال مشروعا من ان تتحول هذه البدايات الى قاعدة ترافق الحياة السياسية العراقية في مراحلها اللاحقة,وهذا مالايخفى مدى ضرره على مجمل العملية السياسية لعراق ما بعد صدام.ولعلنا لانجانب الصواب اذا قلنا ان الحكومة التي انبثقت عن هذه الانتخابات هي حكومة تمثل الطيف الطائفي والقومي والعشائري مع غياب كامل لممثلي التيار الديمقراطي او العلماني العراقي ,ومن وجد منهم فقد ارتبط بجهوية لايمكن تعريفها بهوية غير هوية التكتل او الائتلاف الذي تتحدر منه وكلها جهويات معروفة.
لااحد يدعي انه يمكن في ليلة وضحاها تجاوز اثار التدمير لنسيج المجتمع العراقي,فالمهمة جد صعبة وتتطلب جهدا واناءة عاليين,ولكن النتائج البائسة التي حاز عليها التيار الديمقراطي العراقي في الانتخابات الاخيرة تجعل من المطالبة ومن منطلق الحرص على المسيرة الديمقراطية العراقية بان يتنادى ممثلي هذا التيار العريق الى استخلاص الدرس والعبر من هذه النتائج ,لقد سمعنا الكثير من اطياف مختلفة من ممثلي هذا التيار وقواه ولكن طموح القوى الديمقراطية العراقية المشروع هو رؤية نتائج ملموسة على طريق توحيد الجهود في سبيل لملمة ممثلي هذا التيار الذي من المفترض ان يكونوا اواءل الساعين الى تنسيق الخطى لبناء وتجسيد مشروعهم الديمقراطي العراقي رغم كل الصعاب ,اسوة بقوى اخرى انجزت هذا المطلب وعرفت كيف تنسق جودها خدمة لاهدافها.
لعل تجربة لجنة تنسيق قوى التيار الديمقراطي العراقي في المهجر تعتبر من التجارب التي ساهمت في مد الجسور بين قوى لاتزال محسوبة على هذا التيار يضاف اليها قوى جديدة انبثقت بعد سقوط النظام الغاشم تجعل من الدعوة الى المبادرة الى لملمة الصفوف مطلب ملح وقابل للتحقيق ,سيما ان التجربة اثبتت ان من الوهم التعويل على الامكانات المفردة لاي جهة في الظرف الحالي البالغ التعقيد.
انها مهمة صعبة بالطبع,ولكن الاستحقاقات السياسية المقبلة,واهمها كتابة الدستور تتطلب العمل الجاد والمضني من قوى هذا التيار للملمة صفوفهم تحقيقا للتطلعات العريضة لعموم الشعب العراقي المتعطش لقيم الديمقراطية والحرية,والذي ينتظر الكثير من هذه القوى التي ناضلت طويلا كي يرى العراقيون شمس الحرية والديمقراطية والانعتاق من كل مايشدهم الى الوراء.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م