الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيش المصري و الإخوان

حميد المصباحي

2013 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الجيش المصري,في تاريخه الطويل استمد مشروعية وجوده بضرورة احترامه,لعاملين,
الأول,كونه جيشا قوميا حارب دفاعا عن القضية الفلسطينية,و ربما حتى دفاعا عن الوطن العربي,و هو أكثر الجيوش العربية مواجهة لإسرائيل,منذ 1948,و شهداؤه الأكثر عددا,و لا أظنني مبالغا إن قلت,إن عدد شهدائه يفوق عدد الفلسيطينيين أنفسهم,من هنا كانت خبراته,الإستراتيجية و الميدانية و حتى الفكرية,فقد خبر في لحظات معينة السياسة,و إن كان محرما عليه ممارستها إلا في اللحظات الحرجة,مثال ثورة 1952,عندما اضطر الجيش المصري للتدخل من أجل وضع حد للملكية,أما الثاني,فهو جيش وطني لم يسجل في تاريخه تدخل قمعي في المظاهرات السياسية,و لم يكن ملحقا للشرطة و لا خاضعا لأوامرها,فقد نأى بنفسه عن أي دور,عدا الدفاع عن حدود الوطن و مصالحه الإستراتيجية عندما تهددها السلطة نفسها أو يتم اختراقها من طرف قوى سياسية تسعى لتطويع الدولة و جعلها في خدمة طبقة أو حزب أو حتى تحالف,ل-ذلك يفرض النظر عمقيا لجولات الجيش المصري,مع استحضار مقارنات,تميط الحجاب عما عرفته مصر أثناء الثورة و بعدها.
1الجيش المصري و الدين
مصر تعرف تعددا ثقافيا عاما,الدين إحدى مكوناته,فهناك الإسلام و المسيحية المتمثلة في الأقباط,كما أن الإنسان المصري مدرك لماضيه ما قبل الإسلامي ,بل ما قبل الديانات نفسها,لكن الناس مع التطور اعتبروا الفرعونية ماضيا تراثيا,و حضاريا,لم يفاخروا به على عروبة العالم العربي و لا حتى الإسلامي,و قد بقي الجيش المصري محافظا على علاقاته بالديانات المصرية,دون تمييز و لا تحامل, يمكن الجزم بأنه تغلب حتى على بعض مظاهر الحيف التي يعرفها المجتمع المصري نفسه,بحيث كانت لحمته الوطنية أقوى من أن تهزها الإختلافات الثقافية و لا العرقية و لا الدينية,فقدم بذلك نماذج راقية في الإنصهار الوطني.
2الجيش و الإخوان
أول تعامل للجيش معهم كان أثناء الإستعمار الإنجليزي,و قبيل انسحاب الإستعمار الذي عرفته مصر,فقد حاولت حركة الإخوان,في بنائها لذاتها الإستفادة من الجيش,الذي بقي حذرا دائما من كل النزوعات الدينية,و خصوصا حركات الإسلام السياسي و على الأخص حركة الإخوان المسلمين,و كبر سوء الفهم التاريخي,مع ثورة 52,فقد حاول جمال عبد الناصر و الضباط الأحرار عدم التصادم مع الإخوان,لكنهم قبلوا الهدنة علنا و خرقوها سرا,فقد كانت العمليات السرية ذات الطابع السري مغرية لهذه الحركة,لأنها تجني منها استقطابات واسعة,و تخويفا حتى للخصوم بغية جرهم لصفوفها أو تسخيرهم لخدمة أهدافها السرية,الجيش المصري خبر حركة الإخوان,و أدرك غاياتها,فكلما كانت غامضة في تحديد غاياتها كانت توسع منها أو تستعد للتنازل عنها في اللحظات الأخيرة كما اعتادت دائما,و لها في الوقت نفسه خيارات احتياطية,أي خطط الإنفلات,و إغراق المراكب مهما كانت خطورة الخطوات التي تقبل عليها,لكنها ذات حساسية مفرطة تجاه المصالح الإقتصادية و التجارية,بفعل وجود مصلحيين لا علاقة لهم بالديانة اللهم تلك الطقوسية الساذجة المرضية للمرشد,كما أسلفنا فيما قبل.
3الجيش في مواجهة الإخوان
نادرا ما تؤدي صدامات الجيش بالإخوان إلى المواجهات المباشرة,فالحركة تدرك,حجم الأوراق التي يتوفر عليها الجيش,و صلابة القضاء المصري إن توصل بما اقترفته حركة الإخوان المسلمين من فظاعات في حق الوطن و المواطنين,فيكفي البحث في المسارات التجارية الدولية و العربية و حتى الوطنية حتى تظهر المفارقات الغريبة في مجالات المتاجرة و التهرب الضريبي و ما خفي كان أعظم,لكن الجيش لا يريد فتح الحوارات السياسية مع الإخوان المسلمين مباشرة حتى لا يبدو الجيش لاعبا سياسيا,لكنه يمهد و يجر حركة الإخوان للتفاوض مع الفرقاء السياسيين,رغم مظاهر التعنت التي تبديها الحركة فإنها سوف تخلق التسويات الضرورية,فما أن تمتد يد القانون إلى قادتها حتى تغير الجماعة خطاباتها و سلوكاتها العنيفة و تركن للفصل و القبول بما يتوصل إليه سياسيا,لتدور عجلات التبرير الديني لما يعتبر مراعاة لديانة الناس و حرصا على سلامة الشريعة.
4الإخوان و العنف
يعتبر العنف ثابتا في البنية التنظيمية و الثقافية لحركة الإخوان المسلمين,لكنه عنف مؤجل,يمارس بصيغ أخرى,كتخريب بيوت الخصوم و الضغط المالي عليهم,و سحب قدرات المواجهة المالية,و تجفيف أرصدة البنوك و المؤسسات الداعمة لها,و كل هذا يخلق قاعد رافضة,سرعان ما يتحول هذا الرفض إلى رغبة لممارسة العنف تجاه الأعداء,لكن حركة الإخوان لا تريد الإقتراب من الجيش و التحرش به إلا عندما تنفلت منها عقال العنف أو تريد البحث لنفسها عن مبررات لقاء الجيش,كمحاولة للظهور بمظهر الراغب في نقديم الخدمات لمؤسسة, تحلم حركة الإخوان بتملكها أو التأثير عليها و لو نسبيا,و هو ما لم ينجح فيه الإخوان المسلمون طيلة تاريخهم السياسي الدعوي رغم المحاولات المستميتة في مصر.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة