الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس متبادلة بين تونس و مصر / افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة الناطقة باسم حزب الكادحين في تونس

حزب الكادحين في تونس

2013 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ما العمل ؟
تتسارع الأحداث في مصر وأقطار عربية أخرى مثل سوريا وتونس و يشهد الوطن العربي بأسره إعادة ترميم الأنظمة القائمة من جهة وتصاعد مقاومة الكادحين من جهة ثانية للإطاحة بتلك الأنظمة و تنطلق هنا و هناك موجات ثورية من الاحتجاجات و الاعتصامات و الانتفاضات ، و هي التي بلغت ذروتها في مصر التي ضرب فيها الكادحون في الآونة الأخيرة أروع آيات البطولة و الفداء من أجل الإطاحة بسلطة المرشد مقدمين قوافل من الشهداء و الجرحى ، مما غذى الانقسام بين الرجعيتين الدينية و الليبرالية ومن ورائهما الامبريالية العالمية ، حول أفضل السبل الممكنة لإنقاذ نظام الاستغلال و الاضطهاد و قطع الطريق أمام انتصار الكادحين ، فكان تدخل البيروقراطية العسكرية لحسم الانقسام مؤقتا لصالح الرجعية الليبرالية التي استفادت رئيسيا مما حدث ، بينما استفاد الشعب ثانويا بتخلصه من سلطة الرجعية الدينية ، و لا تزال أمامه معارك ضارية أخرى سيخوضها حتى يحقق نصره على الرجعية الليبرالية و يسقط النظام القديم برمته ويبنى مصر الديمقراطية الشعبية .
لقد ألحق انعدام تنظيم الجماهير ثوريا حتى الآن الضرر بنضال الكادحين مما جعل الرجعيات المتناحرة تستعمل قوة الشعب كأداة ضغط في صراعها مع بعضها البعض ، وهو ما يستوجب عاجلا تنظيم صفوف الكادحين و اتحاد الثوريين على قاعدة برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية المتحولة إلى الاشتراكية في مصر وغيرها من الأقطار العربية ، أما إذا ظل الكادحون دون تنظيم و بقيت القوى الوطنية الديمقراطية أسيرة برامج اليمينين الديني و الليبرالي و الجبهة الإصلاحية دون امتلاك خطة مستقلة للعمل الثوري فإن النتيجة ستكون كارثية مثلما كانت غداة رحيل مبارك و بن على وعلى عبد الله صالح و معمر القذافى ، عندما استثمر اليمين الديني كفاح الشعب و وظفه لصالح مشاريعه الظلامية .
ومن هنا فإن قوى الثورة مدعوة إلى الاتحاد قبل فوات الأوان ، فكل انخراط في عمل عفوي يصب في صالح اليمين الليبرالي سواء تم تحت غطاء فوضوي يتنكر للتنظيم الحزبي و الجبهوي أو غطاء إصلاحي يروج للجبهة الديمقراطية الواسعة مع هذا الطرف الرجعى آو ذاك ، سيكون مجرد مأساة ثانية بعد المأساة الأولى و لكنها هذه المرة ستتخذ شكل مسخرة ، و اليوم فإن التخلص من حكم المرشد في مصر و غدا حكم الشيخ في تونس رغم أهميتهما كحدثين ثوريين لا غبار عليهما لن يحلا لوحدهما المشكلة إذا ما جاء بعدهما حكم الرجعية الليبرالية . ومن ثمة فإن كفاح الكادحين يجب أن يصب راهنا و بصورة رئيسية في حل المسألة الوطنية الديمقراطية بما يعنيه ذلك من دحر الامبريالية وعملائها ، فلا تمرد و لا عصيان و لا انتفاضة و لا ثورة إن لم تكن البوصلة تشير استراتيجيا إلى مصالح الكادحين الوطنية و الطبقية .
لا يمكن للشعوب و الطبقات والأمم تحقيق نصرها بضربة واحدة فطريق الثورة صعب و شاق و فيه تعرجات كثيرة ، و موجة بعد موجة و هزيمة بعد نصر و نصر بعد هزيمة ، يتقدم الكادحون نحو تحقيق أهدافهم في التحرر و الاشتراكية ، و يرتسم أمام أعينهم في الأفق عالم خال من الاستغلال و الاضطهاد ينعمون فيه بحريتهم كاملة ، و في سبيل هذه الغاية تهون التضحيات مهما كانت كبيرة ، لذلك يتوافد الكادحون في مصر على الميادين و الساحات بالملايين ويواجهون آلة القمع الاخوانية بشجاعة ، ويستعد الكادحون في تونس لبذل تضحيات مشابهة فبالأمس تعلم الكادحون المصريون من الكادحين التونسيين شعار الشعب يريد إسقاط النظام ، و اليوم يتعلم التونسيون من المصريين كيف يتمردون و يسقطون حكم الشيوخ المتاجرين بالدين .
لقد كشفت المظاهرات الشعبية في مصر زيف الشرعية الانتخابية وخواء الديمقراطية الشكلية فالمحرومون من الثروة و ضحايا الأمراض و الأوبئة و ساكني القبور لا يعرفون للديمقراطية من معنى عندما تعجز عن حل مشاكلهم الاجتماعية ، التي كانت السبب الرئيسي لانتفاضتهم ضد حكم مبارك و عندما فشل الإخوان في الامتحان الاجتماعي وواصلوا بيع مصر للامبريالية و الصهيونية سقطوا سقوطا مدويا ، و في تونس سقط حكم الشيخ راشد الغنوشى منذ مدة طويلة في أعين الكادحين ، وهو لا يستمر واقعيا إلا بفعل القمع و الترويع و الاضطهاد و تواطؤ الأحزاب الإصلاحية و الانتهازية ، فشرعيته القانونية انتهت منذ أشهر أما شرعيتة الشعبية فلم تتوفر أصلا ، و ما جرى في مصر مؤخرا كان ممكن الحدوث قبل ذلك في تونس في مناسبات عدة ، و خاصة عندما هب مئات الآلاف من البشر يوم جنازة الشهيــد شكرى بلعيد تنديدا بحكم الشيخ مرددين : أكيد أكيد الغنوشى قتل بلعيد ، و لكن الإصلاحية خانت مرة أخرى الشعب فعوضا عن دعوة حشود المشيعين لاحتلال الميادين و الساحات دعتها إلى العودة إلى المنازل .
لقد أثبتت الوقائع الملموسة حلوها و مرها مرات ومرات أن صراع الطبقات محرك للتاريخ الذي يتقدم رغم كل شئ إلى الأمام ، طاويا في طريقه صفحات مشينة من الاستغلال و الاضطهاد ، و ما يشهده الوطن العربي الآن من أحداث ثورية يمتزج فيها الفرح بالألم لن تكون نهايتها إلا لصالح الكادحين فطريق الثورة يتوج دوما بالانتصار على الرجعيين الذين ترتعش أياديهم و تتلعثم ألسنتهم كلما هب الكادحون إلى الكفاح و الثورة فهم أول من يعي ذلك الدرس منتظرين يوم السقوط الحزين .
طريق الثورة / عدد جويلية 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين