الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهن على وهن (من حقيبة امراة)

بارقة ابو الشون

2013 / 7 / 7
الادب والفن


لم يكن يوم عادي جدا رغم ثقله لاني احس ان التنفس اصبح صعب جدا أثقلني حمل يزداد ,بل يكاد يسد انفاسي ويشل حركتي حيث لايمكنني التقدم خطوة ولا النوم ولاحتى التقلب كما اريد والى اي جهة
.ما الذي يجري اي نبض ثان امتزج بين ثنايا صدري لالا انه في كل دمي
حيث يسرح ويجول في شرياني القادم الى القلب لا اصدق اني سوف احمل الى هذا العالم وليد كيف سيكون
وكيف وانى التقيه؟؟ لم تستمر التساؤلات كثيرا فقد كانت الآلم يحيط بجسدي ولااعرف للهدء وقت لم اتعود ان اشكو امام الاخرين والاستطيع الصراخ
لااريد ان اذكر التسع اشهر وكم عانيت فلا اعتقد اني قادرة على سرد عذاباتي وليس هناك ايضا من يستطع تحسس ذلك فلم تكن إلا أيام لمخاض متواصل العناء
حيث ليس عليّ سوى تقبل ازدياد الآلم وتحمله
لااعرف لماذا يعتبره الجميع مسالة طبيعية ولماذا تستغرب امي ..وتضيف
وبعد سوف تتحملين وتزدادي ثقلا
وتاتي ايام لاتنامي وصبح لاتعرفي فيه الراحة
وحدث الاكثر مما قالت وتذكرت وبعد وبعد...
ما اكثر عناد المراة وهي تتحمل هذا ..والجميع يعتبره (واجبا ........)
-وهل تنوين ان تغيري قانون الارض والسماء
قالت امي
وان قلت لالالالالالالا ما لذي سوف اغيره؟؟؟
وأنا من ليلة امس مهددة بانتظار مشرط الطبيب وقرار العائلة..اي عيون هذه التي تمر بهم جميعا وهي تخفي الكثير..
ولااعرف ماذا كنت اريدهم قربي ام لااريد احد فالآلم وحده يحيط بي ويصلبني على مقصلته انتظار الفجيعة
ام الاستمرار
كيف يقولون انه سيزول بل سيكون بحجم العمر كله
هذا اذا بقى في العمر هنيهة
فموج الموت يلاطم اللحظات القادمة حيث اكد الطبيب
فلا مفر اما الطفل اما الام وربما الاثنين ..اي حمل انوء به دون خيار لي فيه ولا ... كاني قبلت ان ارتطم بجدار ...
وهل يطول ..
السقف هو ايضا يستندعلى رئتي وصدري ويسد الافق حيث يضغط من حولي وعلبة الاوكسجين تنبت فوق انفي كي تسد الهواء الارضي
والغثينان الذي افقدني التوازن في طيلة الاشهر الماضة لم اعد اكترث له فماعندي الان اصعب بكثير فانا التمس الحياة لجنين لم تدب فيه الرؤية سوى خفقة مني اليه والى العالم الاكبر انى لي الترقب وصوت قلبي
والموت يحدق بنا نحن الاثنين ..
احاط بي الكادر الطبي بعد القرار الاخير لاجراء عميلة قيصرية وتاكدوا من عدمية الانتظار حيث ازداد الخطر واقتربت افة الموت من شرفاتي وهذا الكائن الذي
يتربع في احشائي دون ان الامس وجوده ربما لايتسنى لي ان احادثه
دعني اذن اودع العالم .
..قطعت انفاسي بكمامة الاوكسجين والاسئلة المعتادة لا استطيع الرد عليها حيث ملأت افكاري بدوامة الحياة والتسرب منها بهذه الطريقة
لم تكن مهيبة كما تليق بمن سوف تعطي كائنا جديد يحبو ويصدح ..
كيف استسلمت هذه المرة
لمشرط الحياة وكيف قبلت ان يسند جسدي دون كفن
الى مقبرة القلق والى دخولي حومة المخاض الكبير,
كنت فراشة لوحدي بين اروقة الحلم
لم اعد اعي ما يدور بي فقط احسست اني الهث الى دائرة مغلقة تطوف بي عالم ازق غامق وعيناي ليست رهن طوعي الى اين تهاجر روحي متعبة الظل والجسد
ذلك الذي يضعونه على اروقة السكين
لم اعد التمسه ولا اعرف عنه شيئا
سوى اني غير قادرة على ان اقلب آلمي يسار ويمين غير أبهة بدورة زمنية لان الهالات بدأت تزداد بي اسراعا نحو ضبابية المنحى الامامي الغارق في السعي الى مالا اعرف كنت اريد ان اتمتم بكلمات ..لااعتقد اني قادرة عليه بل يكاد الحس يفقدني روحا
كطائرانا تعذبه ريح قوية وتعصف بجسده الملقى على ضفاف البحر الهائج لياخذه الى ضفة اخرى
...
بدات اسمع بعض الكلمات وادرك من يتحاور معي دون ان استطيع ان افتح عيني لمشاهدتهم بل واردت ان اقول حرف لكن اكتشفت اني غير قادرة
على النطق وروحي في عراك مستميت للعودة مرة اخرى لضفة الحياة والآلم يقتادني اليهم مرة اخرى
دون اعرف مكانه حيث سكن الجسد كله
أه
لااعرف كيف يمكن ان ارجع الى غيبوبتي ثانية
مبروووووك قالت عمتي
واذرفت وصوت البكاء يهد يقظتي
وانا في السقف معلقة الروح وانظر الى الكادر الطبي
وهم يتلمسون بقايا صحوتي

-افاقت
حالوا محادثتها
كانت في غاية الخطورة
- يالهي كادت تموت قالت امي
لااستطيع التحمل
اعطوني جرعة تخدير لااقوى على الالم
-حاضر
- لكن ليس الان
لاتعطوها ماء الان
ابنتي :
هذا وليدك انظري اليه
لااعرف كيف تريد مني ان ازهو وانا بهذه الحالة
غريب فهم لايكترثوا لجثتي الممدة ويحتفلون به
وعلي ان ارضعة ودمي تناثره اعوام
الانتظار
...
انا ولدتك اذ ,فكيف اكون سبيتك قل لي لو لو تعرف
....

كيف أكون سبيتك؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس