الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا القائد الأعلى = فجل ياغجر !!

عبدالله محمود أبوالنجا

2013 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


عندما استمعت الى مرسى العياط فى خطابه ، الذى ألقاه يوم 26 / 6 / 2013 بقاعة المؤتمرات بحى مدينة نصر بالقاهرة ، وهو يردد بين الفينة والأخرى عبارة ( أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة ) ، ذكرنى بنكتة نتداولها نحن المصريون عن أحد الباشوات ، الذى اعتاد على معاملة مخدوميه ومرؤوسيه معاملةً ً فظة وغليظة تشى عن كبر واستعلاء وتعالى على هؤلاء الذين شاءت الأقدار أن يكونوا تحت سلطان وسيطرة ذلك الباشا المتكبر المتغطرس الغير مكترث بمشاعر من يقومون بواجباتهم نحوه على الوجه الأكمل ! ثم شاءت الأقدار أن يفقد ذلك الباشا المتكبر المتجبر المتغطرس نفوذه وجاهه وثروته وينحدر مستواه الاجتماعى الى الحضيض ، حتى أن الأقدار حكمت عليه أن يفترش الأرض بقفص عليه كومة من الفجل ، على احدى نواصى الحارة وهو يرتدى جلباباً ممزقاً أكل عليه الدهر وشرب ، ممسكاً حزمة فجل فى يده وهو يلوح بها فى كبر وخيلاء وغطرسة ، منادياً على المارة أن يشتروا منه بعض الفجل : [ فجل..فجل..فجل ياغجر .. ياغجر..فجل..فجل ياكلاب..فجل ياغجر !! ] ، فينظر اليه المارة باستخفاف ، ومنهم من يمصمص شفتيه ، ومنهم من يحدجه بنظرات الازدراء . حتى الأطفال الصغار راحوا يتندرون عليه ، رغم عدم معرفة الكثيرين منهم بتاريخه المتغطرس عندما كان هو الباشا فى يوم من الأيام . أما البسطاء من عوام المصلين ، الذين لا يعرفون حقيقته ، فكانوا يزجرون الأطفال دفاعاً عنه ، لاعتقادهم أنه مجذوب من المجاذيب الذين يعتقد العوام أنهم من أولياء الله الصالحين ، وأحياناً كانوا يضربون الصبية بالكف عندما يرون أحدهم وقد اختطف حزمة فجل من أمام المجذوب ( الباشا ) سابقاً .

لكن مرسى العياط ، عندما ردد تلك العبارة ، فى أكثر من مناسبة ، لم يكن يدرك أنه كان بذلك يكشف ، وعلى عكس ماكان يهدف اليه ، عن عدم تقبل القوات المسلحة له كقائد أعلى للجيش المصرى ، كما كان يكشف فى الوقت نفسه عن تهديد مبطن للشعب ومن يمثلونه من أطياف المعارضة بأنه يستقوى بالجيش على كل من يحاول التصدى لقراراته التى رأى الشعب أنها لصالح جماعة الاخوان ، على حساب المصالح العليا للشعب . وأنا شخصياً مندهش من تصرف مرسى العياط هذا ، لسبب بسيط ، لأنه كان يعلم كما كانت جميع قيادات جماعته أن الجيش بكل قياداته وضباطه وجنوده ، لا يطيقون حتى مجرد سماع اسمه أو اسم جماعته ! لقد كان مرسى العياط بعبارته تلك ( بصفتى القائد الأعلى للقوات المسلحة ) يخدع نفسه وجماعته قبل أن يخدع الشعب المصرى وقيادات الجيش وضباطه وجنوده . وعلى غرار عبارة ( بصفتى القائد الأعلى للجيش ) تأتى عبارة ( بصفتى الرئيس الأعلى للشرطة ) وعبارة ( بصفتى الرئيس الأعلى للقضاء ) وغيرها من العبارات التى يستخدمها عادة وبشكل فج أى حاكم ديكتاتور لا يرى أنه ديكتاتور !

ورغم مايقال أن مرسى العياط كان مجرد واجهة لجماعة الاخوان المسلمين التى يتحكم فيها وفى توجهاتها المهندس خيرت الشاطر ، الرجل الأقوى نفوذا وتأثيرا ً ، الا أن مرسى العياط يظل هو المسئول الأول والأخير عن حالة النفور الشعبى العام الذى تبلور فى صورة ثورة شعبية عارمة ضده وضد جماعته وكل من يؤيدونه وتياره ، فى 30 يونيو 2013 ! تلك الثورة التى أطاحت بنظامه وجماعته من سدة الحكم الى غياهب السجون والزنازين ! كان من الممكن أن يكسب مرسى تعاطف الجماهير ، لو أنه أصغى لصوت الملايين التى احتشدت ضده وضد جماعته فى مختلف ميادين مصر مطالبة برحيله عن كرسى الحكم ، وبذلك يحفظ للجماعة تواجدها على الساحة السياسية ، لكنه للأسف لم يتعظ من تجربة نظام مبارك ، وآثر هو وجماعته تحدى ارادة الشعب المصرى بكل فئاته وبكل طوائفه وعلى رأسها الجيش والشرطة والقضاء والاعلام ! لقد تحدى مرسى وجماعته ارادة الشعب ، برغم يقينه أن ارادة الشعب أقوى من ارادة أى حزب أو أية طائفة ، آملاً تدخل الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبى ، من أجل تنصيبه مرةً أخرى على كرسى الحكم ! وفى اعتقادى أن ذلك هو الخطأ الاستراتيجى الأعظم الذى ارتكبه مرسى العياط وجماعته فى حق الشعب الذى خرج ليخلعه عن كرسى الحكم ! هل أراد مرسى العياط من المجتمع الدولى – وخاصة الولايات المتحدة – أن يكرر أخطاءه الاستراتيجية التى ارتكبها بحق الشعب العراقى والشعب الليبى والشعب السورى ؟ هل كان ينتظر مرسى العياط من الدول العربية التى عاداها هو وجماعته أن تقف فى صفه ؟ هل كان ينتظر من الامارات العربية التى حاولت خلايا الاخوان زعزعة أمنها واستقرارها ؛ هل كان ينتظر من الامارات - التى يعشق حكامها وشعبها الشعب المصرى - أن تدعمه ضد ارادة الشعب المصرى ؟ هل كان ينتظر من خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودى الذى يتوجس كل شر من التنظيم الدولى لجماعة الاخوان ؛ هل كان ينتظر منهم أن يدعموه ضد ارادة الشعب المصرى ؟ أم أنه كان ينتظر أن يأتيه جبريل ويمدده بعشرة آلاف من الملائكة مردفين كما يردد أحد أتباع مرسى العياط المخبولين فى ميدان رابعة العدوية ؟! ذلك التابع الذى استباح لنفسه الكذب على المغيبين فى ميدان رابعة العدوية وزعم أنه رأى الرسول فى المنام وأنه عندما حان وقت الصلاة ، أشار الرسول بيده الكريمة لمرسى العياط أن يصلى اماماً به وبالناس ؟!! مرسى العياط يؤم الرسول والمسلمين فى الصلاة ؟!! لا أكاد أجد ألفاظاً اصف بها ذلك الخبل والجنون الذى يصدر عن أتباع مرسى العياط وجماعته !! الأمر لله من قبل ومن بعد ! حتى قطر التى استولى عليها القرضاوى وأصبح له فيها الكلمة العليا باستيلائه على عقول حكامها ؛ حتى قطر رأى حاكمها الشاب الشيخ تميم أن يمسك بالعصا من منتصفها ولا ينساق لفتاوى شيطان الفتنة المسمى بالقرضاوى ! من تبقى لكم ياأيتها الجماعة التى خدعت المصريين والعرب لأكثر من أربعة وثمانين عاماً ؟ تلك الشراذم المغيبة التى حشدتموها فى ميدانى رابعة العدوية وميدان النهضة ؟ تلك الشراذم التى لا تساوى نقطة فى بحر ثائر هادر ضدكم ، اسمه الشعب المصرى !! ستثبت لكم الأيام فى القريب العاجل أن الشعب المصرى على قلب رجل واحد ولن يفرط فى ثورته وسيحقق أهدافها ، مهما كان حجم الغش والتضليل الذى تمارسونه اعلامياً !

بقلم / عبدالله محمود أبوالنجا
القاهرة – 8 يوليو 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا