الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدرسة الحياة

محمد سليم سواري

2013 / 7 / 7
الادب والفن


الكثيرون من الناس يتكلمون عن الحب ويظلمون المحبين والعاشقين .. حيث أن هناك من العادات والتقاليد من مجتمع لآخر تختلف وتتنوع وتتفق من مفردة إلى أُخرى حول العلاقة بين الرجل المرأة .. ولكن مما يحز في النفس ويندى له الجبين أنه في كل المجتمعات من البدائية وإلى المجتمعات المتمدنة الحالية هناك مقياس لكي يرتبط الرجل بالمرأة .. ففي المجتمعات البدائية كانت قوة الرجل ومتانة عضلاته هي التي كانت تحسم لأنه كانت هناك شريعة الناب في الغابة والحيوانات المفترسة .. فيما إذا كانت المرأة تكون له أم لا ؟؟ بعد ذلك تغيرت الكثير من المفاهيم لتكون القرون الوسطى هي قرون الرومانسية في إختيار المرأة لشريك حياتها فكان الرجل الوسيم والجميل هو الذي تراهن عليه ويفوز في الرهان.. وبعد ذلك وفي القبائل البدوية والمجتمعات العشائرية وإلى اليوم تكون المرأة لمن هو قريبها .. عندما يقول إبن العم هذه إبنة عمي فهي لي وعندئذ يكون الرهان له وبدون منافس .. وبعد ذلك كان المال والجاه والوظيفة والمركز والعلاقات الأخرى هي التي تحسم تلك العلاقة في الرهان .
في كل هذا وسلطة الحب كانت سلطة ضعيفة بل وشبه معدومة في الرهان والحسم وكان المحبون في بعض الحالات يلاقون مصيراً مأساوياً كما حدث للعاشقين الكرديين مم وزين والعربيين قيس وليلى والفرنسيين روميو وجوليت وغيرهم الكثيرون.
حدث كل هذا ليس لأن الحب منبوذ ومحرم من التعامل ويمثل الجانب السلبي من معادلة الحياة.. حدث هذا في التأريخ القريب والبعيد فمثلما كانت الأُمية منتشرة في أنحاء المعمورة ثم إختلفت الآية بعد أن أصبح هناك مدارس وجامعات ومؤسسات علمية وشهادات أكاديمية.. كذلك كان الوعي للحب في مراحله الاولى بدائياً وليس ملموساً والناس جهلاء به.. لأن من كان يفهمون الحب ويقدرونه قلة والأكثرية من الناس يعتبرون الخبز والماء والهواء والجنس أهم من الحب وعلاقة الحب .. نعم الإتجاه كان نحو المادة والشيء الملموس .. أما فيما يخص مشاعر الإنسان وعواطفه وأحاسيسه ووجدانه وضميره وقلبه فكان الحديث عنه في وادي آخر من الإهمال والنسيان وعلى الضفة الأخرى .. ولهذا كانت الكوارث والزلازل وهنا لا أقصد بالكوارث والزلازل الطبيعية لا.. لا أقصد هذا بل الزلازل والكوارث داخل العائلة والمجتمعات وسببه غياب الحب وعدم إحترام طرفي المعادلة أحدهم لمشاعر وأحاسيس الطرف الآخر هذا من ناحية ومن الناحية الاخرى كم هناك من المعذبين المحرومين الذي لم ينعم عليهم بنعمة الحب ليعيشوا كل أيامهم في الدياجير المظلمة وفي نفوسهم حيث اليأس والقنوط والروتين القاتل وحالات الحرق والإنتحار.. بسبب هذه العلاقة غير المتكافئة في غياب الحب .
ولكن علينا أن لا ننسى هناك مَن ولم نزل من خريجي مدرسة الحب ونؤكد بأنه ليس كل من يدخل هذه المدرسة يلقي النجاح والمسرة ولكننا نثق بأن طلاب ومريدي وأساتذة هذه المدرسة يفهمون الحياة أكثر من غيرهم ويتمتعون بالسعادة الروحية أسمى من الآخرين حيث تتسامى أرواحهم وأفكارهم وعواطفهم ليكونوا في صف الملائكة وعندئذ تبتسم الحياة لهم وهم يدركون ماذا تعني أن تبتسم الحياة لإنسان حيث أن ساعة واحدة من ساعاتها تعادل كل الساعات والأيام والأعمار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال