الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقابة الصحفيين العراقيين وعملية هدم وتخريب الخطاب الاعلامي في العراق

هيثم محسن الجاسم

2013 / 7 / 6
الصحافة والاعلام


سقط النظام السابق وسقطت كل الأقنعة الزائفة التي ارتداها للتظليل وخداع العالم بان الشعب العراقي يعيش عصرا ذهبيا تحت لواء الدكتاتور عراب المجرمين والسفاحين والمطبلين الذين يشكل قاعدته العريضة من باع نفسه وضميره وشرفة مقابل فتات موائد الطاغية التي يرميها لهم كالكلاب السائبة على شكل هبات ومكرمات ومناصب خداعة لنفر ضال لايشكل قيمة في الصفات الانسانية للبشر .
وسقط النظام وسقطت أقنعة المروجين لأفكاره وأيدلوجياته المتعددة التي تتستر بالقومية والاشتراكية وآخرها الدين في حملاته الإيمانية . وعبث بدماء الشعب العراقي المراق في حروبه الكارثية التي ورطه بها ال سعود ومن شاكلتهم ثمنا لكرسي الحكم البائس الذي امتطاه بعدما سحق كرامة العراقيين وصادر كل حقوقهم الوطنية من امن وسلام ورقي ليمسخهم ويسلبهم كل صفة حضارية وجمالية عرفها القاصي والداني .
سقط الطاغية وسقطت أقنعة الزمر الجبانة التي جملت أعماله الشيطانية والبهلوانية التي تجوقلت بارتال تحت مظلة فيلق الأعلام .
و(تطشرت) فلول ثعالب الاعلام هنا وهنا هاربة من غضب الشعب الذي نال الويلات وتعذب بسببهم لسنوات طوال . وتشرنقت تنتظر هدوء فورت البركان الكبير مرتعبة في جحورها . وراح تتحسس طريقها هنا وهناك باحثة من فرصة لتخترق جدار الموت المبيت لها بوسائل ثعلبية ماكرة ، متوارية عن أعين الصياد في زور كثيف تمثل بالفوضى السياسية التي ولد بعضها تحت معطف الاحتلال . فوجدت حياة لها من خلال شغل الفراغ المهني في مجال الأعلام فامتلأت الساحة بالصحف حتى تجاوزت العشرات تمارس الفوضى بتلذذ وكراهية وحقد للنظام الديمقراطي . وفي الوقت نفسه وجد بعض الطبالين مآوا لهم في دول الجوار التي أرعبها التغيير فما كان أمامها ألا ان تجند ذيول المؤسسة الإعلامية للبعثية لتمارس دورها في المكر والخداع . فخرجت علينا فضائيات وإذاعات وصحف ومواقع الكترونية تبث سمومها ليلا نهارا مستغلة الفسحة الكبيرة للحرية الإعلامية وضعف الدولة وانشغال القوى السياسية بالحراب الذي اخذ أشكالا لا عد لها أدخلت البلاد في دوامة من الرعب والقتل والفساد والعمالة ووووو.
ومع الزمن استطاعت تلك القوى الإعلامية الشيطانية أن تجمع شتاتها وتتواصل مع بعضها في الداخل والخارج بكل عنفوان ومهارة وكفاءة كانت قد اختزنتها أبان النظام لما كانت تمارس التظليل والتموية الإعلامي على جرائمه بحق الشعب العراقي ، واستطاعت بقوة خفية أن تظلل القوى السياسية الجديدة التي استطاعت أن تصل السلطة عبر الممارسة الديمقراطية من خلال تقديم خدماتها وخبراتها لتشكيل الأجهزة الإعلامية أهم أوجه الديمقراطية واستقرت وهدأت وتلاشى الخوف من أعماقها وباتت هي المتسيدة على الموقف الإعلامي وراحت تبحث عن الشرعية لوجودها لكي تناءى عن القصاص الذي جلبه عليها اجتثاث البعث وردود فعل المناوئين لهم ممن يعرفونهم ويعرفوا ما قدموا من خدمات جبانة للنظام المقبور , واستطاعت تحت أغطية مختلفة أن تحمي نفسها بعلاقات جديدة مع وجوه النظام الديمقراطي أو الصلات العشائرية أو الانخراط في المرجعيات الدينية أو التنظيمات السياسية ولم تترك وسيلة للتموية والاحتماء إلا ومارستها لتبقى . وللأسف كان الصراع السياسي بين الفرقاء يحتاج الى مكرهم وشيطنتهم حتى نالت ماتبغي وتريد تلك الحثالة فتوفرت لهم بيئة منسبة للحماية والأمان .
ثم توسعت الدائرة السرطانية لتنهش الجسد الإعلامي كله بالولوج الشبقي الى النقابات والاتحادات التي حلت من قبل الاحتلال لتعود بقوة محمية بل بكامل الحقوق والامتيازات التي تمنح للصحفيين والإعلاميين بعد انفتاح العراق على العالم وخروجه من سرداب الظلام الذي حبسه فيه صدام الذليل .
فسارعت بعض القوى ممن يمتلك الجرأة والاحتيال لإعادة نقابة الصحفيين العراقيين للوجود في الوقت الذي لايوجد من يهتم لمؤسسات النظام السابق بل يشعر بالعار منها ولم يفكروا بتنظيمها من جديد بحلة جديدة ولان البعث البائس لم يترك جزءا في مؤسسات الدولة الرسمية وشبه الرسمية ألا وأفسدها وكانت نقابة الصحفيين العراقيين من افسد المؤسسات واخطرها عليه لذلك زرع فيها حيتان قاتلة ممن ارخص نفسه وأذلها طمعا وخوفا من بطش النظام .
فتشكلت النقابة من جديد بثلة قليلة يقودها وجه من وجوه النظام الجديد محاط بشلة متعطشة للعودة بكل ثمن فتوارت خلفه كالحرباء حتى شعرت بتقبل السلطات للمكون الجديد وضرورة وجودة لتنظيم العملية الإعلامية في العراق الغارق بالفوضى . فقامت تلك الزمر بتصفية رأس النقابة الشهيد شهاب التميمي ليفرغ المكان أمام تلك الحيتان من المتعطشين للدماء والتسلق والمزايدة بدماء الشهداء . رغما عن الأنوف وبشيطانية لاحد لها . فامتطى كرسي النقابة مجموعة من نكرات الوسط الصحفي بفارق الانتخاب الروتيني تجسيدا للديمقراطية الكاذبة التي رسمت للعراق من قبل المحتل .
ولم تنفع او تلقى الإصغاء كل بيانات المحذرة وخطب الشرفاء الوطنيين من الصحفيين والإعلاميين من قبل السياسيين او المحتلين . واضمرت تلك الثعالب الجديدة المنتخبين زورا بهتانا من قبل دخلاء المجال الصحفي الذين مسخوا بالتهريج للإدارة الجديدة وكلهم مترعين بالدجل والنفاق وهزيلين فارغين من المهنية والأمانة والصدق . اضمروا القصاص من كل أعلامي أو صحفي شريف . فمزقوا النسيج الإعلامي الفتي بتسليط أشباههم على فروع النقابة في عموم المحافظات ولم يفلت من جور واستبداد دكتاتور الأعلام ألا زملائنا الأكراد كون نقابتهم تشكل امتداد لنظامهم السياسي الإقليمي .
وخرجت على النقابة وعصبتها الإدارية جماعات مهنية هنا وهناك ولم يسعفها الواقع بتحقيق أهدافها النبيلة كون النقابة اندمجت مع الحكومات واحتمت بالامتيازات التي حصلت عليها مقابل تقديم خدماتها الإعلامية كما كانت تفعل إبان النظام الدكتاتوري البائد وكأنها انشات لتمارس القذارة لتلويث وجه الصحافة والإعلام في العراق . فتلقت أشكال من الدعم والإسناد المالي والمعنوي وحتى الشرعية . واستطاعت أن تتلاعب بمصائر الإعلاميين وتسلب حقوقهم أحياءا وأمواتا وتمارس التظليل زورا بتحقيق منجزات وهمية تتعلق بحقوق الصحفيين وأنواع من الرياء والنفاق .
ولم تكتف بل توفر لها غطاء لتمرق تلك الزمرة كالسحالي الى اتحاد الصحفيين العرب بشراء الذمم وتقديم التبرعات والايفادات والدعوات الماجنة على حدائق الزوراء .
وكان للإدارة ماتتمنى حين صوت بعض الدجالون العرب ممن ارتمسوا بقذارة النقابة بقبول المكرمات السخية مقابل بيع ذممهم كما يفعل أكثر الناخبين العراقيين لاختيار ممثليهم الصم والبكم البعيدين عن قيم الإدارة والكفاءة .
وتسلق دكتاتور الأعلام الأسمر وفاحت رائحة النتانة من أقلام الطبالين من كل حدب وصوب مبتهجين بالانجاز العظيم تحت اسم العراق . وكأنهم يقولون للعرب ممن كان يشمت بنا وبتضحياتنا ويرقص ويغني للقائد الضرورة عز العرب . هنا جاءكم قائد جديد .
ولم يقف عند هذا الحد طموح الدكتاتور الإعلامي الأسمر الذي يرسم بقلمه الخطوط العريضة للصحافة والإعلام في العراق وهو أعلام متخلف ولايقوى على مجاراة الأعلام العربي المظلل الذي يطبل للإرهاب العربي السلفي والمأجور لتدمير العملية السياسية في العراق التي قامت بدماء وتضحيات الشرفاء الذين تنكر الكثيرين منهم وانشغلوا بمأربهم الدنيئة .
وسار بقافلته العرجاء الى الاتحاد الدولي للصحفيين وحمل معه جوقته العربية المترعة بأموال الشعب العراقي وتكررت اللعبة القذرة من خلال المزايدة بدماء شهداء الصحافة والأعلام في العراق بالتباكي والحيلة . ولم يبق أمام الدكتاتور ألا أن يحكم العالم الإعلامي وكأننا نعيش كذبة كبيرة مجوفة ممتلئة بالحقد على الإعلاميين والصحفيين العراقيين الشرفاء .
ومن اجل العراق تماهى بعضنا من اجل تقويم العمل الإعلامي والصحفي وانتشاله من الخراب الذي لحق به . في الوقت الذي نحن بحاجة لأعلام قوي وقادر على مواجهة الهجمة الإعلامية الشرسة لأعلام الموجه بعناوين عراقية لتدمير العملية الديمقراطية .
ولكن القوى الدكتاتورية في النقابة اشتد عضدها وتماسكت كالجدار تكاملا مع العملية السياسية المتسلطة والمتفردة بالقرار بعنجهية وجبروت على حساب كل الشركاء الآخرين .
وظلت تمارس الفهلوة والمكر والنفاق مع من مد يده للمصافحة لا من اجل شىء ذاتي بل من اجل عراق قوي لهدم الخواء الفارغ المهيمن على النقابة لأعادتها الى موقعها الثابت والحقيقي ممثلة لكل الصحفيين والإعلاميين العراقيين .
لكن فات الأوان بعدما استأسد دكتاتورهم الأسمر وجمع حوله من تاه وظل عن الطريق القويم وباع نفسه رخيصة تملقا وصغارا . واعتقد متوهما أن عرينه خالدا يضمه وأشباله القطط الناعمة الذين يلحسون تراب يديه من اجل دعوة او قبضة من مال النقابة المليارية الدعم . وهو يبذخ عليهم بالعطاء الحرام ويحرمه على مستحقيه من اسر الشهداء والمحتاجين للدعم من مؤسسات مستقلة او أفراد ممن دخولهم قليلة .
وظل يمارس نفس ما بدأ عليه وكأنه يتصدق على الصحفيين والإعلاميين بمنحهم العضوية حتى لاينافسوا ثعالبه التي وزعها في مفارق الصحافة .
وأبقى فروع النقابة هياكل فارغة لامعنى لها الا لذر الرماد في عيون المسؤولين ومنابزتهم باسم حرية الصحافة وحقوق الصحفيين والدفاع عنهم كذبا ورياءا .
وناءى بعض الصحفيين عن الميدان يمارس عمله الشريف بعيدا عن النقابة وعضويتها كما فعلت مؤسسة المدى وغيرها . لأنها قوية ومهنية ولاتحتاج لبركة الدكتاتور وعطائه .
نكتب ألان بعدما طفح الكيل فينا من بؤس تلك النقابة الفارهة والفاسدة لنناءى عنها حفاظا على طهرنا وكرامتنا التي تسلحنا بها لنكون أهلا للعراق العظيم الذي تشكل في أعماقنا حرا وأبيا وخالدا ولن يكون للدكتاتوريين مكان فيه وهم زائلون ونحن الباقون نتوسد غيمة ماطرة وهم يتوسدون تراب المقابر لااسفا عليهم وتعسا لهم على ما آلوا اليه من حال وذكر في صفحات سود مغبرة مثلا لطغاة الإنسانية البائسين وليخسوا أينما حلو اونزلوا . كلمة أقولها لأوصد الباب الذي سرت أليه بكرامة وخرجت منه لأعود يوما لابصق على أثارهم كما بصق العراقيين على الصنم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة