الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة في مصر و خيبة أمريكا !

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2013 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


( مش حنمشي هو يمشي) تحت هذا الشعار وشعارات أخرى، وبحركة ثورية قل نظيرها في التاريخ المعاصر هبت الجماهير في مصر مرة أخرى معلنة استمرارثورة 25 / يناير ودخولها مرحلة مهمة أخرى، مرحلة تبديد حلم " إمارة مصر الاسلامية "، مرحلة إسقاط حكم مرسي وحزبه الاخواني، مرحلة توجيه ضربة شبه قاتلة للإسلام السياسي ليس في مصر فحسب، بل وفي المنطقة ككل باعتبار إن مصرحاضنة هذا الوباء منذ ما يقارب الثمانين عاما .
نعم سقط مرسي وتبدد حلمه وجماعته بإقامة " الإمارة الإسلامية " تلك الأجندة التي وظّف لها الإخوان رئيسهم مرسي منذ اليوم الأول لإستلامه السلطة ، حلم لم يراود الاخوان في مصر فحسب ، بل راود كل من سار في هذا الفلك من جماعات وأحزاب ودول .
إذا كانت الثورة قد وجهت هذه الضربة للاسلام السياسي ، فإنها وبالمقابل أعطت قوة دفع جديدة للقوى الثورية والراديكالية والعلمانية في المنطقة ككل، إنها رسالة للجميع بأن الجماهير متى ما صممت على تحقيق مطالبها فإنها تُخلق المعجزات! هذا الانتصار الساحق قوبل من قبل محور "الشر " (مصر زمن الاخوان ، حماس ، قطر ، تركيا ، وعلى رأسهم أمريكا وحليفاتها في أوروبا )بنوع من الفتور والخيبة ، فقد راهنت أمريكا وحليفاتها ومنذ مجيء مرسي الى الحكم على الإسلام السياسي للجم المد الثوري في مصر ومن خلالها في المنطقة وبدعم مادي كبير ومعنوي من قبل باقي أطراف هذا المحور، متوهمة بأن هذا النمط من الحكم الاسلامي قادر على ضبط الاوضاع وبالتالي المحافظة على مصالح دول هذا المحور،
أنا لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة ، ولكنى أرى بأن سياسة أمريكا وحليفاتها الغربية تسير بأتجاه بقاء منطقة الشرق الأوسط في حالة من الفوضي، وخير من يقوم بهذا الدور هي حركات الاسلام السياسي التي تسمي نفسها بالـ " المعتدلة " خصوصا بعد مجيئها للسلطة ، فهي من جهة ترعى مصالح هذه الدول والتي تتلخص في بعضٍ من بنودها في التالي :
• لجم الحركات الاسلامية "المتطرفة" وقولبتها داخل إطار القوى الاسلامية "المعتدلة"
• ضمان سلامة الملاحة في قناة السويس .
• الحفاظ على أمن إسرائيل.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى خلق حالة من الفوضى بين القوى والاحزاب والجماعات في المنطقة لدرجة تجعلها لاتفكر بالقضايا المصيرية الأخرى في المنطقة كالقضية الفلسطينية مثلاً ،وبذلك تكون حكومة اسرائيل في مأمن، وها هو الصراع الطائفي " الشيعي السني " الذي يكاد يمتد الى مساحات أوسع من سوريا والعراق ولبنان يخلق حالة لا ترى فيها الجماهير المحرومة مصدر حرمانها، بل يٌدفع بها الى التفكير في " العدو الطائفي " فقط.
انه سيناريو أسود تريده أمريكا وحليفاتها لهذه المنطقة ، وما ثورة جماهير مصر سوى الدق على ناقوس هذه المخاطر وتوجيه القوى الثورية نحو وجهتها الحقيقية ومن هنا يكمن نجاح هذه الثورة وتأثيرها على المنطقة ككل.
المتابع لردات الفعل بعد نجاح هذه الثورة العظيمة يرى بأن أعدائها يحاولون طمس حقيقة ما قامت به هذه القوى الثورية وذلك بوضعها في إطار" إنقلاب عسكري" بهدف ذر الرمال في العيون والتقليل من شأن هذه الحركة الجماهيرية الجبارة ، إنهم يغضون الطرف عن تحرك أكثر من عشرين مليون من البشر هبوا دفعة واحدة لقبر هذا النظام الإسلامي الفاشي، فجاءت ردات فعلهم من خلال وسائل إعلامهم بأنها " إنقلاب على الشرعية " وما يقصدونه هو " شرعية صناديق الإقتراع " التي جاءت بمرسي وبغالبية ضئيلة . هذه الصورة الواقعية لثورة مصر دفعت حتى بالعديد من الأقلام التي تسمي نفسها بالـ " التقدمية " الى التموضع في خندق قوى الثورة المضادة بوصفها لهذا الحدث بأنه " إنقلاب على الشرعية " بالضبط كما هو الحال بالنسبة لابواق الدعاية الامريكية والغربية .
أنهم لا يريدون أن يروا ويسمعوا حناجر الملاين التي تطالب بالحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم بل يضعوا كل هذه الاهداف والآمال للملايين من البشر في كفة و " شرعية الصناديق " في الكفة الأخرى، خاب ظنهم .
ما قام به الجيش المصري لم يكن سوى القطرة التي أفاضت الكأس، وذلك خوفا من أن تتطور الأمور الى الحد الذي تدفع بقوى العمال والكادحين والاحرار الى ثورة تكنس كل قوى الطبقة البرجوازية وتأتي ببديل إشتراكي، رغم أعتقادي الجازم بان هذه الثورة ليست ثورة إشتراكية ، مصر، تعتبر بوصلة الشرق الاوسط على جميع الاصعدة ، سياسة كانت ، أم إقتصادية وإجتماعية حيث تميل هذه البوصلة تميل القوى الاخرى، ثورية كانت أم إسلامية رجعية . وهنا يكمن موقع مصر المهم والحساس ، فإن فلتت الامور فيها تكون عواقبها وخيمة على الانظمة الرأسمالية ، هذا هو بالضبط ما قام به الجيش، إلا أن الجيش بعمله هذا أعطى الأرجحية لكفة القوى الثورية شئنا أم أبينا . إن نجاح هذه الثورة في الوقت الراهن هو كفيل بالسير نحو الاهداف الستراتيجية الاخرى . نحن هنا لسنا بصدد تعريف "الجيش" بل بصدد قراءة واقعية للاحداث والابتعاد عن التعاريف الأيديولوجية لمؤسسات الحكومة البرجوازية ، اليوم نرى بأن الاسلام السياسي رغم تلقيه هذه الضربة شبه القاتلة ، إلا أنه لا يزال متخندقا في الميدان وان سيناريو الصراع بين قوى الثورة والثورة المضادة لم ينتهي بعد، لذا فان الدخول في معمعة التعاريف الآيديولوجية للوقائع والأحداث ولاطراف الصراع لا يصب في خانة القوى الثورية بقدر ما يدفع بها الى الانشقاق والضعف أمام التيار المعادي. إن ضمان إنتصار الثورة في مصر هو الهدف الاساسي في الوقت الحالي ومن ثم لكل حادث حديث . إن كفة قوى الثورة بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى الى الدعم والاسناد والتركيز على قهر القوى المعادية لها المتمثلة في الاسلام السياسي.
ثورة مصر مستمرة فهي حققت أولى إنتصارتها في 25/يناير عام 2011 واستمرت بإسقاط حكم العسكر وفي 30/6/2013 جاء الدور لاسقاط الاخوان ورئيسهم وستبقى مستمرة حتى تحقيق مجمل أهدافها بإقامة مجتمع الحرية والعدالة والمساواة وبدعم وإسناد من كافة القوى الثورية والتقدمية في المنطقة والعالم .
8 / 7 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أتمنى للشعب المصري كل الخير والنجاح
حميد كركوكي ( 2013 / 7 / 9 - 11:36 )
نحن العلمانيون مبتهجين بهذا النصر العظيم، أتمنى أن تدوم إلى أن نبدل كل من تركيا ، إيران ،السعودية كذلك!!


2 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2013 / 7 / 9 - 22:00 )
الرفيق عبد الله
هذا الطوفان الثوري يجب ان يستمر الى نهايتةاعانقكم

اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر