الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة شعبية وليست انقلاباً

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بالطبع هناك ثورة مضادة لأى ثورة فى التاريخ، بالطبع هناك تحالف من قوى داخلية وخارجية تسعى لإجهاض ثورة ٢-;-٠-;- يونيو ٢-;-٠-;-١-;-٣-;- كما فعلوا مع ثورة يناير ٢-;-٠-;-١-;-١-;-، ولكنهم فشلوا وسوف يفشلون أكثر، لأن الشباب المصرى والشابات، المتمردين والمتمردات على الأنظمة الفاسدة تعلموا من دروس الماضى، فالوعى يزداد مع التنظيم والاتحاد.

هذه ثورة الشعب المصرى الممتدة حتى اليوم من يوليو ٢-;-٠-;-١-;-٣-;-. أكثر من ٣-;-٤-;- مليون مصرى ومصرية خرجوا متحدين فى الشوارع والميادين، مصممين على التخلص من الحكم الدينى بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، وكل من يساندهم فى الداخل والخارج، وكل من يتخذون من الدين وسيلة للربح الاقتصادى والسياسى والإعلامى.

نجحت ثورة يونيو ٢-;-٠-;-١-;-٣-;- فى إسقاط حكم مرسى والإخوان المسلمين ومن معهم، إرادة الشعوب أقوى من أى سلاح عسكرى أو بوليسى أو دينى أو اقتصادى، هذا هو درس التاريخ الإنسانى، لا شىء يعلو على الصدق والإخلاص لمبادئ الحرية والعدل والكرامة.

حاول حكم الإخوان المسلمين تقسيم الشعب المصرى إلى مؤمنين وكفار، لكنه فشل، حاول أن يشجع أعوانه فى الحزب والجماعة على ضرب المتظاهرين بالسلاح لكنه فشل، إنها قوة الملايين الإنسانية، الثورة الشعبية مثل البحر تحمى نفسها بقوتها الذاتية، وأعدادها وأمواجها الهائلة تكتسح كل الجن والأشباح، انتهى عصر الجن والعفاريت والخزعبلات، أشرقت أنوار المعرفة والصدق والحب والإبداع، وسوف يزيد إشراقها يوما بعد يوم. سقط القتلى من الشباب والشابات برصاص ميليشيات الإخوان المسلمين، إلا أن الملايين من الرجال والنساء والأطفال تضاعفت أعدادهم فى الشوارع والحوارى والريف والمدن، لم يفزع الشعب المصرى من الرصاص، لم يتراجع خطوة واحدة، بل تقدم أكثر ونجح فى إسقاط النظام، شهد العالم الثورة المصرية فى يونيو ويوليو ٢-;-٠-;-١-;-٣-;-، مع ذلك تنشر الأبواق الاستعمارية الأمريكية وتوابعهم فى الداخل والخارج الشائعات، التى تشكك فى هذه الثورة، يقولون عنها «الأزمة» فى مصر، كأنما هى أزمة طارئة، وليست ثورة عارمة جذرية أسقطت النظام الحاكم، وفرضت نظاما جديدا يقوم على الشرعية الثورية، وكتابة دستور جديد يحقق مبادئ الثورة من المساواة بين الجميع دون تمييز لاختلاف الجنس أو الدين أو الطبقة، نحن فى حاجة أولا إلى الدستور الجديد، وليس الإسراع بالانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، أن نضع الحصان أمام العربة، ألا نكرر الخطأ «الديمقراطية أكبر من الانتخابات»، والشرعية للشعب أكثر من الصندوق. نحن فى حاجة إلى قيادة جماعية ثورية وليس الفرد الواحد والزعيم الأوحد.

أطلقت الميليشيات المسلحة للإخوان رصاصها على النساء والأطفال والشباب، فلجأت الثورة المصرية إلى جيشها الوطنى، ليحمى أرواح الشعب الأعزل، ومن الطبيعى أن يلبى الجيش الوطنى نداء الشعب، وأن تكون الشرطة فى خدمة الشعب، وليس فى خدمة الحكام، تم امتثال الشرطة والجيش لإرادة الشعب، هذه هى ثورة تاريخية وليست انقلابا عسكريا أو أزمة سياسية، أو حركة احتجاج، أو انتفاضة غضب، إنها ثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها كلها.

اليوم ٥-;- يوليو ٢-;-٠-;-١-;-٣-;- رأيت على شاشة الـ«سى إن إن» مجموعة من رجال أمريكيين يهددون الشعب المصرى الثائر بقطع المعونة الأمريكية عنه، وضحكت كثيرا، يا ريت يقطعوها، هذه المعونة التى خربت الحياة الاقتصادية والسياسية فى مصر منذ حكم السادات، هذه المعونة التى تفيد أمريكا أكثر من غيرها، هذه المعونة التى تثبت أقدام الاستعمار الأمريكى الإسرائيلى فى بلادنا، التى تذهب إلى جيوب الطبقة الحاكمة وتفسدها، والتى لا يأخذ منها الشعب المصرى إلا مزيدا من الفقر والهوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا تعلمنا وتعودنا على شجاعة المصرين!
حميد كركوكي ( 2013 / 7 / 7 - 10:54 )
تعودنا أن نحب المصر والمصرين لأنهم أهل المرح والطرب والجد كذلك، لتذهب هذه الوجوه الإسلامية المقرفة والمقززة للقلوب.! دع الدف تدق و نرقص مع الرقصة الشرقية المصرية الخلابة! عفارم عفارم يا شباب مصر أرسلوا ميرسي إلى وطنه السابق
-آمريكا- حيث جنسيته ومولد أبنائه وبيته وأملاكه في فلوريدا!!!!


2 - قبل انتقاد أمريكا
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 7 - 11:40 )
في الحقيقة سيدتي، يجب أن نعترف بحقيقة مرة قبل توجيه النقد أو السهام للأمريكيين. الخطأ الأكبر ارتكبته النخبة السياسية والعسكرية المصرية لأنها قبلت لعبة ديمقراطية ساذجة مع الإخوان، قبل الدستور خاصة. كان يجب أن يستفيد الجميع من المأساة التي مرت بها الجزائر كحالة شبيهة إلى حد كبير، عندما أصيبت النخب بالعمى حتى مكنت الإخوان من اكتساب شرعية مازالوا حتى اليوم يرفعونها كقميص عثمان، وهذا ما سوف يجري في مصر. كان يجب وضع ضمانات دستورية تحول دون استغلال الدين في السياسة كما هو معمول به في جميع الدول الحرة. بدل هذا راح الناس يركزون فقط على إسقاط النظام السابق ولو بين أيدي من هم أقبح منه. الآن مهمة بناء الديمقراطية صارت أصعب، لكن مع ذلك يبقى هذا الانقلاب الشعبي العسكري ضروريا، لأن الخسائر ستكون أفدح لو ترك الإسلاميون يعبثون بمصير الدولة والمجتمع لو تمكنوا وغفل عنهم الناس. ورأيي أنه بدل انتقاد أمريكا يجب مخاطبة الرأي العام الغربي وكشف حقيقة الإسلاميين وخطرهم على السلم والأمن العالميين. الكثير منهم يجهلون حقيقة الأمر، ولهذا نراهم يحاصرون اليمين المتطرف عندهم ويؤيدون حقه في الحكم عندنا. تحياتي


3 - ثورة
ناس حدهوم أحمد ( 2013 / 7 / 7 - 12:51 )
ما يحدث في مصر هو نفسه ما سيحدث في الدول العربية الأخرى
التي أدركها الربيع العربي
كل البلاء الذي أصاب العرب كان من طرف العقلية الدينية
فالشعب نفسه نصفه جاهل وسادج وتجره رياح الدين وهذا ما أعطى
إنقسام الشعب المصري إلى شطرين يكادان أن يكونا متكافئين
فالجيش الوطني والأحزاب السياسية الأخرى المعارضة أحسوا وشعروا
بالخطر المحدق بالوطن فكانت الثورة الثانية
ومرسي الذي استولى على السلطة من بابها الشرعي لم يكن لينجح
لو كان مكان شفيق شخص آخر
على كل حال مصر ليست سهلة حتى تنبطح للجماعة أو بالأحرى العصابة الإخوانية
مصر ستتخلص من هذه العصابة وستبني صرحا ديمقراطيا وحرا
يقود البلاد إلى التنمية والحرية والكرامة وليذهبوا هؤلاء المرضى
إلى جحورهم


4 - ألف مبروك لشعب مصر العظيم.
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 7 / 7 - 13:52 )
ألف مبروك لشعب مصر العظيم، هذا الإنتصار التأريخي على قوى التخلف والإرهاب، ومبروك لك ياست نوال، وقلمك الشجاع الذي إستمر تحت حكم الإخوان، يفضح جهالتهم وعنصريتهم وتخلفهم وإرهابهم،

والمرحلة القادمة هي المعركة الحقيقية، معركة كتابة الدستور، وأهم نقطة فيه هو غلق الباب أمام أية حركة عنصرية فاشية دينية، كالإخوان والسلفيين، من التسلل إلى الحياة المدنية للشعب وإجهاضها تحت عباءة الدين.
إنني أطالب بأتاتورك مصري، فبدون أتاتورك سيعود هؤلاء الإروابيين لتنكيد معيشة الشعب، والدليل هو فشل جميع الحكومات المصرية والعربية في القضاء عليهم، بسبب ضعف صياغة الدساتير، التي تسمح للدين الإسلامي من خنق حرية الشعوب،
وأهمها،
مادة الإسلام دين الدولة.
مادة الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.
فحت هذين المادتين تم ذبح الحرية والديمقراطية في البلدان االإسلامية، وبسببها إنتشرت الأحزاب الدينية الإرهابية.
نرجوا أن تستمر مسيرة النضال، لحين عودة مصر أم الدنيا،وليس مصر أم الإرهابيين.

تحياتي...


5 - معاداة الاسلام السياسي المطلقة للشعب والوطن
طلال الربيعي ( 2013 / 7 / 7 - 14:57 )
استاذتي العزيزة د. نوال السعداوي
لقد وضعت الموجة الاخيرة واسقاط مرسي الثورة المصرية في السكة الصحيحة, واعادت تثبيت مبدأ ان المهم هو الشعب المصري وكادحيه, وليست ادعاءات بالقدسية الزائفة لا تسد للجائع رمقا ولاتوفر للمتشردين وسكان المقابر في مصر مأوى.
اثبت الاخوان, وهم في السلطة, ان ولائهم المطلق لاالله, بغض النظر عن صدق الولاء ام كذبه. وهذا يعني ان ولائهم هو ليس للشعب والوطن اولا واخيرا. فالله هو الذي يمتلك مفاتيح جنانه وليس الناس الفانون من عباده- تعيين حاكم الاقصر من الجماعة الاسلامية, مثلا, وتهديم السياحة كمصدر رزق مهم لمصر.
فالمعركة انتقلت الآن الى ما يدور ويحدث على الارض واهلها, وليس في سماواته السبعة. انه بداية النضال الحقيقي من اجل الانسان, وليس من اجل افكار مقدسة تعظم الله وتقتل الانسان, كما في حالة الاخوان ودعاة الاسلام السياسي عموما.
انه بداية الانهيار المحتم للاسلام السياسي في عموم المنطقة.
مع وافر مودتي واحترامي


6 - الف مبروك لشعبكم البطل ..
فؤاده العراقيه ( 2013 / 7 / 7 - 22:06 )
مصر التي انجبت نوال السعداوي لن تندحر ابداً .. فالف مبروك لكم والف مبروك لكِ ولنضالكِ الطويل ولقلمكِ الذي لن ينقهر ولن يلين امام مطالبته بالحرية والعدل والكرامة .. هذه الكلمات التي طالما ارتبطت بقلم الدكتورة ونضالها الطويل
هذه الأحزاب الأسلامية علاقتها وثيقة بامريكا
عندما يزداد وعي الشعوب تتحد قواها وتزداد شجاعتها ولم يستطع رصاص اعدائها من افزاعها , وسيُفشل الشعب محاولاتهم في تحويل ثورتنا الى انقلاب ووعينا الى ازمات ....نعم هي ثورتنا , ثورة العرب جميعهم ضد الطغيان الأمريكي


7 - دستور مدنى
على سالم ( 2013 / 7 / 8 - 02:59 )
يجب قبل كل شئ كتابه دستور مدنى حديث ويجب الابتعاد تماما من الفاظ ملغومه مثل الشريعه الاسلاميه او مبادئ الشريعه او اى كلمه تدل على توجه دينى كما فعلها المجرم انور الساداتى حينما ادخل الاسلام فى الدستور وكان خطا تاريخى مروع ,اكيد الرجل كان محشش ومعمر الطاسه او ربما احتسى المذيد من كاسات الويسكى , الدستور مدنى تماما وعلمانى ,اذا لم يحب فصيل قال الله وقال الرسول هذا التوجه ,فاذن عليهم الرحيل الى السعوديه والحياه هناك ولايرجعوا ابدا ,مصر تلفظ هذه الجراثيم العفنه


8 - تحيه للشعب المصري البطل
د عبدالامير جيجان مهاوي ( 2013 / 7 / 8 - 03:30 )
تحية اجلال واكبار للشعب المصري العضيم صانع اروع الثورات الشعبيه في العصر الحديث. اتمنى ان يتعلم شعبي العراقي المغلوب على امره الدرس وينتفض مرة اخرى لكنس زمره الملالي الطائفيه وان يكتب دستوره المدني الذي يليق بامجاده وتاريخه المشرف. عشرة اعوام مضت والحكم الاسلاموي في بلدي متوج بالفشل وبالكوارث والازمات.
اذا الشعب يوما اراد الحياة
فلابد ان يستجب القدر
ولابد لليل ان ينجلي
ولا بد للقيد ان ينكسر


9 - الحرية هي في التحرر من التبعية
يوحنا مالوم ( 2013 / 7 / 8 - 22:40 )
وعي الشعب واتحاده بجميع فئاته بصدق وأمانة وإخلاص لإعلاء الوطن وليس في سبيل مكاسب وقتية أو شخصية هي كلمة السر للوصول إلى الحرية والعدل والكرامة الإنسانية . وهذ ماقام به الشعب المصري العظيم بكل فئاته مدركاً خطورة مرحلة حكم الخونة المتأسلمين الذين ينفذون أجندة مرسومة لهم لتفتيت الوطن وإضعافه أينما حلوا
الشائعات والأبواق المتآمرة والإعلام والمشايخ والقنوات المغرضة فبركت مشاهد جرائم الإخوان وانحازت بشكل فاضح لهم كما حدث ويحدث في تغطية الجرائم التي ترتكب في سورية من قبل الجهاديين والإرهابيين ونقل صور مشوهة ومعكوسة لما يحدث فيها تمهيداً لوصول الإسلاميين المنبطحين الذين هم أفضل من ينفذ الخطة المرسومة. ولكن مع طول مدة الصراع في سوريا ظهرت الحقيقة والأيادي الصهيونية الخفية والظاهرة ومثقفون سوريون مستفيدون يعيشون في الخارج يطالبون بالتدخل والتسليح الخارجي وباستئجار إرهابيين عرب وأجانب لتخريب كل حضارة وبنيان وتقسيمها طائفياً وإضعافها وبتمويل خليجي سعودي وعقد مؤتمرات خيانة برئاسة الجامعة العربية الصهيونية الخائنة للعرب
يتبع


10 - الحرية هي في التحرر من التبعية
يوحنا مالوم ( 2013 / 7 / 8 - 22:45 )
تابع

أتمنى لقطر والجامعة العربية والسعودية أن ينتهجوا الطريق الصواب وخاصة بعد الفضائح المخزية بحقهم وحق الإخوان المسلمين كي يكونوا جزءاً من الوطن وليس عنصراً غريباً مريباً وبؤرة فتن لايختلفوا عن وجود إسرائيل

أخطر مافي الأمر هو رضوخ الدول العربية ومد يدها وقبول المعونات الأمريكية التي لاتغدقها إلا لإسكات الطغمة الحاكمة المستفيد الوحيد من المعونة . -طعمي التم ّ بتستحي العين- . وبذلك يتحكم المانح في مفاصل الدولة وتسيير دفة القيادة

والحل الوحيد للخروج من التبعية والحصول على الحرية الحقيقية وتقرير مصير الشعوب بنفسها هو الإعتماد على جهود وعرق أبناء الوطن المخلصين ورفع رأسنا عالياً باعتزاز . عندها نصل على احترام العالم لنا مهما كانت متعارضة

نحتاج دوماً دكتورة نوال لرأيك الصائب وتشجيعك ونضالك وسعيك لإظهار الحق ودحر الباطل فلا تحرمينا منه . دام قلمك ودامت مساعيك


11 - الإسلام السياسي : نحكمكم او نذبحكم
لعليلي الحبيب ( 2013 / 7 / 9 - 00:40 )

.



لقد كتبت عن هذا الموضوع بهذا العنوان في مؤسسة الحوار المتمدن
.شكرا للجميع

اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء