الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المستقبل : بين نهضة البشرية و سقوط الارض .

علي لّطيف

2013 / 7 / 8
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


ان الزيادة الهائلة لتعداد البشر خلال ال50 سنة الفائتة فاق كل التوقعات , فبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة قدر تعداد البشر بحوالي 2 مليار , اما اليوم فيبلغ تعدادهم حوالي 7 مليار و يتوقع الدارسون في هذا الخصوص زيادةً اكثر خلال العقدين القادمين تصل الي 9 مليار . تتدرج اسباب هذه الزيادة الي عدة اسباب اهمها التطور العلمي الذي بلغ ذروته في مجالات الصحة و الصناعة , و كذلك نسبة الاستقرار التي طلت علي معظم انحاء العالم .

عدة اوبئة تمت السيطرة عليها , عدة لقاحات طورت بسرعة لا مثيل لها , و سرعة العلماء في كشف اسباب الامراض تصاعدت طرديا مع تصاعد تطور مختبرات البحوث العلمي و كذلك الوعي الصحي الذي تزايد مع زيادة قوة وسائل الاعلام و الاتصالات , و احد اهم الاسباب اهتمام اغلب الحكومات في العالم بمجال الصحة و توفيرهم لشعوبهم برامج صحية مجانية كدولٍ مثل المملكة المتحدة البريطانية , التي صرح احد ساستها عن حزب العمال , بان إلغاء قانون الضمان الصحي سيسبب ثورة فورية في البلد , و كذلك دول مثل فرنسا و المانيا و كندا و كوبا و اليابان اقرت مثل هذا القانون علي فترات زمنية مختلفة . إن مثل هذه القرارات وفرت حياةً افضل لمعظم المواطنين ,و بالتالي وفرت لهم فرصة افضل لبناء عائلاتهم و بالتالي زيادة عدد السكان .

و كذلك تطور الصناعة بمختلف مجالاتها , فأصبحت صناعة الغذاء التي تحتكرها شبه كليا اربع شركات رئيسية في العالم غنية بمختلف المنتجات التي تتناسب اسعارها مع اغلب طبقات المجتمع تباعاً للمنافسة المحتدمة بين كل شركة و اخري , و مع استمرار الطلب علي الغذاء زادت كثرة و حدة مزارع اللحوم و مصانع المنتجات الحيوانية , و علي رغم الفيض الهائل الزائد للمنتجات الغذائية و وحشية مزارع اللحوم و مصانع المنتجات الحيوانية , مازالت الحكومات تدعم هذه الشركات , و بهذا توفر الغذاء بصورة هائلة في الاسواق و توفر للمواطن حس بالطمأنينة و الاستقرار , حيث انه اينما توجد مصادر الغذاء يزداد عدد السكان .

إن الاستقرار النسبي الذي طل علي اغلب دول العالم , له عامل اساسي في زيادة عدد السكان , فبعد الحرب العالمية الثانية لم يشهد العالم حربا شاملة هزت اغلب ارجائه , و لم يشهد مجاعات و اوبئة إلا في بعض المناطق المتفرقة , فدعوات السلام تغلبت في معظم الاحيان علي دعوات الحرب , و دور المؤسسات الحقوقية و الانسانية المحلية و العالمية اكتسب اهمية بالغة في زيادة نسب الاستقرار , إن الاستقرار احد العوامل الرئيسية و لربما كان اهمها في توفير بيئة متكافلة يزداد بها تدريجياً عدد السكان .

اغلب التقارير الصحية الحديثة تشير الي زيادة نسبة العقم عند كلا الجنسين , و كذلك تشير التقارير الي زيادة غير مسبوقة في نسب الاضطرابات الاجتماعية في اغلب مجتمعات العالم التي تؤثر رئيسياً علي نسب الزواج و الإنجاب , و كذلك تدهور الوضع البيئي و الطبيعي للعالم و زيادة نسبة التلوث يؤثر سلبيا علي كل محاور الحياة . إن تقدم التطور العلمي المستمر بهذه السرعة و زيادة وعي المجتمعات بالمشاكل البيئية يتيح افضلية للإنسان للتغلب علي ما يجري حوله , فعلي رغم انحدار نسب الإنجاب فقد توصل العلم الي عدة وسائل لمعالجة هذه المشاكل , منها التلقيح و عملية طفل الانابيب IVF و إلخ ,و بالنسبة للمشاكل البيئية يبدو ان العديد من الدول المتقدمة اصبحت اكثر رفقاً بالبيئة و اكثر استعمالا للطاقة النظيفة و اهتماما بالطبيعة . علي رغم من ان هذا كله يوفر للبشرية حياةً افضل , لكنه يزرع مشكلةً اكبر , فمع زيادة نسب البشر تزداد القدرة الاستهلاكية و تزداد الحاجة الي موارد طبيعية اكثر , موارد اصبحت الارض تستخدم مخزونها الاحتياطي منها . إن الارض بطريقتها ترفض الوجود البشري , الذي اصبح عبئا عليها بأعداده الضخمة و متطلباته اللامنتهية .

نحن امام نتيجتين مستقبلتين , إما ان يتغلب العلم علي الارض و تصبح حياتنا مرتبطةً كليا بالتطور العلمي في كل المجالات , و إما يتقلص الوجود البشري بفعل مؤثر كارثي طبيعي او متعمد , تقلص يعيد التوازن بين الوجود البشري و الارض .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ