الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوباما محبوب العرب

فائز الكنعان

2013 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


بعد احداث مصر المتسارعة هنالك حقيقة واحدة -لا يعرفها غالبية العرب ولن- الا وهي ان أمريكا تبحث عن أنظمة مستقره في المنطقة لتضمن سريان النفط والمساهمة في البناء والإعمار والذي يؤمن موارد النظام الرأسمالي، وهذا بحد ذاته يخدم الطرفين ومن السهولة استخدامه لصالح العرب .
وهكذا امريكا تفضل ان تكون هذه الأنظمة منتخبه وديمقراطية وشفافه كما هي في الغرب، ولكن هذا كما يقال " أشبه بعشم إبليس في الجنة" لظروف وثقافة شعوب هذه المنطقة والمعروف عن كرهها وعدوانيتها للغرب والذي له اصول دينية مترسخة في العقل العربي.
إذن ماذا فعلت أمريكا ؟ كان الحل بالوسطية والرضوخ للواقع .
الوسطية كانت بالتعامل مع الأنظمة التقليدية العربية رغم كون هذه الانظمة متخلفة وفاسدة ولكنها أكثر استقرارا من الأنظمة الثورية ( كالعراق وسوريا) ومحاولة المساهمة بتطوير هذه الأنظمة التدريجي وهو أضعف الإيمان وبهذا حافظت امريكا مغرمة و لعقود طويلة على استقرار انظمة مبارك والسعودية وقطر والأردن والمغرب و باستعمال سياسة العصا والجزرة.
عملت على الضغط تدريجيا وخاصة على نظام مبارك وباقي الانظمة التقليدية العربية لإرساء قواعد و حد أدنى من الدولة المدنية واستقلال القضاء وهذا تم عادة بضغط من الكونجرس وألسنت الأمريكي الذي له ثوابت معينة في الدعم المادي بعيدا عن أهواء السياسيين لان للناخب الأمريكي دور في هذه السياسات .
ان إرساء الدولة المدنية يحتاج عقود طويلة من الصبر والمتابعة والدعم والد أعداء هذا التطور هو الثورات العشوائية .
وبما انه غالبية العرب تؤمن بالحل والتغيير الثوري وخاصة المثقف العربي فإنهم كالعادة وقفوا مع الخيار الثوري على مدى عقود طويلة ( لا تنسوا ثورة قاسم في العراق والتي أنهت العصر البريطاني الرشيد) وهكذا ترجموا رسالة اوباما في جامعة القاهرة في اول تسلمه مهام الرئاسة ،
هذا الخطاب الذي سحب البساط والدعم الامريكي من تحت الأنظمة العربية التقليدية وبهذا أخل في توازن القوى في مصر (وباقي الدول) الذي حافظت عليه امريكا مغرمة من بعد وفاة ناصر.
فحدث ما حدث من ثورات الربيع العربي والتي جلبت الاسلام السياسي للحكم كما كان متوقعا كما حدث في تجربة العراق.
ونحن نعلم قصور هذه الأحزاب وخطابها الطائفي الذي فاق خطاب الأحزاب القومية.

الآن مالذي سيحصل؟
مصر خرجت من دائرة الموازنة القلقة والصعبة التي حافظت عليها أمريكا مغرمة و لعقود طويلة كما خرج العراق من مظلة المملكة المتحدة بعد ثورة قاسم وحدث ما حدث في العراق.
المشكلة ان دور مصر وشعب مصر على المنطقة أعمق من دور العراق، فكما كانت غلطة كارتر
"في التخلي عن الشاه لصالح خيار الشعب الإيراني والتغاضي عن صعود خميني باسم الحريات "
من أكبر الأغلاط التي لا تغتفر كانت غلطة اوباما في التخلي عن انظمة الاعتدال العربية ، بل أكثر سلبيه وستكون آثارها وخيمة و ستغير خريطة المنطقة الى الأبد .
هل سيكمل اوباما مدته الرئاسية بعد كل هذه الأخطاء ؟ لا اعلم ولكن الذي اعرفه ان الخريطة الانتخابية في أمريكا قد تخلخلت وتغيرت مع فوضى المهاجرين غير القانونيين من المكسيك عبر عصور طويلة وإلا لما انتخبت أمريكا اوباما المجهول ليقود أكبر وأغنى دولة في العالم.
والتاريخ القريب هو الحكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبض فرنسا: هل يتجه المشهد السياسي نحو قطبية ثنائية على حساب


.. مقتل أكثر من 100 جندي من بوركينا فاسو في منطقة قرب الحدود مع




.. شخصيات فنية رياضية تدعو إلى منع فوز اليمين المتشدد في التشري


.. إسماعيل هنية في كلمة لأهل غزة: تضحياتكم تصنع النصر




.. البرهان يؤكد ثقته بالنصر ودقلو يتهمه بالانسحاب من المفاوضات