الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خَيَالُ النَّجمة

صبري هاشم

2013 / 7 / 8
الادب والفن


***
خَيَالُ النَّجمةِ
***

وَأَنْتَ بالنّورِ تَغْتَسِلُ
وَتُراقِصُ بِنَشْوَةٍ أَثْوَابَ النَّسيم
هَلْ رَأَيْتَ نَجْمَةً ظَلّتْ
إلَى أَعالِي أَكْتَافِ الفَجْرِ تُسامِرُني ؟
مَنْ أَطفَأها ؟
وَأنْتَ بالنورِ تَبْتَلُّ
يَصْدِمُكَ القَادِمونَ مِن وَرَاءِ الأفْقِ وقد
جَلَبُوا إلَيْكَ الظَّلامَ الّذي
كانَ عَلى جِبَاهِهِم يَحْمِلون
وَقَالوا : هذا خَيَارٌ سَيَعُمُّ
فَابْحَثْ إنْ شِئتَ عَن لَوْعَةِ ضَوْءٍ
يَذْوي فِي الجِوَار
وأنتَ حِيْنَ تُنَادي : أَيَا بَغْدادُ أَقْبِلِي
هَأَنَذا أَقْبَعُ خَلْفَ ذاك الجِدَار
أُنَاجي شَمْعَةً سَدَرَتْ في سَكْرَةِ الغِيابِ :
بالدّمْعِ لا تَشْهَقي يا شَمْعَتي الأخِيْرة
بالحُزْنِ لا تُشْرِقي
بالموتِ لا تَخْفَقي
وَأَنْتَ بالنورِ تَحِلُّ
تَظَلُّ عَن الحُلُمِ الضّائعِ تَبْحثُ
هوَ المَكانُ الذي كُنْتَ تَشْتَهِي
وَسِيْرَةُ الأعْوَامِ
تِلْكَ التي اعْتَصَرَت رُوحاً نَضِرَاً
هوَ المَكانُ الذي لَا خَيْطَ يُوصِلُكَ بهِ
والمَاضِي فيه غامَتْ مَلَامِحُهُ
هوَ المَكانُ الذي لَمْ يَعُد
هُوَ المَكَانُ الّذي مِن بَعْدِهِ
ما ظَلَّ ظِلٌّ يَخْطُرُ
وَلا تَراءى شَبَحٌ في مَقَام
وَأَنْتَ بالشّمْسِ حِيْنَ تَحْلُمُ ذاتَ مَنَام
أَرَاكَ تَجْهَشُ :
أَتْعَبَتْنِي المَنَافِي
أيّتُها البِلَادُ التِي نَأَتْ
فَمَتَى تَمُدّيْنَ للوَصْلِ حَبْلاً كي أَسْتَعِيْدَكِ ؟
مَتى إِلَيْكِ تُعِيْدِيْني ؟
***
سَنَمْضِي ـ بِلَا أَسَفٍ ـ أَرْوَاحَاً هَائِمَةً
سَنَمْضِي أَسْمَالاً تُطَارِدُ الرِّيْحَ
سَنَمْضِي إلَى النِّهَايةِ
وَلَسْنا الخَاسِرِين
***
وَأَنْتَ تَتَصَدّى للقَادِمين مِن هُناك وَتُعْلِنُ:
أَنتُم عَلى الرّؤيَا جُبِلْتُم
وعلى تَخْرِيْبِ المَدَائن
فَمَا أَبْشَعَ الرّؤى
حِيْنَ لَا تطْرقُ أَبْوابَ الفَجْرِ !
وأَنْتَ بِوِجُوهِهم كالنارِ تَنْدَلِعُ :
أُريدُ حَدِيثاً لِهَذا الوَحْشِ المُتَصَابرِ في صَدْرِي
بِهِ يَتَلَهّى حِيْناً
وَيَحْتَسِي مِن رغْوَةِ فِنْجَانِهِ حِيْنَاً
ثمَّ بالنُّطقِ يَنْهَمِرُ :
عَلَيْكَ أَنْ تَتَمَاسكَ أَمَامَ عَالَمٍ مُخْتَلٍّ
أَنْ تَتَوازَنَ فِي بَحْرٍ هَائجٍ
عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ سَويَّاً
فِي زَمَنٍ يَدْفَعُكَ نَحْوَ حَافّةِ الجُنُونِ
وَتَصْرَخُ :
أَيَا بَغْدادُ أَقْبِلِي
وَهِيَ بِالجَحِيمِ مُطَوّقة
فَمِنْ أَيَنَ تَدْخلُها ؟
أَيَا بغْدَادُ أَقْبِلِي
أَوْ عَلَيْكِ سَتُهْدَم أَسْوَارُ الجَحِيْمِ

5 ـ 7 ـ 2013 برلين
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال