الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستسلام ليس من خيراتنا

حداد بلال

2013 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يروي لنا "جون بولون"السفير الاسبق لامريكا في الامم المتحدة في احدي مؤلفاته الكتابية تحت عنوان "الاستسلام ليس من خيراتنا"متناولا فيه موضوع حول كيفية الحفاظ والدفاع عن امن وسيادة امريكا الداخلية والخارجية،وهذا باعتباره لن يحدث الا بتجنب قتال الشارع بعكس ما يحدث الان امام دويلات الربيع العربي وهو فيها يقصد بذلك الامن الداخلي لامريكا،اما عن الامن الخارجي فيري بانه مكمل وموافق للامن الداخلي من خلال ما قدمه الرؤساء الامركيون في هذه السنوات الاخيرة خلال فترة ولايتهم من التهويل السياسي وخلط الاوراق الخارجية العالمية التي تضمن لهم الهاء الشعب الامريكي بما لا يدفعهم الي الخروج الي الشارع في كل مرة نتيجة الازمات الاقتصادية التي تعصف بهم.
وعلي ما تبدوا عليه السياسة الامريكية في انها لا تقتصر سياسة رئيس واحد بل تتعدها الي عدة رؤساء كان قد مروا في ولايتهم علي امريكا والاغلب انها بدات انطلاقا منذ تولي بوش الاب حسب راي السفير الامريكي الاسبق وصولا الي بل كلنتون وجورج بوش ونهايتا بي باراك اوباما في عهدتين كرس فيها نفس السياسة بعد فشله هو الاخر في تضميد جرح عجز الازمات الاقتصادية فراحي يلهي شعبه مؤخرا بالاحداث السورية التي توصل فيها الي قرار تسليح "المعارضة"معترفا في نفس الوقت بان سوريا ليست مثل ليبيا،والملاحظ من ذلك كلما اشتد الخناق الشعبي علي الرؤساء الامريكين نتيجة الازمة الاقتصادية كلما رئيناهم يسارعون في تغير ولفت انتباه وجهة نظرشعبهم الي عوامل خارجية كانها هي السبب في ذلك هروبا من حقائق مواجهة فشلهم في ايجاد حلول لتلك الاضطربات الاقتصادية التي تشهدها امريكا والعالم باسره والعجيب في ذلك هو ايمان الشعب الامريكي برغم من نوضجه وتفوقه العلمي بهذه التهويلات السياسية الخارجية .
وبالحديث عن لعب ورقة السياسة الخارجية التهويلة التي تكلم عنها "جون بولون"لالهاء الشعب الامريكي من طرف رؤسائهم،انما يريد توضيح كيفية صناعة الرؤساء الامريكين خصوصا في هذه السنوات الاخيرة اعداء جدد من خلال مصطلحات وشعارات تدعي بالانسانية عبر ومضات اعلامية تصور فيها ان مايسمي بامتلاك السلاح النووي وانتشار القاعدة والسلاح الذي تحوز عليه الدول الضعيفة هو بمثابة خطر وسبب في اللامن الاقتصادي الذي تتخبط فيه امريكا والعالم اجمع وهي بذلك مثلما تفعل اليوم مع سوريا وليبيا والعراق في السابق من خلال التحجج الدائم بامتلاكها اسلحة دمار شامل دون تاكد اصلا من وجودها حقا،لتنسي العالم وشعبها بفشلها الذريع للمنظومات الامريكية في القضاء علي وتيرة هذا العجز الاقتصادي الذي تتغني وتتباهي به امام العالم في انها القوة الاقتصادية التي لاتسقط ابدا في العالم،وانما يوحي هذا الي روح امريكا ورادتها في عدم استسلامها في تحقيق امنها الداخلي والخارجي علي حساب النسف الامني لسيادات الوطنية لدي الدول الضعيفة.
والغريب في الامر ان هذا لا يتوقف فحسب علي السياسة الامريكية بل يتعداه الي حلفائها امثال بريطانيا وفرنسا خصوصا وان هذه الاخير يعتمد رؤسائها ومن بينهم خاصة الرئيس الاسبق لفرنسا "نيكولاس ساركوزي" الي تضليل شعوبهم باسم الاسلام فوبيا وشعارات حقوق الانسان للفوز باصوات في العمليات الانتخابية،مثلما فعل "ساركوزي" حينما اشتغل علي قضية "مراح" ذوالجنسية الفرنسية وجزائري الاصل لحصد الكثير من الاصوات،وهو بالفعل ما حدث حيث فاقت التوقعات نسبة الداعمين له بعد ان كان متوقعا من "هولاند" ان يفوز بالاغلبية الساحفة نتجة برنامجه الاقتصادي الذي تحتاج اليه فرنسا في الوقت الحالي،لكن اشتغال "ساركوزي" علي فكرة الاسلام فوبيا كاد ان يخلط اوراق "هولاند".
ومن ذلك كان "الاستسلام ليس من خيراتنا"حسب ما يرويه السفير الامريكي "جون بولون" في احدي كتبه الشهيرة التي عنونها بهذا العنوان،والتي بين فيها السياسة المروغاتية للمؤسسات الامريكية وبعض حلفائها من اجل ضمان امنها الداخلي والخارجي علي حساب توسيع رقعة اللامن في الدول العربية خاصة والاسلامية عامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا