الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة منظمات المجتمع المدني في العراق

كاظم الأسدي

2013 / 7 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منظمات المجتمع المدني مالها وما عليها ..
لايخفى ما لمنظمات المجتمع المدني من دور حيوي في إرساء الأسس الديمقراطية السليمة لبناء مؤسسات الدولة المدنية . كما أنها تلعب دورا" هاما" لضمان الشفافية والنزاهة وتكوين رأي شعبي ضاغط لتحقيق العدالة الأجتماعية وضمان الأستقرار والسلم الأهلي بما يكفل ,, التداول السلمي للسلطة ..
ومنذ أن وضع العراق قدمه على طريق الديمقراطية الناجزة في 2003 وحتى اليوم تم إختلاق العديد من تلك المنظمات التي تدعي إنتسابها الى منظمات المجتمع المدني !! ( حيث صادق مجلس الوزراء مؤخرا" على آلاف المنظمات ) فما حقيقة وجود تلك المنظمات على أرض الواقع ؟ وما مقدار فاعليتها المجتمعية ؟ وهل يتناسب عطاءها مع حجم تلك الأموال المرصودة أو المصروفة عليها حقا" ؟
وللأجابة على السؤال .. لابد من الوقوف على واقع تلك المنظمات وأنشطتها خلال العشرة سنين الماضية .. والتي يمكن تقسيمها الى نوعين من المنظمات ؟؟ ...
الآول ... يمتلك مبررات وجوده الموضوعي من خلال تأريخ عمله النقابي والمهني قبل 2003 بعشرات السنين !! وهي منظمات لها حضورها التآريخي و تمتاز بوضوح هويتها ونوعية من تمثلها ولها أنشطتها المهنية والوطنية الموثقة ؟ وتشترك معظم النقابات ضمن هذه الفئة من منظمات المجتمع المدني . وقد تعرضت غالبيتها لضغوط حكومية بعد 2003 للإستحواذ على قيادتها ومصادرة قراراتها والإلتفاف على مطامح وتطلعات منتسبيها ؟ مما ولد نفورا" لدى معظم قواعدها وأفرز مقاطعة ميدانية لمعظم نشاطاتها المفترضة !! ولتتحول غالبية تلك النقابات والإتحادات اليوم الى واجهات رسمية مقطوعة الجذور بعد أن إستحوذ على قياداتها وأموالها الإنتهازيين والطفيليين بدعم مباشر وغير مباشر من جهات حكومية أو حزبية أو مليشياوية طائفية لأغراض بعيدة عن صلب مهامها ؟
أما النوع الثاني ... من منظمات المجتمع المدني ؟ فهي في الغالب منظمات شبحية هلامية لاتجدها على أرض الواقع ولاتلمس أنشطتها ؟؟ كما لا يمكن الإطلاع على أسماء مؤسسيها فيما تحرص على مجهولية الجهات الممولة لعملها ؟؟ وكذلك أماكن تواجدها ؟ بإستثناء بعض اليافطات المغمورة والتي تثبت لفترة زمنية محدودة لاتلبث أن تختفي مع منح المنظمة الإجازة المطلوبة من الدولة أو المانحين ؟؟ أي أنها منظمات لاتتمتع بأية شفافية ؟ رغم أنها شفافة لدرجة أنك لاتستطيع تحديدها على أرض الواقع !! أو التحسس بأنشطتها التي لاتتجاوز عقد ندوة أو أمسية تتميز بحضور نخبوي محدود وموضوع هزيل للمناقشة!! وكذلك تدني مستوى المشاركات من الحضور الذي جاء لايحمل أكثر من هم التمتع بالضيافة وبما يقدم من مأكولات في مطاعم وصالات فنادق الدرجة الممتازة ؟ ليتم تسجيلها وإرسالها الى جهات التمويل المالي !! أي أنها منظمات بعيدة عن إهتمامات الناس وواقعها المتردي !! يحرص المهيمنون عليها فقط للإستحواذ على الأموال المخصصة لتلك المنظمات ؟؟
أن ذلك هو حال النسبة الأعظم من منظمات المجتمع المدني العراقية !! والمفترض بها منظمات طوعية غير ربحية تسعى لتقديم الخدمة المجتمعية و إرساء الشفافية ومحاربة الفساد !! فيما نجدها اليوم تجسيدا" للفساد المالي .. وتحقيقا" رسميا" لنوع من أعمال النصب والإحتيال !! وغطاءا" شرعيا" لسرقة المال العام !! وتعميقا" لتراجع الوعي المجتمعي وإدامتا" له ؟؟
إن ما يدعم حقيقة غياب منظمات المجتمع المدني عن إداء دورها الإيجابي المفترض في زيادة الوعي الجتمعي وبلورة رأي جمعي ضاغط وحاسم في القضايا الوطنية الساخنة هو ؟؟ غياب دور تلك المنظمات وإختفاءها عن واجهة الأحداث عند الملمات والشدائد والمحن الوطنية ؟ وآخرها تخلفها وتواريها عن الحراك الوطني الإيجابي في المساهمة لإطفاء نار الفتنة الطائفية الشاخصة لليوم والمتربصة بمستقبل الوطن وكيانه وبسلامة أهله !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام