الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات البريطانيةوالسؤال الاهم

ابتسام يوسف الطاهر

2005 / 5 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ اسابيع ولا حديث للاعلام البريطاني غير موضوع الحرب ضد العراق، لا عن الكوارث التي تسببت بها! بل هل كانت تلك الحرب قانونية ام لا؟ وهل كذب توني بلير بما يخص اسلحة الدمار الشامل، ليقنع حكومته بالموافقة علي المشاركة في تلك الحرب؟
تلك الحرب قد حصلت وعم الخراب كل ركن من العراق، منذ عامان، بل قبل ذلك بسنين ، حيث لم يتوقف القصف ضد مدن العراق منذ عام 1991. اذن ماالذي استجد في الامر؟ ولماذا لايكون السؤال: هل حقا حققت الحرب ماتمناه الشعب العراقي؟ هل حقا قضت علي نظام صدام؟
لابد ان يكون الجواب مربكا لهم، فعصابة صدام مازالت تقتل ابناء العراق بحقد اكبر من قبل ، وتخرب كل مايمكن ان يعيد الحياة بشكل معقول، وعلي مرأي ومسمع قوات الاحتلال التي لم تبادر لحماية الشعب ولا منشآته الخدمية ولاحتي حماية المنظمات الانسانية والعالمية! بل مارست قواتها ابشع الجرائم ضد الشعب العراقي اسوة بابنها البار صدام .
فهل يعني شئ لو قرروا قانونية الحرب الان ام لا؟ هل يعني الكثير لو اثبتوا ان بلير كذب حقا ام لا؟ الحرب وقعت وشمل الخراب مدن العراق، وصدام مازال بالحفظ والصون، ومحروس من قبل ابناء العم سام، والبعض من مريديه يستنكر ان يغسل الرئيس ثيابه بيديه! اكثر من استنكاره لما اُرتكب ويُرتكب من جرائم ضد ابناء العراق!! لكن تلك الاسئلة تعنينا نحن فقط، فهي لاتعني الشعب البريطاني وبالاخص صناع القرار السياسي.
فلم يكن خافيا علي احد انه لم يكن هناك لااسلحة دمار شامل ولا كامل! بل كان هناك شعب مدمر بالكامل وخراب شامل، ومتواصل للان، لكن صدام ومن نفح بريشه وقتها، صدقوا الكذبة ايضاوهللوا لها، بل وهددوا باستخدام تلك الاسلحة الوهمية التي اُتخذت حجة.
لكنها الانتخابات!! اذن السؤال الاول هو الاكثر جدوى لهم ، فيما يخص السيناريو المهيأ لتلك اللعبة (الانتخابات)، ونبقي نحن مجرد بيادق لاستمرار لعبة الشطرنج تلك، لنحقق للبعض منهم انتصارا ما او نتسبب بلا قصد في خسارة للاخر، المهم ان لاتكون خسارة فادحة كخسائرنا، فالخسارة القصوي لهم هي فشل احد الطرفين في الانتخابات! اذا عرفنا ان تلك الخسارة ستكون مجرد فسحة من الوقت يتمتع بها (الخاسر) بالحياة بعيدا عن صخب السياسة، ويتفرغ لكتابة مذكراته كما في حالة كلنتون.. لا كما يفكر حكامنا او سياسيينا، فنذكر كيف هلل صدام وقتها، وهو يعلن عن فرحه (بانتصاراته) كلما خسر رئيس امريكي بالانتخابات حيث كان يعتبر، مع بعض من اعلاميينا الفطاحل، ان بقاءه في السلطة هو الانتصار الحقيقي. فحكامنا لم يعوا بعد، ان استلام السلطة مسؤولية كبيرة ولمدة معينة فقط ، لحماية البلاد وتحقيق شئ من الرفاه لابناءها ، وليست التمسك بعروة كرسي الحكم القابلة للخلع في اي لحظة! ومتى يعي اعلاميوا العرب او مفكريهم ، ان خسارة بلير بالانتخابات، اذا خسر! لاتعني شئ ، واكتشاف كذبته لاتعني انتصار لنا باي حال من الاحوال؟
.يبقي الخاسر الاكبر هو نحن سواء أكان هؤلاء كاذبين او صادقين! نحن نعرف ان الحرب لم تكن قانونية، سواء وافقت عليها الامم المتحدة ام لا، فالامم المتحدة لم تعد اكثر من مكتب لتنفيذ ماتخططه امريكا فقط، حتي بريطانيا حليفتها ، لاتملك الا التعاون التام معها، سواء وافق الشعب البريطاني ام لا، كلنا نعرف التاييد الضمني الامريكي لايرلندا، فجذور الشعب الامريكي، خاصة صناع القرار منهم، غالبيتهم من جزيرة ايرلندا، اذن لكي تضمن بريطانيا عدم تدخل الحكومة الامريكية لصالح شمال ايرلندا، لابد لها ان تؤيد الحروب الامريكية مهما كانت الاسباب مفتعلة.. سواء اكان العمال علي دفة الحكم ام المحافظين..
فالحرب على العراق منذ عام 1991بدأتها امريكا بالتعاون مع الحكومة البريطانية التي كان يقودها المحافظين، تاتشر اولا ومن ثم جون ميجور، ومافعله العمال او يفعلوه اليوم، ليس اكثر من تكملة لما بدأه اؤلئك، وهنا كانت الخيبة الكبيرة لنا وللشعب البريطاني، حيث اعتقد غالبية البريطانيين ان حزب العمال سيكون مختلفا وسيحقق لهم مالم يقم به المحافظين.
لذا ليس للمحافظين، لكي يعودوا للساحة، غير موضوع يشغل الشعب البريطاني عن الاسئلة الاهم، وهو جزء من العروض التي يلجأ كل فريق لتقديمها خلال مهرجان الانتخابات، التي تبدو اقرب لعروض للمتعة، تستفيد منها المؤسسات التجارية والاعلامية من خلال السلع والاعلانات التي تتباري المؤسسات لبيعها، مع شئ من التحفظ. كما هو الحال في الانتخابات الامريكية، مع فارق بسيط، هو ان الانتخابات في امريكا اقرب لعروض السيرك. فحزب المحافظين وحزب العمال صارا اليوم، كمايسمي بلغة السينما، المعادل الموضوعي للحزب الجمهوري والديمقراطي في اميركا، لايختلفان عن بعضهما بالسياسة الخارجية ولا بالسياسة العسكرية او الاقتصادية، كل واحد منهم يكمل الاخر، ماعدا لمسات بسيطة للمظاهر الخارجية. اذن باعتقادي ان السؤال الاهم لتوني بلير او لساسة امريكا هو : متي يُصلحوا ماخربوه، او ماخُرب بسببهم؟ متي يستخدموا قواهم (السوبر) لحماية الابرياء في العراق؟ او متي يتركوا البلد علي الاقل، لكي لايُستغل وجودهم من قبل العناصر الارهابية، خاصة التي تدربت على يد ال CIA، والتي تقتل يوميا عشرات العراقيين مقابل جندي واحد او اثنان؟؟
ابتسام يوسف الطاهر
لندن ايار 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا