الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هو زمن الحسم

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2013 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لا توجد منطقة وسطى بين إنقاذ وطن من بين فكي وحش وبين تركه يلفظ أنفاسه، الحسم والحزم اليوم أمر لا مهرب منه. . الحسم يحتاج للرجال والإمعات يمتنعون، لا أخشى محاولات جماهير الإخوان إعادة عصر الظلام، فكل ما أخشاه هو السادة الذين يتصدرون للحديث باسم الثوار، من ذوي التاريخ الأسود في إجهاض ثورة 25 يناير، ومن سيوقعون وثيقة "فيرمونت 2" إن حدث لن يكون مصيرهم الإقصاء مثل أهل "فيرمونت 1"، لكن سيكون مصيرهم المشانق، المصالحة الوطنية والتوافق المجتمعي لا يمكن أن يعني ركوب البلاد من قبل دعاة التخلف، كما لا يعني بالتأكيد التواجد في منطقة رمادية بين الحداثة والغرق في هاوية التخلف، فهكذا تكون الشعوب الفاشلة، هو صراع بين ما يمثله د. محمد البرادعي، وما يمثله د. أيمن الظواهري، ولن ينتهي هذا الصراع إلا بزوال أحد الطرفين من الوجود. . لا مكان هنا للحلول الوسط، أظن أن أدعياء التوافق ومسك العصا من منتصفها قد أخذوا فرصة كاملة خلال سنتين ونصف، ضاعت خلالها سيناء وقتل فيها جنودنا، وتوغل الإرهابيون في سائر مؤسسات الدولة بداية من القصر الجمهوري، والآن يخرجون علينا بالسلاح لقتل الشباب. . الآن فليصمتوا أو يذهبوا للجحيم، وليتركوا الشعب المصري وجيشه يطهر البلاد من وباء الإرهاب. . إغلاق الجرح على ما به من صديد هو جريمة قتل عمد، إذا ضربت "الغرغرينا" في أي جزء من أجزاء الجسد، فإن بتره هو الحل الوحيد، إن أعثرتك عينك فاقلعها، وإن أعثرتك يدك فاقطعها، الجسد المصري يئن الآن حقيقة، لكن يحدث هذا وهو يتخلص مما لحق به من بثرات طوال 85 عاماً مضت!!
وصلني بالإيميل بيان من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، باللغة العربية والإنجليزية (أي موجه للخارج أساساً)، وموقع من عدد من المنظمات الحقوقية المصرية، يستنكر ما سماه "إغلاق وسائل الإعلام الإسلامية والقبض على بعض العاملين فيها" ويعتبره انتهاكاً واضحاً لحرية الإعلام"
وكان هذا هو ردي عليهم:
وأعرب أنا أيضاً عن قلقي البالغ من الفلسفة التي تحكم توجهات المنظمات الحقوقية الموقعة على هذا البيان، إذ يبدو أنها غير قادرة على التفرقة "بين الحمرا والجمرة"، وأنه "كله عند العرب صابون"، وأنهم غير معنيين بفتح الصناديق المغلقة لتبين إن كان الذي فيها فكراً يستحق الرعاية والحماية أم إرهاب وبث كراهية. . تمنياتي لكم بالتوفيق وثاقب الرؤية.
هناك فرق بين "حقوق الإنسان الإرهابي" وبين "حقوق الإرهابي كإرهابي" والأخيرة هي الضلالة بعينها، فحق الإرهابي كإنسان يختلف عن حقه في ممارسة إرهابه وبث كراهيته وتحريضاته، والأخيرة ما يدافع عنه البعض بمسمى حقوق الإنسان والليبرالية، خطأ مطبعي بسيط يحول "منظمات حقوق (الإنسان)" إلى "منظمات حقوق (الإرهابيين)"!!. . نستطيع أن نتعرف على من يحرك الأحداث ويوحي بالشعارات من خلف الستار، إذا تأملنا ما رفع بعد حركة 25 يناير من شعارات "القصاص" و"عزل الفلول" و"تطهير مؤسسات الدولة"، ونتأمل ما يرفع الآن من شعارات "المصالحة" و"عدم الاستئصال". . هي نفس الجهة التي تصيح في الحالتين، ويردد خلفها ما توحي به نفس الجوقة.
لقد استخدموا مع الحرس الجمهوري التكتيك الذي يسميه المصريون "رمي الجتة"، فإما أن تنجح في تحقيق غرضك، وإما أن تُلبِس عدوك مصيبة!!. . أعتقد أن تسجيلات الفيديو ستحد كثيراً من قدرة الإخوان على الكذب والادعاء، لقد ولى زمن الخداع أو كاد، ولم يعد يوجد إلا من يرغب في خداع نفسه، هم يحاولون الآن تنفيذ تهديداتهم السابقة، وقد قال قادتهم صراحة أنهم إذا ما وقف الجيش بجانب الشعب سيحاربونه وسيجلبون من الخارج من يحاربه، ننتظر من متخصص جمع تسجيلات الفيديو التي هدد فيها قادة المتأسلمين الشعب والجيش المصري، وإلحاقها بتسجيلات هجومهم الأخير على القصر الجمهوري، علاوة على ما ارتكبوه من مذابح في سيدي جابر وغيرها، ستكون هكذا فيلماً تسجيلياً مأساوياً. . السلفيون هم شرطة الإخوان والجماعة الإسلامية هي قواتهم المسلحة، وبمجرد استشعار هؤلاء أن هناك دولة قوية ستضرب بيد من حديد كل مفسد وإرهابي، سيدخلون الشقوق، وسيجدون من بينهم من يقنعهم بالتقهقر من مرحلة "التمكين" إلى مرحلة "الاستضعاف".
خرج الشعب المصري كله لاستعادة مصر، واستجاب له الجيش وأعادها، وهناك الآن من يتفاوض مع ذئاب الظلام ليقتسمونها فيما بينهم، أو بالأصح يعيدها إليهم ثانية، هناك من يقول أن قادة السلفيين يتفاوضون على شخصية رئيس الوزراء، فيما قواعدهم الجماهيرية مع الإخوان في حشودهم وغزواتهم للكفار بتوع تمرد، هل هذا صحيح؟. . أتمنى أن يتصف من يجرون المفاوضات والمساومات الآن ببعض ما تتصف به النساء والأطفال والعجائز الذين خرجوا يوم 30 يونيو، من إخلاص وصلابة وإصرار على استعادة بلادهم من بين أنياب الذئاب.
السادة غير الأفاضل في الإدارة الأمريكية والذين يتحدثون عن الشرعية: لماذا لم تلتزموا بالشرعية في التعامل مع إرهابيي جوانتاناموا، ووضعتوهم في سجن خارج الولايات المتحدة لكي لا يطبق عليهم القانون الأمريكي، وإن كنتم فعلتم ذلك حماية لشعبكم وللإنسانية من شرورهم، فلماذا تستكثرون على الشعب المصري تحركه السلمي الطاهر لاسترداد بلاده من نفس النوعية من الكائنات غير البشرية؟؟!!
أعتقد أنه يكفي حشوداً للشعب المصري المطالب بالحرية، ويكفي إثباتات لكل العالم أن الشعب هو السيد الآمر والجيش هو الخادم المخلص له، والآن لنخلي الساحة وننصرف للعمل، وإن كان ثمة متمردين يهاجمون المؤسسات أو الجيش، فلتتصدى لهم الشرطة والجيش دون تدخل وتداخل لجماهير، فهي ليست حرباً أهلية، وإنما هناك متمردون خارجون على القانون يتحتم ردعهم، وألحق بهذا دعوتي لشباب التيارات الإسلامية للعودة لبيوتهم وأعمالهم لنعيد ترميم ما تحطم من بلادنا ومقومات حياتنا، ومن يصر على مواجهة جيش مصر وتهديد الشعب فلابد وأن يعامل بحسم لا تلكؤ أو تردد فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا توجد منطقة وسطى
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 7 / 8 - 16:44 )
هذا هو الموقف الصحيح ،
لا توجد منطقة وسطى بين إنقاذ وطن من بين فكي وحش وبين تركه يلفظ أنفاسه، الحسم والحزم اليوم أمر لا مهرب منه.

ونحن نقول؛
نؤيدكم بالضرب بيد من حديد على رأس هؤلاء الإرهابيين، وتشكيل لجان الحراسة الشعبية، وتسليحها، لحماية الثورة، بالتنسيق مع الجيش والشرطة، ولمساعدة الجيش والشرطة لتسهيل مهامها. والتنسيق مع الأحزاب الثورية واليسارية الحقيقية، وعلى مستوى الجمهورية، لأن عدوكم مصرا ً على تدمير مصر، وجلب إرهابيين من الخارج، لذبح الوطنيين والأبرياء، فلن يهدأوا ولن يسكنوا، لأن مصر بالنسبة لهم غنيمة سرقوها في غزوة الصناديق، كما يسموها هم بلسانهم. فكيف تذهب منهم مصر ولم يتمتعوا بسباياها بعد.

فلا تأخذكم رحمة مع الإرهابيين وقطاعي الطرق.

تحياتي لشعب مصر العظيم...


2 - مقارنه بين الأخوان وحزب النور
ضرغام ( 2013 / 7 / 8 - 18:33 )
تم استخراج خازوق الأخوان علي وجه السرعه، وحاليا جاري أدخال حزب النور (أي الخابور) في العمليه السياسيه علي وجه السرعه أيضا....لماذا؟ هل لان الفراغ الناتج عن أخراج الأخوان غير محتمل؟ أم أن الشعب أصبح مدمنا؟ أم الأثنين معا؟


3 - لا مصالحة مع اعداء اخينا الأنسان قبل دحرهم
ميس اومازيغ ( 2013 / 7 / 8 - 19:03 )
عزيزي غبريال شكرا على مجهوداتك /يا رجل لا اخفيك انني ارتاح لمقالاتك وان مضمن مقال اليوم هو ما يروج في اعتقادي في ادمغة احرار مصر كلها بدآ من رئيسها المتشبع بالملكة القانونية ومؤسسته العسكرية اليقضة فهون عليك انهم سيتصدون لأعداء اخينا الأنسان النصابة المحتالين الذين افتظح امرهم لبلادتهم البادية فيما حاولوه من اخونة الشعب العظيم حفيد الفراعنة العظماء ناسين ان له ذاكرة جماعية لم يعوا هم محتواها ان الديموقراطية على عتبة بيوت احفاد الفراعنة وهم ادرى من غيرهم ما تعنيه القرابين ومستعدين لتقديمها دماءا حارة مقابل هذه الديموقراطية لأدراكهم ان هذه الدماء هي اغلا ما لديهم وقد سبق وقدموها للنيل املا في الرفاهية والأزدهار.لقد انتهى امر الخرافة انه القرن 21 غير انه يتوجب اسغلا ل هذه الفرصة لمزيد فضح المجرمين الذين لا يعترفون بحدود للوطن فحيثما يوجد نصاب مثلهم يعتبر وطنهم ولا يخفى عليك ان مغيبيهم قد ظهروا وازالوا اقنعتهم في شمال افريقيا باسرها وغيرها لما كانوا ينتظرونه من نجا حهم في اخونة مصر الحبيبة ليهبوا فرادى وجماعات بستارهم الأسود لتغطية النور على الشعوب.لا حوار عزيزي مع من يتكلم باسم السماء.

اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|