الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبلية والعرقية .. معول هدم للأوطان

محمد عبعوب

2013 / 7 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


فيما العالم يتجاوز مفهوم الدولة الوطنية ويسير حثيث الخطا نحو إقامة الكتل والفضاءات الاقتصادية والسياسية لمواجهة مطالب الحياة التي شهدت تعقيدا ومصاعب تعجز امكانات الدولة الوطنية عن مواجهتها، فيما يسير العالم في هذا الاتجاه، نسير نحن وبسرعة صاروخية في الاتجاه المعاكس الذي يبدد ما تبقى من دولة وطنية مهترئة، والتحصن بهياكل انظمة بدائية لم تعد تصلح للحياة منذ قرون ممثلة في القبيلة والعرق والجهة معتقدين أننا بهكذا مؤسسات يمكننا ان نحقق الأمان والمستقبل لأبنائنا..
كأننا لم نقرأ التاريخ، ولم نستوعب حوادثه حتى القريبة منه، التي تؤكد وتقول لنا بأوضح العبارات أن القبيلة والعرق والجهة وحتى الدولة الوطنية لن تكون سفينة النجاة لنا وجسرا للعبور نحو التقدم والأمان والعيش الرغيد.. بالأمس القريب احتمى القذافي بالقبيلة وصنع حولها الأساطير وعول عليها لتحمي امبراطوريته المهترئة رغم ما كان يدعو له رياء ونفاقا لبناء الفضاءات، فهل حققت له القبيلة ما كان يرجوه منها؟ هل حققنا انتصارنا على هذا النظام بالقبيلة؟ ألم يطح بالقذافي تكتل وطني تجاوز أفراده في لحظة المعركة انتماءاتهم القبلية والعرقية والمناطقية؟ فلماذا لا نتعض من هذه الدروس ونأخذ منها العبر، بدل التلطي بالقبيلة والعرق والجهة !
هذا يدعوا الى قبيلته ويمجدها ويقدمها كرأس حربة في معركة إطاحة النظام ويعمل على تنصيبها مؤسسة للهيمنة على بقية أطياف الوطن، وهذا يلوذ بعرقه وينكب على زبالة التاريخ ليلفق منها أمجادا يتكئ عليها في دعوته العرقية المقيتة معتقدا أنه بجماعته العرقية يمكنه بناء امبراطورية ، وذاك يتنطع بجهته وينفخ فيها حتى تكاد تنفجر ليصنع منها طوطما يعبده ويدعوا البقية للالتفاف حوله.. ولا أحد اليوم وبعد إطاحة القذافي لديه ولاء حقيقي لليبيا كوطن؛ فليبيا بعد ان استلمها من يدعون بثوار 17 فبراير لم تزد عن كونها شعارا فضفاضا يتغني باسمها الجميع ويطعنونها ويمزقونها إربا ويتقاسمون جثتها كضباع مسعورة ، باسم قبائلهم وأعراقهم ومناطقهم، حولوها الى كنتونات متربصة بعضها ببعض، وكأن القذافي فعلا هو من كان يوحدها ويحمى وحدة ترابها!!!
ايها السادة إنكم بتقوقعكم حول قبائلكم وأعراقكم ومناطقكم وتراجع الحس الوطني لديكم وتنكركم لليبيا كوطن للجميع، إنما تحققون نبوءات القذافي وابنه سيف عندما كانوا يلوحون ويهددون بتفتت ليبيا وبنشوب حروب أهلية في كل ربوعها إذا اسقط نظامهم. فهلا من وقفة تأمل وتقييم لما أنجزتموه حتى الآن على مسار تفتيت ليبيا وتفكيك تلاحم نسيجها الاجتماعي وما سينتج عنه من ضياع لهذا الوطن الثري بإمكاناته وموارده الطبيعية والذي بتخليكم عنه ستتحولون الى متسولين ولاجئين في دول الجوار. لابد لنا أيها السادة من وقفة صادقة مع النفس، نقيم فيها ما أنجزناه بعقل ناقد وبشجاعة تمكننا من اكتشاف أخطائنا وتصحيحها بما يمكننا من إصلاح ما خربناه بأيدينا في هذا الوطن ونعيد بناءه على اسس سليمة بالحوار البناء وبعيدا عن القبلية والعرقية والجهوية التي وكما اسلفت لا يمكن ان تكون سفينة نجاة لنا وجسر عبور نحو الحرية والسلام والتقدم الذي رفعناه كشعار لنا يوم انتفضنا ضد الطغيان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع