الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتشابهات و المختلفات بين مواطني مصر و العراق في ظروف الثورة

حسنين سلام

2013 / 7 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يعتبر مواطن مصر و العراق من المساهمين و الفاعلين بشكل كبير في تأسيس و بناء حضارات الانسان و مدنيته و من دعاة وبناة المدنية و الحضارة الانسانية و الرافض لأي محاولة لأستعباد الانسان تحت أي مسمى و منذ فجر التأريخ ما دعى الى وقوفه موقف الرافض و الثائر بوجه أي محاولات لتحجيم وتقييد حرية الفرد العراقي و المصري الا ان المتغيرات السياسية و الفكرية و الاقتصادية و الظروف و الحروب التي مرت بالبلدين ادت الى جملة من المتشابهات و المختلفات بين مواطنيها على مستويات عدة

اليوم تقف مصر موقفا حاسما و شديد الرفض لحكم الاخوان المسلمين بعد الاطاحة بحكم مبارك و اقامة نظام ديمقراطي و انتخابات برلمانية بسبب تدخل الدين بشكل مباشر في شؤون الدولة ( حكم المرشد )

العراق ايضا دولة ديمقراطية اتحادية بعد سقوط نظام البعث في 2003 و المشهد ذاته في عدد من دول المحيط العربي ( الاحزاب الدينية تدخل العملية السياسية بقوة ) بعد التصويت على الدستور العراقي الذي جاء في اولى فقراته

اولاً ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدر اساس للتشريع:
أ ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام.
ب ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية.

وانا أرى أن هذا القانون يتعارض مع نفسه فمبادئ الديمقراطية والمدنية لا تقبل بأن يكون للدولة حاجة الى الدين ومصدر التشريع هو البرلمان كما في الفقرة الاولى من هذا الدستور

وهذا يدعو بشكل واضح الى تدخل الدين في شؤون الدولة . اليوم هناك من يدعو و يتنبئ بتكرار تجربة مصر التي اطاحت بحكم المرشد في العراق من خلال خروج جماهير مليونية تطالب بأسقاط حكومة المالكي واعادة كتاب الدستور و اجراء انتخابات مبكرة

من جملة المختلفات بين المواطن المصري و العراقي هي ان المواطن المصري يخرج الى التظاهرات من ذاته وهو المسؤول الاول والاخير عن نفسه و عن قراراته و ليس تابعا لاحد و لديه جيش مستقل و قضاء مستقل و لا تتأثر شؤون الحياة الاخرى في ما لو تغيرت رئاسة الحكم بينما المواطن العراقي لا يستطيع الخروج من ذاته و هو غير مسؤول عن نفسه و ينقسم الى عدة انقسامات مذهبية و عرقية و هو بشكله اما تابع لمرجعيات دينية ينتظر منها تصريح بالخروج او جهات و احزاب سياسية او اجندات خارجية و هذا ما حصل في عدة مواقف ساسية منها التصويت على الدستور حيث ان اغلبية الشعب العراقي لم يقم بقراءة ذلك الدستور بل اعتمد و بشكل مباشر على مرجعياته الدينية في تقرير مصيره و بالتالي وصلت به النتائج الى المستوى الذي نراه الان لذلك لا اعتقد بأن التجربة المصرية الجديدة قد تتكرر في العراق خاصة ان العراق ليس فيه قضاء مستقل و ليس فيه جيش مستقل في الوقت الحاضر فالقائد العام للقوات المسلحة هو رئيس الوزراء المكالي ووزير الداخلية في ذات الوقت و ارى ان التجربة يمكن ان تلاقي نجاحا فيما لو استقل القضاء و الجيش و استقلت قياداته و انسلخ العرف العشائري من القاانون حينها نتمكن من خوض تجربة شبيهة بما حصل في مصر مؤخرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم